د. محمد عباس محمد عرابي - مناهج النقد الأدبي في العراق للباحث /صالح زامل.. عرض

مناهج النقد الأدبي في العراق من 1980-2005أطروحة تقدم بها الباحث /
صالح زامل حسين لنيل شهادة الدكتوراه مقدمة لقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة بغداد بإشراف الأستاذ الدكتورة/عربية توفيق لازم(رحمها الله )
1429هـ / 2008م
وفيما يلي نص ما ذكره الباحث في التعريف بالدراسة ومكوناتها ونتائجها على النحو التالي:
المحور الأول: كيفية تناول الباحث مناهج النقد الأدبي في العراق بالدراسة:
بين الباحث أن دراسته (مناهج النقد الأدبي في العراق) تهتم بمعاينة الكيفية التي تم فيها التفكير بالأدب والنقد في عقد الثمانينيات وما تلاه، إذ يمثل هذا العقد-تحديدا-تحولا في الدراسات النقدية إلى المناهج النقدية الحديثة، ولا يقف هذا التحول فقط عند مغادرة المناهج التاريخية والاجتماعية، ولكن في الوقت نفسه طرأ تغيير وتحديث على المناهج الأخيرة من جهة تحديث طرائق تحليلها للأعمال الأدبية.
ضوابط دراسة المنجز النقدي العراقي:
بين الباحث أنه اتبع ما يلي في دراسة المنجز النقدي العراقي:
  1. وازن الباحث بين متاحات الحركة التي تعطيها النقود موضوع الدراسة، وهي الغزارة النوعية خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
  2. تناول الباحث كل ناقد صدر له أكثر من كتابين، وقليلا ما أخللت بذلك عندما وجدت منهجا لم يكتب فيه إلا ناقد له كتاب واحد.
  3. درس الباحث الناقد الذي لديه مشروع نقد، يمكن تلمسه من استمرار جهده وتراكمه العمودي وحضوره اللافت في الحركة النقدية العراقية، عندما يكون هناك ناقدان في منهج واحد أو فضاء اشتغال واحد.
المحور الثاني: مكونات الدراسة:
تكونت الدراسة من المقدمة، والتمهيد وثلاثة فصول:
الفصل الأول: المكونات المعرفية للنظرية النقدية الحديثة.
المبحث الأول: الصلة بين العلم والنقد.
المبحث الثاني: العلوم التي تغذي النظرية النقدية (المرجعيات).
المبحث الثالث: وضع النظرية النقدية بعد تكوين مرجعيات معرفيات.
الفصل الثاني: المناهج السياقية في النقد الأدبي العراقي
المبحث الأول: نقد ما قبل المنهج.
المبحث الثاني: المنهج التاريخي.
المبحث الثالث: منهج النقد النفسي.
المبحث الرابع: المنهج السوسيولوجي.
المبحث الخامس: المقاربات النقدية.
الفصل الثالث: المناهج النصية
المبحث الأول: مرحلة الـ(بين) أو الوسطى.
المبحث الثاني: مناهج الحداثة.
المبحث الثالث: مناهج ما بعد الحداثة.
الخاتمة.
المحور الثالث: نتائج الدراسة:
فيما يلي نص النتائج التي توصلت لها الدراسة كما ذكرها الباحث:
بين الباحث في خاتمة الدراسة أنه لا تعد هذه الدراسة بحلول بقدر ما يوصف النقدية العراقية ومساراتها التي اختطت بجهود نقاد حاولوا من خلال جهودهم الفردية غالبا إرساء دعائم حركة نقدية عراقية، وإذا كان النقد اليوم في العالم قد غابت عنه الرموز التي يمثلها النقاد الكبار واقترن بها التغيير والتصدي للقضايا الكبيرة، ففي نقدنا ما زال عدد من النقاد يشكلون حاجة لهذا الحضور، لذا تولى البحث التعريف بجهود هؤلاء الأعلام توصيفا وموازنة وتحليلا ووضعها أحيانا في موضعها الملائم وسنشير لذلك من خلال الفقرات الآتية:
1- تصدى التمهيد لقضية استقبال المناهج في الفكر النقدي العراقي واشر لأهمية الوسائط-التي تمثلها الصحف والمجلات ودور النشر والمؤسسات والحلقات النقدية فضلا عن الترجمة-وقيمتها في ترصين نقد مؤسساتي، والتمهيد وان عرضها فهو يؤكد ضمنا ضرورة اطرادها وتطورها.
2- وعني الفصل الأول بالتنظير النقدي ومكوناته المعرفية، فوصف الصلة التي توطدت بين العلم والنقد بشكل عام ثم بالعلوم الإنسانية حيث كانت هذه الرحلة من الاتصال بين العلم والنقد على مرحلتين؛ الأولى وثيقة الصلة ومقلدة للعلوم التجريبية فأنتجت لنا مناهج ما يسمى بالتاريخية، والثانية كانت وطيدة الصلة بمناهج العلوم الاجتماعية، إذ كانت صلتها بالعلم غير مباشرة وأكثر تمثل وأنتجت لنا مناهج الحداثة، وان مثلت الأدبية التي رفع لوائها الشكلانيون صورة من صور العلم هو علم الأدب. وقد توصل البحث إلى إن مقاربة هذه المناهج للعلم سبب لها إشكالية كلما كان النقد ناسخا لمناهج العلم، لكن كلما تصرف النقد بالمتاحات كان الخلل اقل، ويبدو إن التحولات الكبرى في الفلسفة الغربية وتحديدا الفلسفة النقدية ألقت بظلالها على ظهور مناهج دراسة الأدب الحديثة، لذا تجد إن قضايا مثل مركزية الإنسان وموت الإله تجد صداها في فكر البنيوية وتتسع دائرتها في نقد ما بعد الحداثة، وقد وجد البحث إن هذه المناهج بالرغم من ادعائها صرامة العلم وقيوده لكنها عاجزة عن أن تصمد أمام تحولات الفكر لذا تموت البنيوية بعد سنوات من الألق لم تطل. وتتفرع ما بعد الحداثة أمام خيارات لا يستطيع أحد معها إن يمتلك المعرفة ويدعيها لنفسه كما ألفنا الفكر سابقا، وتظل حاجات الأدب خاصة لذا تميل الكثير من المناهج ومنها النصية للعودة إلى المناهج السياقية أو العكس عندما تطور المناهج السياقية آلياتها فتقارب النصية في عملية تلفيق يعترف بها كبار نقاد الحداثة. وقد توصلنا إلى أن الفكر الغربي ومنه مرجعيات النقد الحديث تنتج في هذا العالم (نقصد الغربي) ونحن نستهلكها أحيانا حتى بدون سؤال الفائدة، وليس المنتج الذي يعرف بتفاصيل البضاعة مثل المستهلك الذي يسد بها حاجة لا تزيد عن تفي بالغرض أم لا. وهذا بالمحصلة سيخلق ربكا ليس في ترجمة هذه النصوص بصرامتها المعهودة وحسب، ولكن عجز نقدنا أن يفي بمصطلحات مقابلة لها ناهيك عن هضمها وتمثلها.
3- اهتم الفصل الثاني بالنقد العراقي الذي اعتمد المناهج السياقية، والفت إلى نقد على الرغم من انطباعيته إلى انه لا يخلو من المنهجية، بل كتب في مرحلة كانت أحوج ما يكون فيها للتذكير بالأعمال الجيدة وتقويمها أمام الكم الهائل مما يكتب. ويشكل منجز الناقد الدكتور علي جواد الطاهر علامة فارقة في النقدية العراقية فيمثل جهده اجتراح في الكثير من المجالات أشرناها له منها محاولة خلق نقد مؤسساتي وتشجيع الروح المؤسساتية في الحركة النقدية، فضلا عن التعريف غير المهووس بالنقد الغربي. وتنوع ثقافة الطاهر أسهم في انفتاح متوازن جعله يرفض الحداثة في وقت ويقبلها آن آخر، وهو واع لهذه الحاجة. ومثل ذلك قل عن عبد الجبار عباس وجهده المتميز في النقد العراقي، ودرس الفصل أربعة مناهج هي التاريخي والنفسي والسوسيولوجي والآخر إذا جاز تسميته منهج فهو المقاربات أي الجمع بين أكثر من منهج. الأول منها يمثل أطول المناهج في الدراسات النقدية في العالم تقريبا، وأيضا في النقد العراقي، إذ لازال يقدم إغراءا للكثيرين لكن مع تحديث آلياته. والمنهج النفسي على الرغم من تعرف الثقافة العراقية على علم النفس ونظرياته وأفكار فرويد من خلال الترجمة المبكرة التي كانت لهذه الكتب في العراق، إلا أننا لا نجد في مجال النقد النفسي جهدا متميزا. وهناك جهود في مجال النقد السوسيولوجي تتجاوز الدراسات النقدية الاجتماعية التي كتبت فيما عرف بالواقعية في النقد العراقي، لكنها قصرت عن مثيلاتها وما وصلت إليه في النقد الأوربي، فأشر الباحث دراسة مهمة لعلي جواد الطاهر في صناعة الكتاب الثقافي في الخليج فقد وجدنا فيها اجتراحا لنقد لم يكتب فيه غير هذا الكتاب، أما فيما أسماه بالمقاربات فتوصل الباحث إلى أن الكثير من النقد العراقي ينحو إلى الانتقاء من كل المناهج، ويحاول أن يعرض شيئا متكاملا تمثلها حاجات نصه الذي يدرسه، وذلك وأن يخل بالمنهج وصرامته إلا أنه شيء يعترف بالحاجة إليه حتى كبار المنهجيين من الحداثيين وإن كان بطريق أخف.
4- في الفصل الثالث والأخير كان مداره المناهج النصية وما بعدها، وهي مناهج تتأخر لدينا، والحقبة التاريخية التي مر بها العراق أسهمت إلى حد ما في دخولها للعراق، لكن حضورها الإلغائي بالقطيعة مع النقد قبلها أسهم في أن تقابل بالفتور، فأوجدت سجالات هي جزء من الثقافة العراقية وامتداد للايدولوجيا بوجهتها الالغائية. فكان اهتمام الباحث بمجموعة من الدراسات التي وقفت عند أعتاب الحداثة وتباشرها بحياء، ودراسات لنقاد مهمين في النقدية العراقية ولجوا الحداثة بتتابع وتعديل لمنجزهم النقدي مثل فاضل ثامر وحسن ناظم وآخرون، كما ولج النقد العراقي اتجاهات ما بعد الحداثة بدراسات لنقاد أسهموا في حضور النقدية العراقية على مستوى العالم العربي مثل؛ حاتم الصكر وناظم عودة وعبد الله إبراهيم ومحسن جاسم ، فالأول اهتم بالقراءة وظل يراكم منجزه واهتمامه بهذه النظرية، والثاني وإن لم يدرسه الباحث لكنه من الأوائل الذين قدموا دراسة أكاديمية مهمة عن التلقي ومرجعياته المعرفية، ويقوده اهتمامه بمعرفيات النقد الحديث إلى أن يقدم لنا في 2006 دراسة أكاديمية رصينة عن النظرية. والثالث أيضا من النقاد الحداثيين المهمين في العراق، فيقارب في الدراسة التي وقفنا عندها بين التلقي والنقد الثقافي. أما الرابع فمع غزارة جهده النقدي المتنوع الاتجاهات وبحسب الزمان والمكان، فقد وقف الباحث عند آخر دراساته وهي تقيم المنجز العربي في مجال النقد الثقافي وتضعه موضعه، وتحاول أن تأصل لبعض التجارب، وهو مجال بكر في الدراسات فقلة الذين يهتمون بالنقد الثقافي قياسا للنظريات والمناهج النقدية الأخرى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى