زين المعبدي - قراءة في ومضة الكاتب أيمن دراوشة / "نتيجةً لما سبق؛ الفاصلُ بيني وبينك.. أسلاكٌ مُكهربةٌ جِدًّا"

نتيجةً لما سبق؛ الفاصلُ بيني وبينك.. أسلاكٌ مُكهربةٌ جِدًّا.
أيمن دراوشة

بدون مقدمات .
ولأنها ومضة مكثفة تحمل العديد من الدلالات السياقية، والنسقية التي لا يمكن تحجيمها حد تأويل واحدٍ يحكم عليها بالإعدام فيخنقها.
فالومضة منفتحة على كذا تأويل وهذا ما يعجبني كميزة في الكاتب الماهر الذي يَوْسِعْ خصب خياله ليستقطب جمهور عريض خلف قلمة
ولا يفوتنا أن نقول هذا كله يرجع إلى الصدق (الصدق وكفى).
نتيجة لما سبق.
أي أن هناك حدث أو حديث قد تم مسبقاً كحدينا الآني (مثلاً).
ماذا دار وماذا حدث؟
لا ندري.
هنا يتحقق عنصر الإثارة
وإشغال عقل المتلقي وإعمال ذهنه.
الفضول وحب المعرفة يسيطر عليه
تاه!!
إثارة ومتعة.
وماذا بعد؟
عليه بالقراءة !
عله يجد ضالته وكشف المستور (الحدث أو الحديث المسبق )
نتيجة لما سبق ثم فاصلة منقوطة مع التشكيل (تنميق)
وأنا أنعته (تنظيم شكلي).
الفاصل بيني وبينك
تحديد حدود وإيحاء بعقاب لأنه أينما حلت الفواصل حل الانعزال والفرقة( وهنا يجوز العقاب ) وتحديد المساحة أيًّا كان قصرها فه فاصل أيضاً.
بيني وبينك/ توحي بالحميمية ولو انعدمت فهي كانت موجودة ولا يمحيها الزمن بفروقاته.
أسلاك مُكَهّرَبة أي تمت الكهربة بفعل فاعل ولا لجريانها الطبيعي(فأحيانا تنقطع)!
ولو تغير التشكيل لاختلاف المعنى دون أن يختل المضمون لأنه:
في كلاهما شر .
وجاء مؤكداً روايته بشدة في مفردة (جداً) جاءت مُؤخرة منضبطة في ميعادها لتترك القارئ يستنطق النص فيعود للقراءة مرة أخرى ليستشف المعنى من زاوية أخرى فيجد المسافة/ هي السلك المكهرب/ ولابد من قطعه لا اجتيازه فهو خطر في انزياح رائع إلى قضية قد تكون شخصية أو عامة كالخونة والمعتدين.
وهنا يظهر التكثيف،
ملحمة أفكار جمعها الكاتب في جملة واحدة مما أعطي للنص امتداد شاسع، وفي كلاهما متعة.
وهذا هو مطلب الأدب عموماً وهدفه السامي؛ الارتقاء بالروح وتثقيف المجتمع .
أطالب بالتجديد والاتكاء على التراث.
## زين المعبدي ##

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى