أريج محمد أحمد - الرقصُ في مُدنِ الشِّعر...

أنا من أهدهدُ الليلَ نجمةً تلو الأخرى
لتغفو الظُلمة في سُباتٍ أبدي
وأستبينُ النورَ فجراً حالماً
ممتطياً خصرَ القصيدةِ ...

كم مِن سماواتٍ شهِدت تمرُدي
أناكفُ الأقدارَ أبني مدينةً مِن وحي عينيكَ
يُظللها الغمامُ ويتكيءُ على زِندها طائرُ اللقلاق ِ
يتساقطُ شيءٌ مِن حزنهِ
يخترقُ رحمَ الأرضِ
لينفلت مِن ذاتِ العمق
ماردٌ له وجه طفلٍ
وأقدامِ عنكبوت و بيدهِ صولجان
تُضيءُ ابتسامتُه ما بين المشرِقِ والمغرِب ِ...

وهُناكَ في جوفِ الفراغ
أنصبُ فزاعةً لها رأسُ سمكةٍ
ينسابُ نهرٌ مِن خياشِيمها
وعلى ضفتيهِ تقفُ الحياة ُ
تنشدُ أغنيةَ العودةِ ...

مَد يدَك لتُراقصني
على وقعِ هارمونيكا اللحظةِ الغارقة ِ
في أقصى درجاتِ الشهوةِ
هُنا لا أحدٌ سِوانا
لا عين ترانا

تحرر ...

المدينةُ لك
مِفتاحُها مُخبأ بين شفتيك

تحرر ...

لن يصمدَ الماردُ طويلاً
ستأتي أنثى العنكبوت عاجلاً
وتُغريها سيقانُه
ومن ثم يسري سمها

تحرر ...

فمدن الشِّعر لا تصمدُ كثيراً في انتظار ِ
سذاجةِ العُشاق
تستقبلُ الفاتحين
مُن صوبِ بوابةِ الجرأةِ
و جنونِ الفكرةِ
لا تختبر صبري
فاتكائي على كتفِ الحروف
لحظاتُ احتراق
قد تُهديك نصاً لكنها تمضي
تورثُني الرماد
كُنْ ما أردت
مالكاً لمدينتي ...
أو
قارئاً لقصيدتي ...
وستكون حينها مُلهِماً خالي الوِفاض
فالقصيدةُ لا تورث
وسأعودُ للنجماتِ ليسَ يهمني
فالشعرُ لي ولك التمنِي ...



من ديوان( منازل الوجد ) الصادر من دار الأديب للطباعة والنشر والتوزيع في القاهرة يناير 2022

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى