أحمد الخطيب - في مثل هذا اليوم

لَمْ يمضِ وقتٌ حَالِكُ

صَبّارتانِ على سياج البيتِ

تذكارٌ، ومأوى للضباعِ

وحارةٌ تغفو على نسيانها

وطفولةٌ أولى

وصبرُكَ شائِكُ

***
وجدوا على أثرِ النجومِ ملاذهمْ

والحلمُ إيقاعُ الولادةِ

إذ يجيءُ الطّلْقُ منفياً مِنَ الأرحامِ

والساعاتُ تُنفذُ وعدَها

لتمرَّ قوسُ الريحِ في رئة البيوتِ

وكلُّ شيءٍ لا صدى في أمرِهِ

يبدو جلياً مِنْ غموض النّفسِ

يا لغةَ النجومِ

وكلُّ شيء هالِكُ

***

بَلغوا حكايتَهمْ

وجابوا الصّخرَ بالفوضى

وقاموا لانتشالِ الفعلِ إيقاعاً

جديداً للقصيدةِ

لَمْ يئنّوا

لَمْ يَصرُّوا

إذ صدى أوقاتِهمْ خَجلٌ

وهمْ أربابُ هذا البوحِ

مرّوا قبلَ هذا

والهوى نورٌ

وسعْيُكَ سالِكُ

***

هيَ حالةُ الإيقاعِ في عرس القصيدةِ

وانتشالُ الصبر مِنْ بئر الصدى

هَوَسُ الشريدِ

إذا تهادى في المنازلِ مالِكُ
***


النوايا صِبغةُ الأشجار في المنفى

ووحيُكَ مثلُ وحيِ الناي

عن عطشِ الرياحِ، ينامُ

يسترعي القبائلَ كلّها، وينامُ

أو يمضي على مَهلٍ

ولو سُبُلٌ تراختْ عن كتاب الجائعينَ

وخرَّ في يدهِ المدارُ الشائِكُ

***

ولأنَّ أغنيتي أسيرةُ حُلْمها

وأموتُ لو فُتِحتْ على التأويلِ يا ولدي

فأسترضي الكتابةَ

والسحابةَ

واكتناز الليلِ يعبُرُ عن يدي

طيفاً إلى الملكوتِ يسرِفُ بالحلولِ

وليس يتركهُ رحيلٌ فاتِكُ!!
***

أعييتني بعناقِ قافيةٍ

لأتركَ وجْدَها حبراً على بابِ النشيدِ

وهل أنا وجدٌ على مفعولهِ المنصوبِ

في كَرَّاسِ أغنيتي

وهلْ معناكَ في معنايَ

أمْ ثوب الفتى إبَرٌ على خيطِ النسيجِ

تخيطُ لي مُدناً

فينجو مِنْ دم اللغةِ العزيزةِ

في النهايةِ ناسِكُ؟!

***

أعييتني

وتركت أشيائي مبعثرةً تنوحُ عليكَ

لا أَزَلٌ هنا يُغوي

ولا أرضٌ تضارعنا

إذا ما جفَّ ضرعُ الشيءِ في المعنى

وصار الغيمُ لي وطناً

أمرّنُهُ على كفّي

ليخرجَ طائعاً مِن أرضهِ وسمائهِ

أعييتني

وسعيتَ في ماء الندى للزهرِ

أو لخريفهِ الماضي على قَدَمِ الشِّراكِ

ورحتَ للمسعى تمرُّ على يدينِ

مِنَ اشْتِهاء العينِ للبصرِ الحديدِ

ومنْ مزالِقِها التّجمعُ في البعيدِ

وفرصةٌ في آخرِ الإيقاعِ تربِطُ حبلها

ليضجَّ في ليل الخلاصِ ممالِكُ

***

وهناكَ في ذيلِ القصيدةِ غفوةٌ أولى

لهذا الشاطئ المهجورِ

كنّا غارقينَ بشمسِ حورانَ

انتدبنا واحداً منا

فضجَّ الوقتُ بالمزمارِ

هيّأنا لنا أهلاً

وعشباً فاتحاً لعبورِ ميقاتي

ذراعاً زعتريَّ الروحِ

ميلاداً لسهرتنا

على حذف المعاني

كي نحدِّدَ ما نراهُ مناسباً

ولعلَّنا نأسى

على زمنٍ برى أوقاتهُ

في لحمنا خوفاً

ونحنُ على المِحجّة ماسِكٌ

أو تارِكُ
***


ورهنتُ أشيائي على أسبابها حرجاً

فزدتُكَ مثلَ هذا الفيضِ إشراقاً

على لغتينِ مِنْ جسدي مُفاضَلَةً

فهبَّ الليلُ في غاباتهِ

فَغَفَتْ غصونٌ

كيف أرفعُها على شجرٍ قصيرٍ

كي تُطاولَ صبوةَ النجم الغرورِ

ولستُ أصحبُهُ على علاتهِ

والصدرُ ملتحفٌ ثرى أوراقهِ

أو هاتِكُ!!
***

أعييتني

لَمْ يمضِ وقتٌ حالِكُ

فرأيتُني أمشي

وأقطعُ آخرَ الكلماتِ سرداً للمشيئةِ

والمدى في مثلِ هذا اليومِ

كانَ يُؤبِّنُ الأشياءَ بالأسماءِ

والأنباءَ بالمعنى الذي هُوَ ضاحِكُ!!
***

أعييتني

عينُ المُحبِّ على المُحبِّ

قصيدةٌ

يا

أيّها

المُتهالِكُ!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى