الحسين بن خليل - بابل يصفر لها الإرث

كلما انكفأت على أغنية
حمّلتني الريح بما لم ترفعه من الأحجار
بابل الآن قشة
يصفّر لها الإرث من خلف الستائر الملكية
كل الأوامر الإدارية مكلفة
رفع الأزرار، قص الاشرطة، محاربة الكرستال
هذه المحاربة مكلفة جدا اوامرها
كل الموشومين تدفع لهم اللحى
بابل قشة
لا اثقل منها غير الأسد المنتصب بلا زئير
لا اثقل منها
غير الزئير المتورم في فم المعابد
لا اثقل من بابل الآن
سوى ريق الحاكم قبل الميلاد حتى وإن جفت اسواره
لا تعني الخرائب شيئا
حول هذا النهر الحلي
وهو يلتف كبطون الحيات وبابل عطشى
لا تعني شيئا اغاني الآلهة
لا يعني شيئا وجه عشتار ولا ابوابها
حين تكون بلا مسامير
تشد جنونها
حين ينتهي عمر الموكب حزنا
أو يوقف نبوخذ نصر غزواته رعبا
كيف يرتجف الموكب هذا
وهو يحمل بين كفيه الغنائم بعد الحرب
بابل الآن قشة
على جنبي شط الحلة تلتصق بثقل باهت
من فاز بها
ليس مردوخ
من حكمها ليس نبو خذ نصر
من سار بعدلها ليس حمورابي
من غنى لخمرتها ليس سعدي الحلي
من بات بسجنها ليس النواب
من يزرع البساتين الآن ليس أبي
ساعة البلدية
ليست من ايقضها الكواز
ولا أسد بابل
ولا نهر اليهودية
بابل لم يقمطها اليوم آخر ( عكد في المهدية )
(العكد) هذا قشة الآن
انى لمراهق قروي مثلي يبتاع منه الثقل
اين يجد الغزل الحلي لموفق محمد
الغزل العراقي لجبار الكواز
بابل الآن موؤودة على جرف
مشتقة من خراب
معقودة على سلطان نسي رجولته على اخر امر اداري
من قال احب الحلة
ندم على أول مطب في الشارع ليس رسميا
او زفر صلصاله
حين هربت (الجامعين) وهي بلا عباءة تبتغي الستر
الستر هذا
سرقه الدعاة من أول يوم نسي الحارس جهاته الأربع
بابل قشة
بابل الآن تتطاير مع شامتها
مع وجهها
مع ذكرياتها
مع النطف الحرام وهي تعتلي العرش
بابل
قشة
من ( شبّخ) فوق اسرارها ليس كلكامش
ومن فار من قضيب انكي ليس من حكمها ... لا الأول ... الثاني، الثالث أو .....
من ركب ظهرها الصلد كان موجة عارية
والتراب
لم يعد ازرق كما البوابة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى