حسين خليل (الحسين بن خليل)

لم يكنْ لنا مرفأ ليبردَ حديثُنا منتصفَ الليلِ، ونحنُ (نكاسرُ ) الأمواجَ بدلَ الجرفِ المُملِّ هناكَ، ثمّ نضعُ ذؤابةً خاسرةً تحتَ موقدِنا ونومضُ قلقينَ، كنجمتَينِ على موجةٍ لمَن همْ مثلُنا لا مرفأَ لهم يؤمّونَهُ حتّى نتقصّدَهُم. ملءَ مقاصدي أفوِّجُها نحوَكِ ما إن تصلُ روضَيها على عتبةٍ طريّةٍ...
يوجع صمتك بينما يكون النباح فاتحا فخذيه ويصرخ بالفتية، هذا الشط الحلي تحيط به اللعنات كأضواء الحانة حين تحيط برئيس ثمل بالظلمة ثم جاء يتلو لا تنبس الأوجاع بنصف كلمة حتى يأذن أفيون القرية (الحلة) دون المدن تهب لرأسك خمرة ناصعة وأنت تهبها أمرك والدنيا تضكّ على وجنتي المطر ولا يسّاقط على...
ثم مددت يدي في تجويف الريح الدائخة حيث يقطن كل الموهومين! حيث ترتد إليَّ لا تعرف من ملامحي شيئاً! مددت يدي لأشير إلى الصراط الذي وجب أن نمتطيه فردّ اليّ أفق مخبول من الوجهات التي حملني إليها ليلي الواضح إلا من زفرات شرهة ألهذا الطفل مثلي فضاء يمدد عمره القادم فيه ؟ أو يفرش مكعباته ويختار منها أو...
لا فيء تجنيه جديلة من غرس قمر أمام ضوء غرر به الماء أيُجنى فيء يتلاشى ؟ كان خلاصا مشدودا من وجنتيه إلى ربوة لا انحدار على جانب منها لأعتليه هكذا دون أن أشرب من الظل شيئا تبرعت بكل فراغي لاحتويك رغم انك حزنٌ رغم أنك مرساة لم يوكل لها أمر قافلة مرساة لم تفطن لثقل كبريائي مرساة لم تخبر الضباب...
كيف تُدلين بي إلى عمق الزهرة هذه ثم عليّ أن أكون رطِبا كالقاع أو أنفخ العطر أو اتسرب إليك من غصنها كيف يستعجلني اليباس لأخرج من بين لحاء عشقنا وأنا وجه أسمر يفور من فمك؟! لا تختلف نوايا الأزهار حتى يذبل عودها وتتملص منها الروائح يا عشتار ذبولي لا يرتد من الطين الذي شكّل عناقنا على حافة نهر، تحت...
أنّى للبحر أن يرتدّ على مجدافي، وأنتِ من حمل الموجةَ نكاية بالرمال على شواطئك . من ألقى شهقتيّ الباردتين من نسيجك ، وهو يبتلع القصبات الطوال على مرأى السهل.. على مرأى الزفير .. أنا المتورط في (مصادره) لم يكُ سهلا حفر السواقي ؛ حتى أنحدر إليك فيها . ثمة خسائر ثمة أجنحة لم تطر مُذ كنتِ زغبا في...
أتهرب كعنق الريف وهو يكاد ينفلت من مئذنة المدينة مكبرات الصوت خالية من هفهفة النوايا على رأس النخيل حين يدفع بها الريح ومرآتي اسفنجة تراب تمتص الملامح متى ما نزفت الجادة أتهرب كمشط عجوز تمر بين أسنانه صراخات ازقة مكتظة وهو يرخي لها اسماعه دون افصاح عن ضجر لم يعده العمر القديم كم يلزم لرأس بدائي...
كلما انكفأت على أغنية حمّلتني الريح بما لم ترفعه من الأحجار بابل الآن قشة يصفّر لها الإرث من خلف الستائر الملكية كل الأوامر الإدارية مكلفة رفع الأزرار، قص الاشرطة، محاربة الكرستال هذه المحاربة مكلفة جدا اوامرها كل الموشومين تدفع لهم اللحى بابل قشة لا اثقل منها غير الأسد المنتصب بلا زئير لا اثقل...
مربكة هذه الالتواءات، انت تدورين حول مقصلة ورأسي يسير بسرعة فأس ٍ يهوي بيد جزار، بيني وبين الموت نظرات أخيرة لشهود عيان، من يسرج فيهم روحي أولا ؟ وهي تخرج من بين رأس تيبس مذ عبأه الله بهوس فارغ، مذ سطا عليه الحزن وصار خشبة، بين رأس وجسد أشبه بروح عاهرة سئمت وجهها. أنا اشعل الفتيل وسراب جامح...
أعراس الشباببك تطبل فيها العصافير والموائد يستحلبنها الزيجات عبثا من بوّ السلطة هذا لسنا أكثر من وخز عرضي واجهة القصر لا تثمل حتى بالتكرار أمنيتي خيط رفيع. بيتي جذع قائم. الجرف يترجرج من تحته. كيف لهذا الصفيح أن يعوم وفاكهتي من صدأ ثماري من طين ونزيف جذوري يتصلب نكاية بالاوعية أيها الصرعى من...
ماجنة ليلة الجندي الأولى كقطار يفقأ عين الريح تمر الاهزوجة إلى عرين زائف، أرض تعوم، بلاط رائب، في رقعة ما لغم! حبل سري لم يقطعه الخوف هكذا ظل الشبل ملتصقا بالأرض من ينوي قطع رأس ينمو فليأخذ معه عشبة انكيدو من ينوي ضم فؤاده لمسطح مائي فليتعلم ثني القصب من يمسك هذا الوطن بكف مبتور لن تحاوره القبضة...
لم أرهن ذقني للورق ولا كأسي لمومس معتقة شفاهها بالطريق أيتها الشواطئ لم أعد أنا النخلة الواقفة وترمى بالحجارة أنا الحجارة وإن دبّ فيها السقم أو تحللت أضلاعها وهي تترنح تحت عوامل التعرية رغما عن الموجة لفظني إناء الشهيق ورغما عن اليابسة لم تزفرني أصلا آيات الله المتباهى بها أمام الملاحدة لم...
كالشواخص توثقين رغبتي في الاماكن وأنت الاماكن الاكثر من المرايا تلوح انعكاساتها لبوصلة واحدة أنا أكثر من لمحة بعيون امرأة مثلك تقشر السراب من وراء الانحناءات في جسد هستيري أنا أكثر نشيج لخاصرة يؤمها الملتحون اكثر من نهد يغرق في سيله جاف مثلي أنا اكثر من صحراء تلتهم الواضحين وهم يذرون...
"الشعر العظيم هو ما يخاطب العواطف الإنسانية الأولية الكامنة في الجنس البشري على الدوام." هذا ما قاله الأديب والناقد "أرنولد بينيت" ونص (جنونك طائر ورقي) للشاعر حسين خليل الجنابي مرآة لهذا الرأي. فمن العنوان نلتمس أقوى مشاعر الإنسان العاطفية والعقلية في كلمة جنون ، عاقداً بينها وبين أجمل سمات...
الريح صراط الفراشات يا أمي متى ما جنّ (تبدى) الرحيق ألك ِ هذا الدخان المتكدس قبل بواكير الشهيق؟ انزعيه الآن من عرسك المحترق هذا القلق المتلاطم أزرق أنا أبحر فيه يا أمي بزعنفة ثكلى ارزميني في حجرك هذا النحيب يروي جيد يابس يا أمي نذوري عرجاء وعلى مرمى الآلهة نتعثر كلانا وأقول عبثا لبئر المنايا متى...

هذا الملف

نصوص
21
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى