الحسين بن خليل - كيف تكونين شائكة كالرماد

أنّى للبحر أن يرتدّ على مجدافي،
وأنتِ من حمل الموجةَ نكاية بالرمال على شواطئك .
من ألقى شهقتيّ الباردتين من نسيجك ،
وهو يبتلع القصبات الطوال
على مرأى السهل..
على مرأى الزفير ..
أنا المتورط في (مصادره)
لم يكُ سهلا حفر السواقي ؛ حتى أنحدر إليك فيها .
ثمة خسائر
ثمة أجنحة لم تطر مُذ كنتِ زغبا في بداياتها .
ثمة رمية
لم يسعفها الفضاء الرحب هذا
لم يمتصها الدخان الكثيف .
كفاك احتراقا ،
فأنا امر بكل سديمي، بكل مائي الجنوبي
(رغم أنك شمال يقف)
***
أنّى للبحر أن يُعطي ظهره للمجاديف
والرؤوس يدور في سائلها حكاية لا تعرف المكوث هادئة
المجاديف ... الأصابع
الصوت الذي تغرسينه في ماء البحر
الموجة الحائرة
وأنا
نشترك في (فلسفة) الدوران
أو نوايا الركل
أو الانحناء للجهة التي تحتاج لنا
ماذا يعني إخبار الضائعات من نظراتنا ، أن الموجة القادمة ديار التائهين ؟
ماذا يعني ..إن صمد الشّراع وأقام في الريح ؟
***
كنتُ أحلم !
من أيقظ هذا الكم من الصراخ ؟
كنت أوقظ الوجهةَ التي سأحجّ إليها مع ساريتي
كنت أتسلق الريح
وأغني للمطر العابس وأنفُخ في قطراته
"أيها المطر إن اضطرَب بللُك من قبلُ
،فها أناْ أقف على حدودك وأُحصي خطاياي لأغتسل بها
***
ذات مجدافٍ كنتُ أضع كل ثقلي عليه وأُبحِر في مراياك ..
كيف تكوني شائكة ؟
وعيونك ماء
عذبك ماء
ماء ... ماء ... ماء
وخاصرتك فضاء كلما جدفت فيه لا يمسكني سيلانك ..
لا تحملني كثافة أسئلة الفتيات اليافعات ،حين يقفن على ربوة ،والريح يثقب اشرعتها ،
الماء الدافق يتنازع مع يباسها.
لست مطاطيا أيها البحر
لتجيب وفي نبضك غصة تخشى فقدانها
لست تدور كرأس امرأة ماكرة لتُجيب
لست نبعة لا سر لبراءة هفهفة ورقك
لتقف
ولا احد ينفخ من تحت جذرك بالرماد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى