مصطفى معروفي - نملة

أفكر كيف أعلق قلبي
على عتبات الرخام
وكيف أضيف الصداح إلى بلبل
يرتدي ولع الزيزفون وآلى
بأن لا يريق الغناء على رقَباتِ الغصون
أحلْت سمائي إلى حضرة الغيم
فانداح ظلي يقود مواكبه
نحو نبع الصباح
ورحت أرش المواويل للطير
أفتح باب المراثي لها
سوف أتلو مديح التلال
بمرأى من السهب
ثم لنجم اليدين أفجر نبضا عميقا
على ثبَج القلب
لست أريد اصطحاب الكراكي
إلى النبع
إني أود سماء الخليقة
أن تنتقي لأنجمها كل ومض مجيد
وترفع سقف المراثي
لسحب البساط إذا وطأته قدم الموتِ
ها بدني مشتلٌ للمرايا
وعما قريب سأمنح عذب الفجاج
لخطوي الأكيد
أنا مهبط الطين
في راحتي تبرق اللحظات فتمسح عني
مراهقةً من غبار السنين
أحاول أن أنتمي للخريف علانية
غير أني خشيت الكلام
فلست أحب نبيذاً على
مدخل الوقت ملقى...
إلى منزلي رجعت فوجدت سريري
يحادث أصّا وديعا
وبالقرب منه
جرت نملةٌ
ربما وهْيَ تخرج من بيتها نسيتْ
أن تقول وداعا لمن حضروا
عرسها الليلة البارحةْ.
ـــــــ
مسك الختام:
حين استيقظ
وجد التنبيه التالي
قرب وسادته:
"لا تنسَ
عشاؤك في الثلاجة"
عاد إلى النوم
ترافقه أسئلة تستعير مخالبَ
من أسدٍ شرِس.







تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى