محمد محمود غدية - سحب رمادية ممطرة

إنتظرته مفاجأة قاتلة، فى معمل التحاليل الطبية، أخلت بتوازنه، تعثرت قدمه على السلم، لولا تدافع أحدهم المفاجئ، حال بينه وبين السقوط المحقق، ضاقت به الدنيا
لا يدرى أين يذهب، وقد أكدت نتيجة التحاليل إصابة زوجته بالمرض الذى لا نجاة منه، قفزت صورة إبن صديقه وهو طيار مدنى، كيف حلم الأب بأن رحلة الطيران التى سيقوم بها الإبن فى الغد، ستسقط بطاقمها والركاب،
إمتثالا لرغبة الأب، إعتذر عن القيام بالرحلة، وتم الدفع بطيار إحتياطى، وفى مفاجأة صادمة غير متوقعة، تنقل نشرات الأخبار، سقوط الطائرة التى كان سيقودها الإبن، بعد تعطل محركها وتحطمها وموت كل ركابها، نقل الأب لإبنه،أخبار تحطم الطائرة، الإبن من هول الصدمة مات على فراشه،
الزوج هو الآخر كاد أن يموت وهو ممسك بنتيجة التحاليل القاتلة ، ألقى بنفسه فوق مقعد متهالك فى مقهى، يتأمل السحب الرمادية القاتمة، يدفع بقهوته المرة التى فى لون الكآبة فى حلقه بآلية بليدة، فى محاولة لتهدئة النفس، وكيفية نقل نتيجة التحاليل المروعة لزوجته،
يستعرض رحلة كفاح الزوجه فى مواجهة الحياة، وكيف أنقذت مؤسسة الزواج من عثرات، ما كان يمكن له مجابهاتها وحده، يجر خطاه المثقلة إلى سيارته التى ركنها أمام المعمل، لا يدرى كيف يقود السيارة وهو بهذه الحالة المزرية، البواب يناديه :
عاوزينك فى المعمل، ليكتشف أنه أخذ نتيجة تحليل ليست لزوجته بالخطأ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى