ابتسام ابراهيم - وديعة

حين اودعتـك الايامُ في قلبي .. لم يكن في بالِها انك سُتغير خارطة المرايا , وتستردَ لؤلؤاتٍ ضيعتها نعوشٌ مكدسة في جيبي , وانك مهما كبـُرتَ ستبقى ذلك الطفل الذي مزّق اوراقَ امتحانِه لأنهُ فشل في الاختبار .. لم يكن في نية الايامِ ان تتثاءَب وتعلن موسم النعاس ثم تفـتحُ للفجر باباً يترقبُ وصولك على مهلٍ
كان لي قمرٌ واحد بدّد ضوءه في مكارم ابي و الان صار عندي قمران يميلان كلّ مساء على هامتي ويفترشان الشوك خوفاً على اقدامي
ها انا بعد ثلاثين خنجراً مغروسا في ذاكرتي .. اجـُّر حبل اللهفة بسواعد غلفها الجحيم يوماً واحتواها برد الشتاء طويلاً
انت ذاك الوطن الذي رأيته في المنام و ادركتُ اخيراً انه الخلاص بعد تشابه الاوطان في سجلاتِ اليقظة .. وتشابه ملامح الشعبِ وتآلف صوتهم و تشابه انوفهم المحشورة بشؤون الاخرين
لكنك يا وطني مختلف قليلاً , لذا خاطبتُ سهادي بأني رأيتك في مكان ما وزمانٍ ما ولحظة فرتْ من سطوة الظلمة لتشق في جدار الليل دربا لا عثرةَ فيه .. انتَ وطن تخطّى اعتاب الصوت الآيل للبكاء ورصَّ صفوف الفؤاد على هيئة عسكر .


من كتاب ( رسائل لا تقرأ )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى