الحسين بن خليل - من يستدعي ما خلف اللحاء

ثم مددت يدي في تجويف الريح الدائخة
حيث يقطن كل الموهومين!
حيث ترتد إليَّ لا تعرف من ملامحي شيئاً!
مددت يدي لأشير إلى الصراط الذي وجب أن نمتطيه
فردّ اليّ أفق مخبول من الوجهات التي حملني إليها ليلي الواضح إلا من زفرات شرهة
ألهذا الطفل مثلي فضاء يمدد عمره القادم فيه ؟
أو يفرش مكعباته ويختار منها
أو يتكهن في أي ريح سيبذر خوفه مقدما
ثم يترقب
ما سيتدفق عليه من عمر قد خبر الخوف
ما سيجن عليه من ريح وهو صبي قد واقعها
وكشفت عن ساقيها وصارت ذكرى
كنت أحلم
كنت اتجمع معك وأنت في القيود
لم نكن سوى تدفقين نتوارى عن الأيادي الآثمة ونكبر
نؤذن في جذع شجرة لم تتلَ عليها أحاديث السكينة
لنبقى خلف لحائها الجافّ كفاصلة قلقة
كنت أمد يدي لأمسك بك وأنت في راحتي
أجمعك وأنت في حلّي
أتلو لك وأنت صوتي
اناغيك وأنت غنوة تطير كفراشة
لا زهر حولها تنكث عليه الأوزار لتصير أفيونا جشعاً
أينبغي لي أن أخرج من هذا الأفق
وانفض عنك الحمرة أيتها الشاطئ
كل الموهومين بقوا في تجويف الريح الدائخة
إلا نحن القلقون
ثمة صيد يلاحقنا
أو ملامح في عرض البحر تحدق بالشعر ليدعوها
ونحن ما نزال في ذلك اللحاء
نترقب
من يستدعينا
من يأذن لنا أن نتبرعم
أو من يضرب بمجدافه ليشق الأفق
ويهبنا سكينة الماء
ما زلت أدعي الاشياء التي لا تمت بصلة إلى الانهمار
وأقف تحت أطراف الجلابيب
انتظر المطر
واقف بكل خبثي جافاً
وأنت تدّعين كل ما يسّاقط منك عفويا
وأدعي مثلك
حتى تثور بوجهنا الشراهات
وتتكدس في الأفق مرة أخرى
حمرة مجنونة

الحسين بن خليل / العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى