د. محمد عباس محمد عرابي - المنهج التاريخي والمقارن في الدراسات النحوية الحديثة عند العرب للباحث /عدي حسين علي

المنهج التاريخي والمقارن في الدراسات النحوية الحديثة عند العرب أطروحة تقدَّم بها الباحث /عدي حسين عليإلى مجلس كلية التربية في الجامعة المستنصرية وهي جزء من متطلبات نيل درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها بإشراف الأستاذ الدكتور/طارق عبد عون الجنابي 2013 م/ 1434ه
وفيما يلي تعريف بالدراسة كما ذكرها الباحث من خلال أربعة مجاور على النحو التالي:
* المحور الأول: أسباب اختيار موضوع الدراسة:
بين الباحث أنه امتلأت مؤلفات المهتمّين بالمنهج التاريخي والمقارن بالتطورات والمقارنات الصوتية والصرفية والدلالية وأهملت الجانب النحوي إهمالًا كبيرًا ، فلو تصفّحنا كتب المستشرقين والعرب لوجدنا موضوعات تهتمّ بالتغييرات الصوتية وتطورات الأبنية والاختلافات الدلالية ، فضلًا عن الجانب المعجمي ، أمّا التركيب وعلاقات الألفاظ داخل النصوص والعلاقات الإسنادية فهي مفردات شبه منعدمة من هذه الدراسات ، ولاسيّما المقارنة منها التي كانت شبه مختفية من دراسات المستشرقين ، ويقول الباحث أنه كان يأمل أن يجدها وفيرةً في دراسات العرب ، وللأسف كانت هي أيضًا تسير على النمط نفسه ، لا تأبه لقلّتها وشحّتها في كثير من الدراسات ، لذا لم يعتمد الباحث على التراكيب المدروسة نحويًّا فقط ، بل تتبع بعض التراكيب للحصول على بعض التطورات والمقارنات اللغوية التي تناولتُها في دراستي.
كان اهتمام الباحث بهذه الدراسة متأتّياً بسبب اهتمامي بالاطلاع على تاريخ العراق القديم، الأمر الذي أوحى له أن يستفيد من التاريخ في دراسة اللغة، زد على ذلك اطلاع الباحث على بعض الدراسات المختصّة بعلم اللغة التاريخي والمقارن
المحورالثاني: مكونات الدراسة:
اشتملت الدراسة على:
التمهيد جاء بيانًا لثلاثة مصطلحات هي: المنهج التاريخي، والمنهج المقارن , والنحو .
الفصل الأول: النحو التاريخي القديم.
وقد ضمّ مبحثين: أحدهما النحو التقليدي، والآخر النحو التعاقبي
الفصل الثاني: النحو التاريخي الجديد:
وقد ضمّ مبحثين أيضًا هما: أحدهما النحو الميسّر، والآخر النحو اللساني.
الفصل الثالث: النحو المقارن:
ضمّ مبحثين:
المبحث: الأول الدرس النحوي المقارن.
المبحث الآخر الدراسات النحوية المقارنة.
الخاتمة:
فقد شملت أهمّ النتائج التي توصّل إليها البحث مع بعض التوصيات التي يأمل الباحث أن تفيد الباحثين.
المحور الثالث:نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة لنتائج عديدة، نذكرها فيما يلي بنصها كما ذكرها الباحث على النحو التالي:
* مصطلحي المنهج التاريخي والمنهج المقارن مصطلحان غير مكتملين ، وبهما حاجة إلى المراجعة والدراسة لغرض إعطاء مفهوم واضح ومتماسك من حيث الدلالة والوظيفة ، فما زال المصطلحان يراوحان على وفق التعريفات التي وضعها المستشرقون ، ولقد نعلم أن دراسة المستشرقين لهذين المفهومين لم تكن بمستوى الطموح ، نعم إنها كانت بداية مهمة لتحديد مناهج دراسة اللغة ، إلّا أنّها لم تكن بقدر أهمية الدرس التاريخي والمقارن ، فلو أنّ نحاتنا القدامى قد اختصّوا بهذا الدرس من دون باقي الدراسات اللغوية ، بإمكاناتهم وظروفهم القديمة ، لقدّموا لنا درسًا تاريخيًّا مقارنًا منقطع النظير، قياسًا بالدرس الحديث الذي أعدّه من وجهة نظري درسًا ناقصًا وخجولًا لا يرتقي إلى مستوى الدراسات المقابلة ، لذا يجب إعادة النظر بالتعريفات السابقة لهذين المنهجين والإتيان بتعريفات أكثر واقعية تخدم هذين الدرسين المهمّين.
*يختلف مصطلح المنهج التاريخي يختلف عن مصطلح علم اللغة التاريخي، إذ إنّ الأول أعمّ وأشمل، من حيث المفهوم وعلاقته بعلم اللغة والعلوم الأخرى وعلى الرغم من أنّ مصطلح المنهج المقارن أعمّ من علم اللغة المقارن إلّا أنّه لا يصل إلى مستوى التداخلات والعلاقات التي يتمتع بها المنهج التاريخي.
*إنّ الاتساع الدلالي الذي يضفيه المنهج التاريخي دفع الباحث إلى دخول الدراسات التي اختصّت بتاريخ النحو العربي، والتي أرّخت المسيرة التاريخية لهذا الدرس، على الصعيدين النظري والتطبيقي.
*يعدّ مصطلح التعاقبّي أو التتبّعيّ خير من يمثل الجانب التطوري للغة، على وفق علم اللغة التاريخي، فمصطلح التاريخي مصطلح عامّ، وهذان المصطلحان يجعلان الدرس أكثر خصوصية من مفهوم التاريخي، فأقترح استبدال مصطلح علم اللغة التعاقبي بعلم اللغة التاريخي.
*إنّ التعاقبية التي حدّدت علم اللغة التاريخي اعتمدت محاور أساسية من أهمّها: الظهور والاندثار والشيوع والانحسار والإقراض والاقتراض والقبول والاستقباح.
*إنّ النحاة العرب لهم اطلاع واسع وكبير بعلم اللغة المقارن، وإنّ تقديراتهم وتعليلاتهم استعملوها في أثناء معرفتهم الجليّة باللغات الشقيقة للعربية، ولا أرجح أنّ تكون هذه التقديرات اعتباطيةً من خيال النحاة، بل هي تراكيب موجودة في اللغات الأخرى.
*إنّ نظام الأسر اللغوية التي تجمع اللغات ضمن مشتركات تجعلها من أرومة واحدة لا يطّرد على جميع اللغات، ولاسيّما أن هناك لغات ليس لها أخوات أو شبيهات تنتمي إليها.
*يُعدّ مصطلح النحو من المصطلحات غير المستقرة، منذ نشأته حتى يومنا هذا، فتارةً يكون مصطلحًا عامًّا ويعني علم اللغة، وتارةً يكون خاصًّا، ويعني المستوى الثالث من مستويات علم اللغة مع الصرف والصوت والدلالة، وأحيانًا يكون مرادفًا لمصطلحات أخرى لها مفاهيم تقترب منه وتبتعد عنه على وفق معطيات هذه المصطلحات، كالتركيب والقواعد والإعراب والنَّظم وغيره.
*إنّ مصطلح النحو يقابل مصطلح الجملة، فهي تعدّ وحدةً لغوية لا يحدها الصرف ولا الصوت، وهي بذلك تمثل الجانب النحوي من حيث مستويات تحليل اللغة.
*إنّ النحو التقليدي هو أكثر الأنحاء تداولًا واستعمالًا، فعلى الرغم من تعرضه للكثير من محاولات التغيير والتغييب إلّا أنه بقي محافظًا على صدارته في التعليم والتدريس وعدم الاستغناء عنه في جميع المراحل العلمية.
*تُعدّ التراكيب النحوية الحالة الأقلّ تطورًا بين مستويات اللغة الأخرى، فهي قد حافظت على قالبها العام، وما حدث فيها من تغيير لم يصل إلى مستوى التغيير في الجانب الصوتي والصرفي أو الدلالي.
*تعدد الأنماط النحوية عن طريق تقسيمها على نحو القرآن ونحو الشعر ونحو اللهجات وغيرها، وهذه الأنحاء تجتمع كثيرًا ضمن قاعدة واحدة، وبشاهد مشترك يربطهم جميعًا، فضلًا عن أنّ نحو القرآن لم يخرج عن قواعد النحو العام إلّا في بعض المواطن، وكذلك الشعر واللهجات.
*استعمل النحاة الشواهد الشعرية في قواعدهم أكثر من استعمالهم للقرآن الكريم، والسبب في ذلك أنّ تأسيسهم لعلم النحو كان لخدمة القرآن الكريم، وقد أرادوا أن يدونوا المفردات والتراكيب العربية ليحافظوا على نمط لغة القرآن، فقد عمدوا إلى أن يجعلوا لغة العرب في خدمة القرآن الكريم وليس العكس، فلا داعي لاتهامهم بإهمال القرآن، والتمسك بكلام العرب بعد ذلك.
*تُعدّ التراكيب المستعملة في كتب التصحيح اللغوي من ظواهر التطور النحوي، ولاسيّما التي اصطُلح عليها بالمغلوطة، فهي قد خرجت عن النظام القواعدي للغة، وجاءت على غير نمط الجمل العربية.
*اندثار المثنّى من الاستعمال اللغوي، ولاسيّما اللغة الدارجة منه ، على غرار اللغات الأوربية ، وهذه الظاهرة كان لها أصول في الأكادية ولهجاتها، فضلًا عن أنّ العربية قد تحجرت فيها استعمالات للمثنى مثل (كِلا ، وكِلتا).
*إنّ مصطلحات النحو الشهيرة كالإعراب واللحن والابتداء والاستثناء والتوكيد وغيرها مصطلحات استعملها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبعض الصحابة الأوائل بدلالتها النحوية التي استُعملت لدى النحاة فيما بعد.
*إنّ كتاب سيبويه كتاب أُلّف للعامة ولمختلف المراحل من الدارسين ؛ بدليل مرور قرابة القرنين بلا شرح أو تبسيط ، الأمر الذي يجعله كتابًا يسيرًا يتناوله الجميع.
*بدا للباحث أنّ المختصرات والشروح لا تمثّل جانبًا مستقلًا من جوانب التيسير المقصودة ، فهي لا توضع بالضرورة للتيسير ، إذ إنّ كثيرًا منها توضع للدرس والحوار والمغايرات النمطية في التأليف أو التدريس.
*إنّ نشاط التيسير الذي بدأ يزداد ويظهر في القرن الماضي سببه ظهور علم اللغة الغربي الذي بدأ العرب ينبهرون به ، وحفاظًا على الموروث اللغوي العربي دأب الميسرون إلى إنشاء درس يجمع بين القديم والحديث بدرس جديد.
*استعمل الميسرون مصطلحات مختلفة كانت جميعها تقريبًا مرادفة لمصطلح التيسير ، وعند معالجتها دلاليًّا ومقارنتها بنوع المؤلَّف النحوي وجدت أنّ مصطلح (تجديد) هو الأكثر تلاؤمًا مع غاية الميسرين.
*إنّ النحو العربي هو نحو رافديني الأصل حجازي الفكرة عراقي النشأة ، وأرفض جملةً وتفصيلًا فكرة أنّ النحو العربي هو نحو إغريقي أو هندي أو سرياني ، وإنّما أرى أنّه امتداد للدرس اللغوي الأكادي البابلي الآشوري ، وهو الوريث الشرعي للنحو الفينيقي.
*إن النحاة الهنود قد أخذوا الدرس المعجمي من الآشوريين بوصفهم أول من صنع المعجمات، وهذا ما قد نرد به على زعم من يرى أنّ الخليل متأثر بالهنود في صنع كتاب العين، أمّا النحاة الإغريق فقد أخذوا الدرس النحوي من الفينيقيين.
*يُعدّ التفسير البياني المتمثّل بتفسير الزمخشري (538هـ) للقرآن الكريم دراسة بنيوية نصّية متكاملة ، استمدها من جملة أفكار تبناها النحاة القدامى، في مقدمتهم سيبويه الذي تمثّل في جملة: يا أيها الرجل ، بأنّها تركيب لا يستغني فيها أي طرف عن الآخر ، وبذلك تكون الدراسات العربية ذات طابع بنيوي وتفكيكي معًا.
*إنّ مصطلح اللسانيات لدى الغربيين أوسع من مصطلح اللغة أو الكلام، وأرى أنّه يقابل مصطلح التخاطب، إذا ما أُريدَ ترجمتُه.
*يرى الباحث أنّ الدراسة اللسانية هي دراسة لا تنسجم مع نظام اللغة العربية؛ فهي بطبيعة حالها تدرس كيفية إنشاء الكلام ، وهذا الأمر لا تتذوقه العقلية العربية ، فهي تهتمّ بما بعد تكوينه وهي حالات تركيب الكلام ، ولا أجد جانبًا بيانيًّا مهمًّا في تحليل اللغة على وفق اللسانيات الغربية.
*إنّ فكرة تقسيم الأقوام على ساميين وحاميين ويافثيين تقسيم غير صحيح ومرفوض علميًّا.
*إنّ هناك لغات يجب أن تدخل ضمن مجموعة اللغات الشقيقة للعربية ، كلغة (الهوسا) وبعض لغات جزر أفريقيا الشرقية وبعض جزر حوض البحر الأبيض المتوسط.*
*استنادًا إلى عدم صحة المعلومات التي أوردها التقسيم التوراتي للشعوب السامية ، وعدم ارتباط نبي الله إبراهيم (عليه السلام ) بالنبي نوح (عليه السلام ) من حيث النسب ، وكذلك الابتعاد الجغرافي والأجناسي بين الأحباش والأكاديين أو الآراميين أو الكنعانيين ، فمصطلح اللغات الجزرو حبشية أعمّ وأشمل وأقرب إلى الواقع من مصطلح السامية أو الجزرية.
*إنّ النبي نوحًا (عليه السلام) من أصل قوقازي ، وإنّ السومريين هم من أحفاده وأحفاد من ركب سفينته ، وإنّ الوسامة التي يتمتع بها العراقيون ولاسيّما الجنوبيون والمسيحيون واليهود سكان العراق الأصليون هي موروثة من أصحاب الفُلك المهاجرين.
*إنّ مهد اللغة السنسكريتية هو الباكستان وليست الهند، ومصطلح هندو أوربية تحتاج إلى مراجعة.
*وجود رابط لغوي بين جميع اللغات في العالم ، وذلك بسبب ألفاظ تستعملها لغات عديدة متباينة أجناسيًّا وجغرافيًّا ، وهذا ما يُوعز بأن البشرية كانت يومًا ما تتحدث لغةً واحدة ، ربما هي لغة آدم (عليه السلام).


إنّ الجملة هي التمثيل الصحيح للدرس النحوي قياسًا بمستويات تحليل اللغة الأخرى الصوت والصرف والدلالة.
*إنّ الجملة الاسمية الأكادية لا تحذف الخبر كما في العربية ، فهي لا تكتفي بالظرف أو الجار والمجرور ، وهذا ما يفسر وجهة نظر النحاة في تقدير خبر محذوف تتعلّق به شبه الجملة ، ولا وجود لجملة اسمية خبرها فعل في الأكادية ؛ لأن الفعل لا يأتي في بداية الكلام البتة ، وهذا حال الجملة السومرية والأعمّ الأغلب في البابلية والآشورية والآرامية.
*تميل الآرامية الحضرية إلى تقديم الخبر على المبتدأ في معظم جملها الاسمية.
* لا وجود لحرف التشبيه (الكاف) في اللغة السريانية، فهي تعمد إلى استعمال الألفاظ في التشبيهات.
*تستعمل الأوغاريتية ضميرًا للمثنى المتكلم في الابتداء، وهذا التركيب غير موجود في العربية.
*تستعمل الحبشية الاسم العائد على المذكور ظاهرًا ، وهو لا يظهر في العربية ، كما في قولنا: زيدٌ واقفٌ ، ففي الحبشية: زيدٌ واقف هو ، كما أنّ الحبشية تقدم الصفة على الموصوف في كثير من المواضع.
*تستعمل المندائية الفعل المساعد الذي يشبه استعماله في اللغات الأوربية، وهذا ما عُدّ من الاستعمالات الغابرة في العربية كما في (كان) الزائدة.
*تكاد تكون النواسخ منعدمة في اللغات الشقيقة للعربية ، قياسًا بكثرتها في الاستعمال لدى العربية ، وكذا الحال في كثير من الحروف والأدوات المستعملة في العربية وهي قليلة جدًا في أخواتها من اللغات ، كالعطف والنفي وأدوات النصب والشرط ، واستنادًا إلى ذلك تُعدّ العربية ذات تراكيب وألفاظ وأساليب تتفوق بها على أخواتها من اللغات.
*إنّ لغة (أكلوني البراغيث) هي لغة عامّة ومستعملة في جميع اللغات ، فلا داعي إلى عَدّها ظاهرةً لغوية متفرّدة.
*تعدّ الجملة الفعلية في اللغات الجزرو حبشية ذات نظام واحد ، ما عدا الأكادية ، فهي تبدأ بالفعل ، وهناك نحاة آراميون وسريان وعبرانيون يجوزون تقدم الفاعل على الفعل ، فيعدّون الجملة الاسمية التي خبرها فعل هي جملة فعلية ، ولم يكن تركيب الجملة الفعلية هذا بنمط واحد فقد كانت هناك اختلافات ، إلّا أنّها اقتصرت على متعلقات الجملة وليس نظامها ، كتأخر ضمير النصب (إيّا) في العبرية مع عدم اتصاله ، وتعدّي الفعل (ذهب) بغير حرف الجر (إلى)، وغيرها من التراكيب.
إنّ الدراسات اللغوية المقارنة هي دراسات فقيرة وخجولة جدًا ، ولاسيّما النحوية ، فعلى الرغم من أنّ دراسة المستشرقين كانت دراسة مقتضبة جدًّا ، فقد جاءت الدراسات العربية على المنوال نفسه ، ولم تقدّم درسًا مقارنًا يخدم هذا المضمار على نحو مقبول ، فلو تتبعت الدراسات المقارنة لوجدت أنّها مجموعة من الأعمال المترجمة ، أخذت معظمها من دراسات السابقين ، ولا جديد إلّا في القليل النادر ، وللعلم أن الموروث من اللغات الجزرو حبشية غير المدروس وغير المترجم أكثر من طرح هذه الدراسات بأضعاف مضاعفة ، وللأسف بقيت هذه الدراسات تراوح في مكانها دون الانتقال إلى مرحلة أهمّ ، فقد وجدت أنَّها تستعمل المثال الواحد في أكثر من خمس دراسات ، فأنت تجد المثال في هذا الكتاب وتجده نفسه في كتاب آخر ، كذا الحال في دراسات مناظرة ، الأمر الذي جعله درسًا غير متكامل يُنعت بالصعب ، لكنّه ليس كذلك ، فلو ترجمت النصوص ترجمة معنوية وحرفية وأنزلت على شكل كراسات أو كتب لتسنّى لهذا الدرس أن يكون درسًا يسيرًا نافعًا ، لا كما يصفه مشتغلوه بأنّه معضل .
المحور الرابع : توصيات الدراسة:
أوصى الباحث بما يأتي:
*إقرار درس علم اللغة المقارن في جميع أقسام اللغة العربية على غرار الجامعات السورية والأردنية، والعراق أولى بأن يهتمّ بهذا الدرس على بوصفه مهدًا رئيسًا لهذه اللغات، فضلًا عن الإرث الكبير للمدونات اللغوية لهذه اللغات.
*التنسيق الحثيث بين قسم اللغة العربية والكنائس والمراكز الثقافية المسيحية، لامتلاكها عددًا كبيرًا من المدارس والكتب المختصّة بلغات العراق القديمة.
*حثّ طلبة الدراسات العليا على اختيار موضوعات بهذا الاختصاص ، وإعادة النظر بالموضوعات السابقة التي كان معظمها غير مستوفٍ لهذا الدرس ، وإعطاء فرصة لهم ، ولاسيّما أن الكثير من المتخصّصين في هذا المجال قد استقطبتهم جامعات خارج العراق ، لقلة المشتغلين فيه.
*ترجمة الكتب ذات العلاقة، وجلب المصادر الموجودة في المكتبات السورية والأردنية واللبنانية والفلسطينية، إذ إنها تحتوي على دوريات لم يتسنَ للجامعات العراقية أن تحظى بمثلها.
*لم يأخذ الجانب الدلالي للمنهج التاريخي والمقارن لم يأخذ حيّزًا من الدراسة والبحث، فهو جدير بعمل حثيث يمكن أن يجعله دراسة علمية نافعة تخدم هذين المنهجين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى