منذ عمر المراهقة، يكتوي قلب أنغام لمرآى كل عروسين، يمضيان أول أيام زواجهما، في فندق المنصور ميليا، ليس حسداً، بل غبطة بهما، ذلك لان قلبها، ليس حسوداً أو حقوداً على الناس.
تحتفظ أنغام منذ السابعة عشر من عمرها، برسائل الحب التي كان يكتبها لها أبن خالتها سعيد، تدفنها بطيات ملابسها، هذه واحدة من أهم أسرار حياتها الصعبة التي تعيشها الان وهي بعمر الثلاثين، بعد أن غدر بها سعيد عندما تزوج زميلته الطالبة في معهد الوثائقيين العرب، وأنصرفت أنغام بدلا من الإنتقام لحبها المقتول، الى العمل بجهدٍ ومثابرةٍ لتكون من أشهر مصففات الشعر النسائي في منطقة المنصور، بالغة الثراء. بدأت قصة نجاحها، حين تفوّقت على كل زميلاتها، في معهد تعليم قص الشعر، بالرغم من أن مدة التعليم، كانت من أصعب الأوقات التي مرّت بها، بسبب سخرية الزميلات من دمامة أنفها العريض، أنفها الذي قال عنه حبيبها أبن خالتها سعيد ذات يوم كأنه " أبهام قدم الفلاح " ، انكسر قلبها، ولم يعد بمقدورها، أن ترى في الرجال فرصا لحياة تتمناها، ها هي في كل يوم، تجمّل النساء بصالونها الكبير، غير عابئة بالتعليقات والممازحات التي تسمعها من صديقاتها الزبائن، اللواتي كن يستعدين ليمضين ليال سعيدة مع أزواجهن .
كانت تعود الى بيتها منهكة، لا تقوى على الوقوف، لمساعدة أمها الارملة، التي تجاهد هذه بصعوبة بالغة، لكي تخفف حزن أبنتها الوحيدة، بترميم قلبها الذي كسره أبن اختها، حين تركها وتزوج زميلته في معهد الوثائقيين.
تعيش اليوم أنغام حياتها بتعاسة، برغم المورد المالي الجيد التي تحصل عليه من عملها. سبق أن علقت أنغام في محلها، بمنتصف الجدار بين المرآتين، بجانب الباب، صورة مستنسخة كبيرة للوحة الموناليزا الشهيرة، وغالبا ما كانت تحاكي شكلها بأنفها العجيب " أبهام قدم الفلاح"، وتطلب من آلهة الجمال، أن تزيل عن وجهها هذا الأنف، ليكون مثل الموناليزا بدلا عنه.
في هذا اليوم، وقفت أنغام أمام اللوحة طويلاً، ترقرقت الدموع في عينيها، قالت لها " ماذا لو كان شكلي يشبهك يا موزليزا ؟ " تسميها موزليزا، لأنه أسهل على لسانها، وسخرية منها، فجأة، تحركت شفتا الموناليزا في اللوحة، وقالت لها وهي معلقة في الجدار " لم لا، هل تودين أن نتبادل الأدوار، أنا أنزل الى مكانك، كي أتحرر من الإعتقال الرهيب الذي وضعني فيه دافنشي، وأنت تأخذين مكاني، فقد مللت من عيون الناس الدبقة، وهي تبحلق بوجهي ليل نهار".
ذعرت أنغام، كادت تقع أرضاً على مؤخرتها، وقد يكسر حوضها، لولا كراسي الحلاقة الثلاثة الفارغة، عندما تداركت الصدمة، بوضع يديها خلفها، ثم نهضت لتبصر الموناليزا، رأتها تبتسم لها " ماذا تقولين؟ "، ثم خرجت الفتاة الجميلة الموناليزا من إطار اللوحة، وهي بالملابس القروية البنية، وقفت أمام أنغام، وبلمسةٍ سحريةٍ من أصابعها الجميلة، تسللت أنغام الى اللوحة، والموناليزا أنغام بدأت تنظر الى نفسها في المرآة، كاد قلبها يخرج من صدرها العامر، فابتسمت، أنفها قد أختفى، تحولت الى صورة اللوحة الجميلة بديلا عن وجهها، قالت لها اللوحة الجديدة " أبتسمي، لا تقطبي حاجبيك، الرجال يعشقون وجه المرأة المبتسم، هيا أنطلقي الى الحياة ".
أرادت أن تغلق باب المحل على نفسها، لتمنع دخول الزبونات، حتى تحتوي صدمة تحول شكلها، غير أنها لم تستطع، فقد تجمّدت قدماها في مكانها، تحسسّت بيديها خديها وأنفها وحاجبيها، نظرت الى جسدها، فوجدته أصبح رشيقا مثيراً، تريد أن تلتهمه لتمارس الحب معه، تحسست مؤخرتها الكبيرة، وهي بالملابس المثيرة.
أول أمر خطر في بالها، هو الذهاب الى دائرة أبن خالتها سعيد، فأغلقت المحل، كتبت على الزجاج الخارجي " سأعود ".
أخذت تاكسيا، ذهبت الى المديرية التي يعمل فيها سعيد، ولما أخبرت رجل الاستعلامات برغبتها اللقاء بأبن خالتها، نقل هذا الخبر عبر تلفون داخلي الى سعيد، غير أن الأخير قال له " أخبرها إنني في اجتماع مع المدبر العام" لكن أنغام لم تدع الموظف يكمّل كلامه، دخلت في الممر المؤدي الى غرفته، تعلم أين يقع مكانها، فلما دخلت عليه، وجدته جالسا مع زميلة يتهامس، فقالت أنغام للزميلة بغضب وغيرة " لدي كلام مع أبن خالتي، إذا سمحت" أنصرفت الزميلة مرعوبة، أصاب سعيد الذعر والدهشة والخوف، لا يعرف ماذا يقول؟ ماذا يفعل؟ نظر الى الوجه الجميل، أراد أن يتذكر أين رآه من قبل؟ فلم يهتد، جلست بجانبه، قالت له " علمت قبل يومين أنك طلقت زوجتك زميلة معهد الوثائقيين، جئت أسلم عليك " ثم نهضت، قالت له " مع السلامة ". بقي جالساً في مقعده لا يتحرك، الصوت نفسه، طريقة الكلام نفسها، هي أنغام، ولكن كيف تحولت الى ما يشبه امرأة، سبق له أن رآها من قبل، لا يعرف أين، أراد أن يلحق بها، غير انه، لم يستطع النهوض من مكانه.
في الليل، جاء سعيد الى بيت خالته ام أنغام، جلس مع الخالة، شرح لها، لماذا طلق زوجته، بعد حياة صعبة عاشها معها، وهو اليوم يريد أن يخطب أنغام، فقالت له العجوز " الامر بيدها وليس بيدي ". جاءت أنغام الى الصالة، بملابس البيت المثيرة، ثوبها يكشف مفاتن جسدها، مع إبتسامة الموناليزا الساحرة، وقفت أمامه، صافحته، ثم جلست بجانبه، تسارعت نبضات قلب سعيد، صار في أشد حالات الاضطراب والقلق والخفة" أريدكِ زوجة لي أنغام "، أخفت أبتسامتها الساحرة ، قالت وهي غير عابئة به " ميخالف .. تعال غدا نذهب الى المحكمة الشرعية لنعقد على زواجنا ".
جاء في اليوم التالي، صعدت الى سيارته الواقفة عند باب بيتهم، وهي بكامل جمالها وأناقتها، التي لم يعهدها سعيد في كل نساء العالم، ذهبا الى المحكمة الشرعية، تم عقد قرانهما. بعد أسبوع تزوجا، دخلت معه الى الغرفة الملونة بالضوء الأصفر في فندق المنصور ميليا، أمضت معه ليلتها الأولى الى الصباح، يتقلبان على فراش السعادة من دون نوم، ولما أستيقظ زوجها السعيد، بعد الظهر، لم يصدق عينيه ما يجري له. أنتهت الأيام الثلاثة من شهر العسل في الفندق بسرعة، وأنتهت مدة إجازته وباشر وظيفته، عادت أنغام لتفتح محلها، ولما فتحته، صاحت بها صورتها القديمة المعلقة في الجدار " اين كنت يا عاهرة؟ عشرة أيام، وأنا في الحبس هنا في هذه الظلمة ".
قفزت من اللوحة، بأصابعها امسكت الموناليزا القبيحة بجسدها الجميل وابتسامتها الساحرة، لترمي بها داخل إطار اللوحة، بدلا عنها، لتعود أنغام الى شكلها القديم، ويعود أنفها الذي يشبه " أبهام قدم فلاح ". الى سابق عهده .
تحتفظ أنغام منذ السابعة عشر من عمرها، برسائل الحب التي كان يكتبها لها أبن خالتها سعيد، تدفنها بطيات ملابسها، هذه واحدة من أهم أسرار حياتها الصعبة التي تعيشها الان وهي بعمر الثلاثين، بعد أن غدر بها سعيد عندما تزوج زميلته الطالبة في معهد الوثائقيين العرب، وأنصرفت أنغام بدلا من الإنتقام لحبها المقتول، الى العمل بجهدٍ ومثابرةٍ لتكون من أشهر مصففات الشعر النسائي في منطقة المنصور، بالغة الثراء. بدأت قصة نجاحها، حين تفوّقت على كل زميلاتها، في معهد تعليم قص الشعر، بالرغم من أن مدة التعليم، كانت من أصعب الأوقات التي مرّت بها، بسبب سخرية الزميلات من دمامة أنفها العريض، أنفها الذي قال عنه حبيبها أبن خالتها سعيد ذات يوم كأنه " أبهام قدم الفلاح " ، انكسر قلبها، ولم يعد بمقدورها، أن ترى في الرجال فرصا لحياة تتمناها، ها هي في كل يوم، تجمّل النساء بصالونها الكبير، غير عابئة بالتعليقات والممازحات التي تسمعها من صديقاتها الزبائن، اللواتي كن يستعدين ليمضين ليال سعيدة مع أزواجهن .
كانت تعود الى بيتها منهكة، لا تقوى على الوقوف، لمساعدة أمها الارملة، التي تجاهد هذه بصعوبة بالغة، لكي تخفف حزن أبنتها الوحيدة، بترميم قلبها الذي كسره أبن اختها، حين تركها وتزوج زميلته في معهد الوثائقيين.
تعيش اليوم أنغام حياتها بتعاسة، برغم المورد المالي الجيد التي تحصل عليه من عملها. سبق أن علقت أنغام في محلها، بمنتصف الجدار بين المرآتين، بجانب الباب، صورة مستنسخة كبيرة للوحة الموناليزا الشهيرة، وغالبا ما كانت تحاكي شكلها بأنفها العجيب " أبهام قدم الفلاح"، وتطلب من آلهة الجمال، أن تزيل عن وجهها هذا الأنف، ليكون مثل الموناليزا بدلا عنه.
في هذا اليوم، وقفت أنغام أمام اللوحة طويلاً، ترقرقت الدموع في عينيها، قالت لها " ماذا لو كان شكلي يشبهك يا موزليزا ؟ " تسميها موزليزا، لأنه أسهل على لسانها، وسخرية منها، فجأة، تحركت شفتا الموناليزا في اللوحة، وقالت لها وهي معلقة في الجدار " لم لا، هل تودين أن نتبادل الأدوار، أنا أنزل الى مكانك، كي أتحرر من الإعتقال الرهيب الذي وضعني فيه دافنشي، وأنت تأخذين مكاني، فقد مللت من عيون الناس الدبقة، وهي تبحلق بوجهي ليل نهار".
ذعرت أنغام، كادت تقع أرضاً على مؤخرتها، وقد يكسر حوضها، لولا كراسي الحلاقة الثلاثة الفارغة، عندما تداركت الصدمة، بوضع يديها خلفها، ثم نهضت لتبصر الموناليزا، رأتها تبتسم لها " ماذا تقولين؟ "، ثم خرجت الفتاة الجميلة الموناليزا من إطار اللوحة، وهي بالملابس القروية البنية، وقفت أمام أنغام، وبلمسةٍ سحريةٍ من أصابعها الجميلة، تسللت أنغام الى اللوحة، والموناليزا أنغام بدأت تنظر الى نفسها في المرآة، كاد قلبها يخرج من صدرها العامر، فابتسمت، أنفها قد أختفى، تحولت الى صورة اللوحة الجميلة بديلا عن وجهها، قالت لها اللوحة الجديدة " أبتسمي، لا تقطبي حاجبيك، الرجال يعشقون وجه المرأة المبتسم، هيا أنطلقي الى الحياة ".
أرادت أن تغلق باب المحل على نفسها، لتمنع دخول الزبونات، حتى تحتوي صدمة تحول شكلها، غير أنها لم تستطع، فقد تجمّدت قدماها في مكانها، تحسسّت بيديها خديها وأنفها وحاجبيها، نظرت الى جسدها، فوجدته أصبح رشيقا مثيراً، تريد أن تلتهمه لتمارس الحب معه، تحسست مؤخرتها الكبيرة، وهي بالملابس المثيرة.
أول أمر خطر في بالها، هو الذهاب الى دائرة أبن خالتها سعيد، فأغلقت المحل، كتبت على الزجاج الخارجي " سأعود ".
أخذت تاكسيا، ذهبت الى المديرية التي يعمل فيها سعيد، ولما أخبرت رجل الاستعلامات برغبتها اللقاء بأبن خالتها، نقل هذا الخبر عبر تلفون داخلي الى سعيد، غير أن الأخير قال له " أخبرها إنني في اجتماع مع المدبر العام" لكن أنغام لم تدع الموظف يكمّل كلامه، دخلت في الممر المؤدي الى غرفته، تعلم أين يقع مكانها، فلما دخلت عليه، وجدته جالسا مع زميلة يتهامس، فقالت أنغام للزميلة بغضب وغيرة " لدي كلام مع أبن خالتي، إذا سمحت" أنصرفت الزميلة مرعوبة، أصاب سعيد الذعر والدهشة والخوف، لا يعرف ماذا يقول؟ ماذا يفعل؟ نظر الى الوجه الجميل، أراد أن يتذكر أين رآه من قبل؟ فلم يهتد، جلست بجانبه، قالت له " علمت قبل يومين أنك طلقت زوجتك زميلة معهد الوثائقيين، جئت أسلم عليك " ثم نهضت، قالت له " مع السلامة ". بقي جالساً في مقعده لا يتحرك، الصوت نفسه، طريقة الكلام نفسها، هي أنغام، ولكن كيف تحولت الى ما يشبه امرأة، سبق له أن رآها من قبل، لا يعرف أين، أراد أن يلحق بها، غير انه، لم يستطع النهوض من مكانه.
في الليل، جاء سعيد الى بيت خالته ام أنغام، جلس مع الخالة، شرح لها، لماذا طلق زوجته، بعد حياة صعبة عاشها معها، وهو اليوم يريد أن يخطب أنغام، فقالت له العجوز " الامر بيدها وليس بيدي ". جاءت أنغام الى الصالة، بملابس البيت المثيرة، ثوبها يكشف مفاتن جسدها، مع إبتسامة الموناليزا الساحرة، وقفت أمامه، صافحته، ثم جلست بجانبه، تسارعت نبضات قلب سعيد، صار في أشد حالات الاضطراب والقلق والخفة" أريدكِ زوجة لي أنغام "، أخفت أبتسامتها الساحرة ، قالت وهي غير عابئة به " ميخالف .. تعال غدا نذهب الى المحكمة الشرعية لنعقد على زواجنا ".
جاء في اليوم التالي، صعدت الى سيارته الواقفة عند باب بيتهم، وهي بكامل جمالها وأناقتها، التي لم يعهدها سعيد في كل نساء العالم، ذهبا الى المحكمة الشرعية، تم عقد قرانهما. بعد أسبوع تزوجا، دخلت معه الى الغرفة الملونة بالضوء الأصفر في فندق المنصور ميليا، أمضت معه ليلتها الأولى الى الصباح، يتقلبان على فراش السعادة من دون نوم، ولما أستيقظ زوجها السعيد، بعد الظهر، لم يصدق عينيه ما يجري له. أنتهت الأيام الثلاثة من شهر العسل في الفندق بسرعة، وأنتهت مدة إجازته وباشر وظيفته، عادت أنغام لتفتح محلها، ولما فتحته، صاحت بها صورتها القديمة المعلقة في الجدار " اين كنت يا عاهرة؟ عشرة أيام، وأنا في الحبس هنا في هذه الظلمة ".
قفزت من اللوحة، بأصابعها امسكت الموناليزا القبيحة بجسدها الجميل وابتسامتها الساحرة، لترمي بها داخل إطار اللوحة، بدلا عنها، لتعود أنغام الى شكلها القديم، ويعود أنفها الذي يشبه " أبهام قدم فلاح ". الى سابق عهده .