أنعام الزمزمي - قراءة في ومضية شعرية للكاتب أيمن دراوشة

عَلَى نَشْوَةٍ نَاجَيْتُ حُسْنَ الْمَلِيحَةِ

وَأَصْبُو لِرِيمٍ طَـــافَ بَعْدَ الْغُرُوبِ


‏بعض المشاعر لا تقال، فهي أرقى من أن ترسم حروفًا أو كلمات، إلا مناجاة أو تأملا، فالإنسان يكون منتشيًا مبتهجًا؛ لأنه حديث بينه وبين نفسه، خاصة إذا كانت المناجاة لمن تمتلك جمالا لا يضاهيه جمال في الكون.

إنها‏ نبضةٌ لقلب نتمنى أن يكون صاحبه سعيداً؛ ولكي يكون سعيدًا لا بدَّ للبحث عن روح ترافقه .. فمهما كان الإنسان، لا يستطيع حمل أثقال الحياة وحده .. فهو بحاجة دائمًا لمن يحمل عنه شيئًا من أيّامها ..

فالروح تحتاج لروح أخرى حتى لاتمرض، ويكون الإنسان ناقصًا بدون دفء أحدهم.

لذلك كان اختيار الشاعر لتلك الحروف، ونسجها كلمات؛ لتبدو لنا ومضة لطيفة حد الإبداع والجمال؛ لأنه يجيد أجمل التشبيهات، فقد شبه تلك المليحة بالريم، وهو نوع من أنواع الظباء يتصف بالجمال من ناحية اللون الجميل والعيون المبهرة خاصة عند الرجوع الى مخدعها ساعة الغروب الوقت الجميل بتلك المشية الجميلة الهادئة، أو ربما يقصد معنى بعيد وهو غروب عمر الإنسان.

والله أعلم بأفكار الشعراء، وتخبطنا نحن بين الصواب والخطأ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى