محمد محمود غدية - انطفاء وقدة الحلم

منذ زواجهما ومركب العمر تسير بهما سيرا هادئا فى بحر بلا أمواج، حتى كان يوما طرقت فيه جارتهما فى الشقة المقابلة الباب، عروس جديدة مثلها،
الأزواج فى أشغالهم نهارا، والثرثرة من نصيب الزوجات، ثرثرات وحكايات عن كل الدنيا، وذلك العالم، الفضائى الفيس والانسجرام والتويتر والواتس، عالم سحرى ينقلك إلى المتع المؤقتة، وقتل الوقت والرتابة والملل، و يمكن عن طريق حسابك الخاص الذى لا يحتاج إلا لوصلة نت عن طريق شريحة التليفون،
أدخلتها الصديقة الجديدة عوالم مدهشة لم ترها من قبل، مستسلمة لوقدة الحلم الذى لم ترى فيه غير الجانب المتوهج والمثير،
جاءتها رسالة من ثلاثينى صورته فى ملاحة نجوم السينما، وفى الغالب
لا تكون صورته، حلو الحديث، حدثها عن التفكك الإجتماعى، وتباعد العلاقات الحميمية التى يفتقر اليها، عملت بنصيحة صديقتها، لم تخبره بزواجها
تعلمت كيف تتدلل وتقترب وتبتعد، وتعيش حياتها الجديدة، المغلفة بالكذب، أكدت الصديقة أنه لا ضرر، ونصف العالم يكذب على النصف الآخر، راح الثلاثينى يطرى محاسن صيده الجديد، ويسمعها مالم تسمعه من قبل، رسمت له خريطة بيانية
عن شكلها ووزنها وتفاصيل التفاصيل، ووقعت فى شباك الثلاثينى ووافقته بعد تشجيع صديقتها، لتلتقى به فى أحد الكافيهات الشهيرة، ولأنها حرصت
أن لا تريه صورتها، ستلقاه بثوب أحمر، ونظارة سوداء تخفى مساحة كبيرة من وجهها، سيرتدى هو الآخر مثلها نظارة سوداء، لأنه لم يكن ذلك الوسيم صاحب الصورة التى بهرتها،
لتنتظرها مفاجآة مروعة،
صاحب النظارة السوداء لم يكن سوى زوجها، الذى أسمعها تسجيلا صوتيا لها، وأنه صاحب الصورة الكاذبة، لتنهار فاقدة النطق .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى