مقتطف د. محمد عبدالرحمن الجمالي - طائر يتحدث أم كائن فضائي

لا أدري ما بي؟ لماذا أنا هكــذا؟
فقد وصلت إلى حدٌ كبير في إيماني بكِ، وحتى لو اختفيتِ عني وذهبتِ، سأومن بكِ إيماني بالمُغيبات، ويقيني بالمعتقدات، التي قيل بأنها ثوابت في كل إيمان.

تُعسًا لكل التقاليد التي منعتني من إعطائك الدواء، وجعلتني أتخبط العشواء! ولم تجعلني حتى أتنفس الصعداء!
أليس لي أن أكون روحًا خفيفة الظل؟ أقترب منك دون أن أُثير غضبك، وأُربك حالك، ولا تقلقِ! فلن أؤذيك، سأحاول مساعدتك، بعد أن أدعو الله ليُزيح عنك كل سقمٍ وداء.

أعلم أنهُ لا سبيل الآن إلى التقاء روحينا، ولكني من أبواب الاحتمالات الكثيرة، أود أن نكون طيرين طليقين، لا يُحيط بهما شيء، يتحدثان بحكمة الحياة إلامَ نهاية، ولن أسمح لك بالابتعاد كثيرا عني، وسنبتعد عن بعضنا، بقدر انقسام غمامتين عن بعضهما، حكمتهما كل التضاريس.
وقد لا يكون بوسعي تركك حتى لو لم تكونِ في سمائي- وما يشدني إليك هو برائتُك، التي تتحدث كما لو أنها ملاك كريم، وروح إنسان عظيم، تمثلت بذلك الطائر.
وربما عليك أن تفهمي أن شعوري تجاهك، حمل كل أروقة الفؤاد ومعانيه الإنسانية- فلا تتركيني وأنت قلبي النابض، وبلسم جروحي التي لم تبرء مع الأيام، ولم تتبوء بما فيها، حتى تلقاك أنت.
أيُّ شيءٍ علقني في حبالك المتينة، التي زادتني رباطةً وجأشًا، ومنحتني وسامًا أمضي به في كل درب، واستعين به مع كل كرب.
وإنني أستمد منك الأمل، وأتعلم من نُضج تفكيرك الذي يكبُرك بسنواتٍ ضوئية عديدة، والذي لا تملكينه إلا أنت؛ فقطعًا أنت ليس لك شبيهات في هذه المجرة، ولك أن تصدقي أنني أريد أحيانًا إحاطتك بأني أشكُ أنَّك كائنٌ فضائي، جاء ليتعرف على الأرض عن كثب.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى