د. محمد الهادي الطاهري - أخبار المختار الديمقراطي


  • لم يكن المختار يفهم في السياسة ولا كان يشغل باله بها، ولكنّه حين قرّر العودة إلى القرية بعد غيبة طويلة وجد نفسه يمارس السياسة دون أن يشعر بذلك. فقد صادفت عودته انشقاق بعض الدستوريّين من أبناء القرية عن الحزب الحاكم وانضمامهم إلى حركة الاشتراكيين الديمقراطين، ومن المصادفات أيضا أن لا يكون للمختار من الأصدقاء سوى رجل واحد من بين المنشقّين عن حزب الدستور. وبسهولة كبيرة وجد المختار نفسه منتميا إلى جماعة الديمقراطيين وفي مواجهة جماعة الدستوريّين. وسرعان ما أطلق عليه سكّان القرية اسما جديدا فلم يعد يُعرف عندهم بالمختار بل بالديمقراطي. ومن الطريف أن الكثير من المزارعين كانوا لا يحسنون النطق بكلمة الديمقراطي، فكان بعضهم يقول المقراطي وبعضهم يقول الدقراطي والبعض الآخر التقراطي، وظلّوا يتصرّفون في الكلمة بالزيادة والنقصان حتّى اختزلوها في قولهم المخراطي. وكان المختار يفخر بهذه التسمية الأخيرة لما وجد فيها من مزج طريف بين اسمه وانتمائه فهو المختار الديمقراطي، والمخراطي تأخذ من هذا وذاك. كان ذلك في أوائل الثمانينات، وبعد ما جرى لحزب الدستور من أمور عصفت به وصار اسمه التجمع الدستوري الديمقراطي اشتبه على سكان قريتنا الديمقراطيون فلم يعد بإمكانهم تخصيص أحد بصفة الديمقراطي فتنازلوا تلقائيا عن وصف بعضهم البعض بالأوصاف السياسية واحتفظ المختار لوحده باسم المخراطي. ولكن المختار كغيره من الديمقراطيين القدامى التحق بالديمقراطيين الجدد ووجد نفسه يدعى بينهم الديمخراطي إذ ظلّت القاف تتحوّل شيئا فشيئا حتّى صارت خاء ثم غينا فكانوا يقولون عنه الديمغراطي والتيمغراطي والتيمخراطي، وبمقتضى قانون الاقتصاد في اللغة كانوا يقولون عنه المغراطي والتخراطي كما كانوا يقولون عنه من قبل المقراطي.
  • ولم يكن المختار الديمقراطي يختلف كبير اختلاف عن سائر المزارعين إذ كانوا جميعا لا يحفلون بالعيد الكبير فلا يذبحون خرافهم وأقصى ما كانوا يضحّون به ديك رومي على عادة الفرنجة في أعياد الميلاد وإن كانوا لا يعلمون من تقاليد الفرنجة شيئا. وكانوا مع ذلك يذبحون الكباش العظيمة في زردة سيدي عبد القادر أو غيره من الأولياء. وبمرور السنين تخلصوا من هذا التقليد الفرنجي وصاروا يذبحون النعاج لا الخرفان بل كان الثلاثة منهم أو الأربعة يشتركون في نعجة يئس مالكها منها وباتت في اعتقاده عالة على القطيع. وكان أوّل من احتج على هذه التقاليد المختار الديمقراطي إثر عودته إلى القرية بعد سنوات قضاها في العاصمة وكان يقول الديك الرومي لا يصلح إلا في رأس السنة والنعجة أنثى والله لا يحب الإناث. ولكن المزارعين لم يلتفتوا إليه حتى سمعوا أطفالهم ينشدون ما تعلّموه من المدارس (أهلا بكبش العيد ونطحه الشديد) وكانوا يسألون صبيانهم عن معنى هذه الأنشودة فيروون لهم قصة النبي إبراهيم كما حدثهم بها المعلمون. ووجد المختار الديمقراطي في أنشودة المدارس حجّة على خصومه وظل يحثهم على مذهبه في الأضاحي حتى استجابوا إليه.
  • للمزارعين صدور واسعة وصبر جميل ولكنّهم إذا ثاروا أتوا على الأخضر واليابس. والمختار الديمقراطي لم يشذّ عن هذه القاعدة رغم طول السنوات التي قضاها بعيدا عن القرية وعادات المزارعين. كان يمضي الساعات الطوال، من طلوع الفجر إلى وقت الظهيرة، منحني الظهر في حقله يحصد الشعير أو القمح بمنجل من صنع يديه. وعند الظهيرة يضع ما حصد على ظهر الحمارة الشهباء ويقفل راجعا إلى البيت فيرمي المحصول على أرض البيدر ويفرشه تحت أشعة الشمس الحارقة ليعود إليه بعد الغداء فيدرسه ويصفّي ما جادت به السنابل من حبّ. كان ذلك دأبه في كلّ صيف مهما كان الموسم خصبا أو جدبا. وحدث أن ولدت الحمارة الشهباء قبيل موسم الحصاد فوضعت جحشا أشهب مثلها. ولم يفرح المختار الديمقراطي كثيرا بهذا المولود ولكنّه قال في نفسه سيكبر هذا الجحش ويعوّل على نفسه ولا خوف على أمّه زمن الحصاد. وكبر الجحش ولكنّه لم يفارق أمّه وكان يتبعها في الغدوّ والرواح وهو يرقص خلفها وأحيانا يركض أمامها فيعيق حركتها وكاد يتسبّب مرّة في تعثّرها. كلّ ذلك والمختار الديمقراطي يتقبّل سلوكه بصدر واسع وصبر جميل ويقول سيكبر هذا الجحش وينسى الرقص والركض. وذات يوم، قفل المختار الديمقراطي راجعا إلى البيدر ولكنّ الجحش لم يتبع أمّه وظلّ يرقص بعيدا عنها في الحقل حتّى طالت المسافة بينه وبينها. أوقف المختار الديمقراطي الحمارة عن السير ونادى الجحش بأعلى صوته (كورش). قالها ثلاثا ، ولكنّ الجحش لم يسمع نداءه فقال له: بقيت لك ثلاث كورشات أخرى فإن لم تلبّ النداء فعليك إثمك. وناداه ثلاثا ولكن الجحش لم يأت. فرجع إليه والمنجل بين يديه وتحايل عليه حتّى أمسك به فطرحه أرضا وانهال عليه ضربا وطعنا ثم قطع أذنيه وذيله. وعاد إلى الحمارة الشهباء يلعنها ويلعن يوم حملت فيه هذا الجحش ويوم وضعته. وعاش الجحش بلا ذيل ولا أذنين وعرف عندهم بالأعتر وهم يريدون الأبتر ، وكان مثالا في العمل الدؤوب والطاعة العمياء لمولاه، وكان المختار الديمقراطي يقول: لقد نزعت عنه ما به يكون الحمار حمار ا فيقال له: وما ذلك؟ فيقول: طول الذيل والأذنين معا.
  • بالأمس زرت المختار الديمقراطي. رأيت فيه صورة أبي بأنفه وعينيه وعمامته البيضاء. جلست إليه وسألت عن أحواله. رأيت في عينيه دموعا يمنعها الكبرياء من الانحدار. أنا أعرف سر هذه الدموع المنحبسة. فالحوش الأمازيغي الصغير القابع في سفح الجبل بدا واسعا جدا وشجيرات التين والزيتون المنتشرة أمامه علت عليها الأعشاب الطفيلية والخالة حفصية ماتت. كيف ماتت ولم يكن مرضها مستعصيا. ولا كان العلاج مستحيلا. ولكنها ماتت. والأبناء مضوا. كل في حال سبيله. يا ولدي الدنيا بنت كلب. حفصية ماتت وهذه النعجة لم تمت. حسبتها تموت ولكنها لم تمت. كانت الجبانة وراء الجبل. وكان الموت نادرا جدا. كنا لا نموت كما يموت الناس اليوم. هل تعتقد أن الجبانة الجديدة لم تكن مباركة علينا. ومضيت أنصت إليه ساعة أو يزيد. حدثني عن كل شيء ثم سألني عن أحوالي ورأى في عيني دمعتين يمنعهما الكبرياء من الانحدار ولكنني بكيت كطفل يعود إلى أبويه.
  • لم يكن الشيحي رجلا ضخم الرأس ولا ضخم اليدين أو القدمين ولم يكن صدره مثل صدور البنات ولا بطنه كبطون الحوامل وكان الناس مع ذلك يسمّونه الشيحي بودلاعة ولهم روايات مختلفة في أصل هذه الكنية الغريبة فقال بعضهم لحقته هذه الكنية من أبيه أو جده وقد كذب لأن أباه وجده لا يعرف لهما أحد صورة. فالشيحي ، خلافا لكل سكان القرية، وربما لكل سكان الأرض، رجل بلا هوية مدنية واضحة ولا معلومات في بطاقة تعريفه عن أمه وأبيه ولم يكن له لقب عائلي وقد يكون ذلك سببا في نسبته إلى الدلاعة أو نسبة الدلاعة إليه. وقال بعضهم أيضا سمعت أنه من أبناء الهطاية الذين يأتون في موسم الحصاد والدلاع وأنهم عثروا عليه رضيعا في أحد حقول الدلاع. وهذه رواية لا تستقيم فاللقيط ينسب لمن التقطه ورباه ولكن هذا الشيحي بودلاعة لا غير. وظل الناس مختلفين في شأنه ولم يجرؤ أحد منهم على سؤاله. وكيف يفعلون والعمدة نفسه بكل ما له من سلطة لم يفعل واكتفى يوم ترسيمه في دفتر الحالة المدنية بتسجيل الاسم عاريا من كل لقب أو نسب. وظلوا عقودا على تلك الحال حتى بعث الله فيهم المختار الديمقراطي معارضا لكل شيء. ثم إنهم كشفوا لهم عما حيرهم وأقض مضاجعهم فما كان منه إلا أن قال: الشيحي بودلاعة رجل مثلكم ولا يختلف عنكم في شيء. حتى كنيته ككنية كل واحد فيكم. أليس فيكم بوطاسة وبوركبة وبومنديل وبوسنة ؟ فصاح من سماهم: ولكن الناس يعرفون آباءنا وأمهاتنا والدولة تعترف بذلك أيضا. فقال المختار الديمقراطي : وماذا كسبتم من ذلك؟ لا شيء. سوى أنكم يوم تموتون سيكتبون على قبوركم ما كتبه العمدة في دفتره. والشيحي إن مات سيكتبون على قبره الشيحي بودلاعة. فثار الناس على المختار الديمقراطي وكادوا يرمونه بالحجارة لولا ما كانوا يقرون له من الفضل عليهم. ولما خلا بنفسه وفكر في ما انتدبه الناس إليه قال بجد: إنهم على حق.. من يكون الشيحي بودلاعة؟ وما حكاية الدلاعة؟ ولو كان كما قال بعضهم لقيطا التقطه أحدهم من حقل الدلاع فلماذا لا يكون الشيحي بن دلاعة؟
  • لم يحدث في القرية أن وضعت بقرة توأما أبدا. ولكن ذلك حدث مع بقرة المختار الديمقراطي، فاحتشد المزارعون لينظروا العجب العجاب. منهم من قال هذه غريبة من الغرائب السبع، ومنهم من قال: سبحان الله، أتضع البقرة عجلين في بطن واحد؟ ومنهم من قال: لقد تطوّر العلم،لابدّ أنّ هذه البقرة قد تمّ تلقيحها بإبرة من إبر الطبيب البيطري. وظلوّا يومين أو يزيد وهم يتناقشون ويبحثون عن تفسير لهذه المعجزة. أثناء ذلك، ظلّ المختار الديمقراطي يخفيها عن العيون، ويحرق البخور ويرتّل آيات من القرآن لوقاية بقرته من الحسد، وظلّت الخالة حفصيّة تطبخ للبقرة الولود أعشابا مختلفة تعتقد أنّها تقوّيها. وبعد أسبوع ظهرت البقرة وخلفها عجلان صغيران فأقام العمّ مختار الديمقراطي حفلا بهيجا على نخبها حضره جميع أهل القرية، وظلّوا مدّة من الزمن يذكرون البقرة بخير ويذكرون حفل المختار الديمقراطي ويدعون الله بصدق أن يمنّ عليهم ببقرة كبقرته.
  • المعروف عن المختار الديمقراطي أنه كان محلّ متابعة من جماعة الوشاة إلى الحاكم نظرا لانتمائه المبكر إلى حزب الورقة الخضراء في بلدة صغيرة لا يعرف الناس فيها من الأحزاب سوى حزب الدستور أو حزب الورقة الحمراء كما كانوا يقولون. وكان ذلك لا يزعجه في شيء بل إنه كان يتعمّد أحيانا مواجهة أولئك الوشاة في كل المناسبات التي تشهدها البلدة فيعمد مثلا إلى أحدهم فيناديه قائلا : يا قوّاد العمدة. أو يا قواد رئيس الشعبة. والعمدة نفسه وكذلك رئيس الشعبة لم يسلما من لسانه ولا من يده فحاكا له مكيدة وقف بموجبها في قفص الاتهام. سأله القاضي : لِمَ ضربت فلانا مساء الأحد الفارط؟ فقال: لم أضربه ولكنه منعني من المرور بشويهاتي من أرضه وهي بور لا حرث فيها ولا زرع فمررت فشكاني إلى العمدة ثم إلى الحرس وفي مركز الحرس تصالحنا وظننت القصة منتهية. فقال القاضي: لم تنته القصة. هذا تقرير الحرس يقول إن المتخاصمين لم يتصالحا وإن المدّعي قدّم شهادة طبية تفيد تعرضه للعنف الشديد ويطالب المحكمة بإنصافه ليستعيد حقه. فقال المختار الديمقراطي : هو كذاب وابن كذاب والطبيب كذاب والعمدة ومركز الحرس كذابان. والله ما ضربته وشكاني رغم ذلك وتصالحنا بمحضر العمدة والحرس.، فقال القاضي : هل لك شاهد يشهد لك؟ فقال لا. فقال (لي وليك ربي) فقال : معنى ذلك أنك معهم؟ فقال القاضي: أنا مع القانون. فقال الديمقراطي (حتى هو قانون) فأمر القاضي بحبسه شهرا.
  • مات غومة بعد تسعين سنة. ولم يكن موته غريبا. مات كما يموت أغلب سكّان القرية، إمّا لإفراط في العيش، أو لعدم اعتراف بالطبيب، أو لانحناء ضروريّ أمام الأقدار. غومة عاش سبعين عاما بلا أمّ ولا أب ولا زوجة ولا أبناء. حتّى أهل قريته الأقربين والأبعدين لم يكن على صلة بهم، فقد عاش بعيدا عنهم في حيّ عتيق من أحياء العاصمة. ولكنه عاد إليهم بعد السبعين وتزوّج منهم وأنجب أطفالا ثم رحل فرحل أطفاله وتركوا القرية كما تركها هو من قبل. ولم يبق من غومة في القرية شيء يُذكر سوى قبر بين سائر القبور، وبعض الأحاديث منها أنّ الحياة الدنيا كلعبة الورق تماما. يلتقط اللاعب أوراقه عشوائيّا، والحاذق هو من يحسن التصرّف في ما بين يديه من أوراق لتحقيق كسب أو تفادي خسارة أو الحدّ من آثارها. رحمه الله. وكان له حانوت يجتمع فيه البعض من أهل القرية المغرمين بلعبة الورق بعد كلّ غروب، فإن لم يلعبوا تجاذبوا أطراف الحديث وتباروا في ذكر مناقب بعضهم البعض ومثالبهم. ولم يدعوا أحدا إلاّ ذكروه بخير أو بسوء. وكان غومة يُنصت إليهم ويكتفي بتوزيع كؤوس الشاي عليهم ومدّ المدخنين منهم بما يحتاجون إليه من السجائر. ولكنّ طارئا طرأ عليه ذات ليلة فحدّثهم عن المختار الديمقراطي وأوّل عهده بالعاصمة. قال: وفد الديمقراطي على العاصمة وهو شابّ بشارب أسود وشعر كثيف وطول فارع ولباس لا يروق ورأس عنيد، وكان البناء أوّل حرفة يحترفها، تعلّم ذلك رغم أنفه وبتحريض منّي عليه. قال: سلّمته يوم وفوده إلى أحد المقاولين وحدّثته عمّا بلغني عنه لينتفع بما فيه من قوة الجسم ونباهة العقل وليحذر غضبه. وظللت أتابع أخباره كل يوم سبت فبلغني أنّه كان إذا قبض أجرة الأسبوع يعمد إلى تقسيمها فيقول هذا لي وهذا لأهلي في البلدة وهذا للفسحة اليوم في انتظار السبت القادم. ومن طريف ما بلغني عنه أنّ جماعة من شبّان الحيّ حيث كان يقيم فكّروا في السطو على أجرته بعد أن تناهت إليهم أخبار عنها واتفقوا على التقرّب إليه ومصاحبته أيّاما حتّى يأنس إليهم فإذا التمسوا فيه استجابة دعوه ليسكر معهم. وكان ما خططوا له، فدعوه إلى مجلس لهم بعيد عن الحيّ فلمّا ظنوا أنه سكر كشفوا عن نيّتهم وطالبوه بتسليم ما لديه من المال وهدّدوه بالقتل إن رفض. فلمّا أيقن أنه هالك لا محالة قال: أمهلوني ساعة حتّى آتيكم بمالي وهو حصاد عملي طيلة شهرين. قالوا: وأين هو؟ قال: هنالك حيث أقيم في الحيّ. فقالوا: نتبعك، ونقف عند الباب لتخرج إلينا بما وعدت. قال: هو ذاك. ثم تبعوه ووقفوا جميعا، وكانوا ثلاثة، ينتظرون خروجه. فأبطأ عليهم مقدار نصف ساعة فنادوه فقال: أنا قادم. وفتح الباب وخرج عليهم بكيس صغير فاطمأنوا وتمنّوا الأمنيات ومدّ أحدهم يده ليأخذ الكيس منه، ولم يكن فيه شيء سوى حُبيبات من البيس كان المختار الديمقراطي يجمعها ليهديها إلى أطفاله إذا عاد إليهم، فهوى عليه بجمعه فسقط ومال إلى رفيقيه فرفسهما رفسا ثم عمد إلى حبل كان ينشر عليه الغسيل فشدّ وثاقهم جميعا وجلس إليهم يقول:(مخطئ من ظنّ أني لُقمة بين يديه سهلٌ عليه سرطها أو مصّها كالبشكويه) فصاح الجميع: وما البشكويه يا غومة.؟ فقال: ضرب من الطعام يأكله أهل المدن. وغدا أوافيكم بمثال منه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى