مصطفى معروفي - طعام شهي

جاء يجري إليك الأرقْ
لم تنادِ الأعالي
فهل في يديك غفا الناي
أم هل وراءك كان مآل الغرقْ؟
ليس برجا
وليس فؤادا
فما كان يحضنه كان عاصفةً
ترتدي لفحة الجمر منساتَه
فتبيح له الرقص
آن لنا أن نقيس شرود الرياح
بحشد الديوك
و نثني الأقاحي لكي لا ترائي بساتيننا
من هنا أنا أدركت معنى الهشاشة
لست أبالي إذا ما قرأت المدى واقفا
ما عليّ جُناحٌ إنِ الغيم صار
يداهم شكي
ويزرع فوق يقيني تخثُّره العلنيّ
صنعت أثافي المواقدِ
كان لي شرف السبق أن أسرق النار
من حجرٍ شرسٍ
وأعيد إلى الطرقات فراسخها...
أنا آخر هذا الشرود الأنيق
ومولاه
وجّهْتُ وجهيَ شطْرَ المرايا
لأقطع دابرها
ولكي أرى بوضوح جنادبَ عالمنا
وعجبْتُ
لماذا يصير الخريف بلا صاحب سيّدٍ؟
ولماذا إذا أبرق الطين أضحى عمودا
لمتكإ الليل أقربَ؟
أشرعْتُ كفي لشخص الصباح
فجاء طعام شهي
وحط الرحال على جسم مائدتي.
ــــــــــ
مسك الختام:
تأتي النوارس شطَّها
في كل يوم
كي ترى كيف الرمال تموت في بطء
بداء الخوصصةْ.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى