حسين خليل (الحسين بن خليل) - لم يكنْ لنا مرفأ ليبردَ حديثُنا منتصفَ الليلِ،

لم يكنْ لنا مرفأ ليبردَ حديثُنا منتصفَ الليلِ،
ونحنُ (نكاسرُ ) الأمواجَ بدلَ الجرفِ المُملِّ هناكَ،
ثمّ نضعُ ذؤابةً خاسرةً تحتَ موقدِنا
ونومضُ قلقينَ، كنجمتَينِ على موجةٍ
لمَن همْ مثلُنا لا مرفأَ لهم يؤمّونَهُ حتّى نتقصّدَهُم.
ملءَ مقاصدي أفوِّجُها نحوَكِ
ما إن تصلُ روضَيها على عتبةٍ طريّةٍ حتّى لا تشطَّ بعيداً.
ها أنتِ ذا ... أراكِ
يتبدّدُ سفرُكِ على ارجوحةٍ حاكَها لكِ الدّخانُ الفاترُ،
يتبدّدُ سرُّكِ على بئرٍ تتخدّرُ خدودُها كلّما كانَ في ودّها استنزافُ ما تدّخرينَهُ منّي،
يا لقطنِكِ حينَ تشتبكُ فيهِ خيوطُ الفتنةِ.
أنا في مَقرّي،
وأنتِ تتسللينَ كريحٍ وأنا شراعٌ والأغنيةُ ظهرُ مركبٍ،
كلّما لامسَتها الخيوطُ في الذّاكرةِ
قصدتُ البحرَ أتعكّزُ على ريحِكِ،
عليكِ أن تتوقّفي الآنَ،
لا تقولي لِمَ ؟
عن ماذا؟
توقفي الآنَ،
لمَ؟
يا للغربةِ كيفَ يكونُ ندائيَ الثاني دونَ فحوى ،
وأنا أقفُ بلا مرفأ؟
سمعتُ أنّ البحرَ يستتبُّ إنِ ابتلعَ ركباً هائجاً.
سمعتُ أنّ الأنظارَ واضحةٌ في عرضِهِ
وها أنا
بكلِّ حُمولتي
أستتبُّ لكِ كما البحر،
أطلقي نوارسَكِ
فأنا مستتِبٌّ الآنَ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى