سعيد رفيع - كان وأخواتها

دق الجرس معلنا بداية الحصة، فدخل المفتش الفصل، وصاح الأستاذ بركات، مدرس اللغة العربية، في التلاميذ : قيام.. تعظيم سلام.. إرسال.. جلوس.
تقبل المفتش تحية التلاميذ بابتسامة، وهز رأسه شاكرا، وأخذت عيناه تدوران في أرجاء الفصل، تتفقدان التلاميذ واللوحات المعلقة على الجدار . أما الأستاذ بركات فقد وقف مرتبكا خلف المفتش ولسانه يلهج بالدعاء أن تنتهي الزيارة بالخير وألا يقع أحد التلاميذ في سقطة تحط من شأنه أمام المفتش.
انتهى المفتش من تفقد معالم الفصل ثم أشار إلى تلميذ بدين في نهاية الصفوف وقال :
- أنت.. أعطني مثالا للجار والمجرور. ارتبك التلميذ لحظة، ثم تماسك، وقال:
- تناولت الطعام بالشوكة. ابتسم المفتش وقال : - عين الجار والمجرور وعلامة الجر أجاب التلميذ :
- الجار حرف الباء والمجرور الشوكة وعلامة الجر الكسرة. هز المفتش رأسه منتشيا، وقال :. - عظيم.. صفقوا له. اهتزت ارجاء الفصل بالتصفيق، بينما التفت المفتش إلى تلميذ آخر، وقال :
- أنت.. ضع كلمة شوكة في جملة لتأتي مرفوعة.
فأجاب التلميذ بلا تردد :
- أن إسرائيل شوكة في ظهر العرب.
صاح المفتش : اجلس.. وقف أنت، وقف تلميذ ثالث، فقال له المفتش:
- أريد أن تأتي كلمة شوكة منصوبة في جملة أخرى. قال التلميذ :
- باتت اسرائیل شوكة في ظهر العرب.
قطب المفتش جبينه وأشار إلى تلميذ رابع ثم قال :
- أنت.. أريدها منصوبة في جملة مختلفة. قال التلميذ :
- ما زالت إسرائيل شوكة في ظهر العرب.
وهنا رمق المفتش الأستاذ بركات بنظرات نارية، ثم صاح متبرما في وجوه التلاميذ :
- قلت أريد جملة مختلفة.. جملة مختلفة.
وأوما إلى أحد التلاميذ، فوقف وقال :
- كانت إسرائيل شوكة في ظهر العرب.
انفرجت أسارير المفتش، وقال : - عظيم.. صفقوا له.
(لم يصفق أحد)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى