الحسين بن خليل - على مقربة من أن لا أبيع ذقني

لم أرهن ذقني

للورق
ولا كأسي
لمومس معتقة شفاهها بالطريق
أيتها الشواطئ
لم أعد أنا النخلة الواقفة وترمى بالحجارة
أنا الحجارة
وإن دبّ فيها السقم
أو تحللت أضلاعها وهي تترنح تحت عوامل التعرية
رغما عن الموجة لفظني إناء الشهيق
ورغما عن اليابسة
لم تزفرني أصلا
آيات الله المتباهى بها أمام الملاحدة
لم أرهن شريط ذكرياتي وهو يطرز عبثا بالمواقف
لم أكن رهن إشارة زائفة
لم أنسَ تقلب السماء في كف أبي
وهو يحقن البيت شرفًا
يا أمي
مذ كنتُ خميرة سمراء تحت أكمام الآلهة وهي ترفضني
مذ كنت طينة في ألواح البساتين
والمحاريث
تزاول إيلاج أسنانها في رأسي
مذ كنت فزاعة
والقدر يُقرر أن أُلَفّ بجلدٍ تأكله الأرض نيئا
يا أمي متى تنتشلين المتبقي من آخر عناقيد أوردتي
متى توخزين ضمير الأمة المنفصل
وتضعين أمام المرايا
جياع لم يبلغهم اليتم
لم تبلغهم حرائق العجز الجنسي
لم تبكيهم بعد المُعلقات
أو يُنقشون
على سبائك الفضيلة المركونة دون أن يراها حتى الحلم
أين عشتار؟
أو مردوخ؟
أو اسكندر؟
أبو علاء؟
بن مدلول؟
أو كرار ؟
أين مريم الريس من الفراغات التي لم يملؤها القيء؟
أين الفتلاوي من انزلاقات الموت في السابعة؟
أين الدعاة؟
من نفوقي عشرة آلاف يوم
في الثانية وأنا حي
أكبر مع الموهومين
وأنا حي
أشير بسبابتي للأشرعة العاجزة وأنا حي
للتلاوات الصامتة وأنا حي
للسجدات في ماراثون المتاسبقين إلى الله
لخُطبة الجمعة
والسراق في الصف الأول
أنبيك يا أمي
هذه الشواهد على وجهي
البقع الداكنة بقايا قهر الليل وهو يمتهن وجهي كعاهرة
أنبيك يا أمي
هذا الحزن
وانحناءة الظل القصيرة
والتهاب المفاصل
وعجز الموازنة
وإفلاس الشبابيك
كل ما تذكره الأقاويل عن الجوع العربي
يقال أنه من عطايا خلفاء الله
وتدبير الكهنة


الحسين بن خليل / العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى