د محمد عباس محمد عرابي - التناسب في سورة البقرة للباحث طارق حميدة.. عرض

التناسب في سورة البقرة دراسة علمية للباحث طارق مصطفى محمد حميدة قُدمت هذه الرسالة استكمالاً لمتطلبات درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية المعاصرة
عمادة الدراسات العليا / جامعة القدس، بإشراف/الدكتور حاتم جلال التميمي 1428هـ/ 2007م
وفيما يلي تعريف بالدراسة كما ذكره الباحث على النحو التالي من خلال محورين:
*المحور الأول:
لما كان القرآن لا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد، فقد رغب الباحث أن يكون له سهم في هذا الخير، فيلتقط عدداً من درر السابقين ويضيف عليها بعضاً مما عسى أن يفتح الله تعالى عليه، ويعيد نظمها في عقد جديد، وقد وقع الاختيار من الباحث طارق حميدة على سورة البقرة لتكون موضوع الدراسة، علماً بأن اختيارها في البداية لم يكن إلا لأن الباحث، وقتها كان يدرّس تفسيرها في بعض المساجد، وقد تجمع لديه الكثير من المناسبة بشأنها، حيث قرر القيام بالبحث، لمساق البحث العلمي وتحقيق المخطوطات، في الفصل الأول من العام الجامعي2003/2004م..
سبب اختيار البحث:
لقد جاء اختيار الباحث لموضوع التناسب في سورة البقرة للأسباب الآتية:
1) أهمية الدراسات القرآنية عموماً، كونها أساس الدراسات العربية والإسلامية القديمة والمعاصرة.
2) أهمية علم التناسب فهو اللحمة القرآنية التي ربما تخفى على كثير من العلماء.
3) تتبع دراسة هذه الظاهرة عند العلماء.
4) أن علم المناسبة علم إبداعي يمكن للباحث المتعمق فيه أن يتوصل إلى نتائج جديدة ومعطيات لم يسبق إليها، ومن ثم عدم التوقف عند ما كتبه السابقون في التناسب، ومن ذلك الإضافات الجديدة في علاقة اسم السورة بموضوعها، والتناسب بين قصص السورة، وعلاقة سورة البقرة بسورة الفلق، والتناسب بين السورة وموقعها في المصحف، والتناسب بين سورة البقرة وبقية السور الكريمة المفتتحة ب( ألم)، وغير ذلك.
5) أن سورة البقرة هي أطول سور القرآن وأكثرها تنوعا في الأحكام والقصص والأفكار، فإذا تأكدت فيها الوحدة الموضوعية، والتناسب بين أجزائها، وارتباط مطلعها بختامها، وغير ذلك من وجوه التناسب والارتباط؛ فإن تدبر التناسب في غيرها يغدو أيسر وأهون.
6) أن الكلام عن التناسب في سورة البقرة، قد جاء غالباً، مفرقاً في ثنايا كتب التفسير بحيث يحتاج إلى جمع وإبراز وإعادة تبويب، أو جاء بشكل موجز مختصر في سياق الحديث عن التناسب في القرآن الكريم جميعه بحيث يحتاج إلى دراسة تطبيقية على كل سورة منفردة، وهو هدف هذه الدراسة.
7) أن الباحث قد كتب في هذا الموضوع نفسه ضمن مساق " البحث العلمي وتحقيق المخطوطات"، بداية التحاقه ببرنامج الدراسات العليا بالجامعة، ثم عرض ما كتبه على عدد من العلماء والأساتذة الكرام، في الجامعة وخارجها، فلقي منهم كل تشجيع ودعم.
مشكلات البحث وأسئلته:
كان موضوع التناسب محل خلاف بين علماء التفسير ما بين مؤيد ومعارض، ومثله موضوع الوحدة الموضوعية في السور القرآنية، حتى عند الذين يقولون بوجود التناسب بين الآيات، وكذلك لم تتفق كلمتهم على القول بالتناسب بين اسم السورة وموضوعها، ولا بالتناسب بين السور القرآنية وصولاً إلى الوحدة العضوية في القرآن جميعه.
ولذلك فإن هذه الرسالة تهدف إلى الإجابة عن عدد من الأسئلة، أهمها:
1) هل هناك تناسب بين مطلع السورة وخاتمتها؟ وهل ثم تناسب بين قصص السورة؟
2) هل تمثل سورة البقرة، على طولها، موضوعا مترابطاً؟
3) هل يوجد تناسب بين اسم السورة وموضوعها، من جهة، وبين موضوعها وفواصلها من جهة أخرى؟
4) هل ثم تناسب بين سورة البقرة وبين الفاتحة التي قبلها، وآل عمران التالية لها؟
5) ما علاقة البقرة بالسور التي لها نفس الفاتحة:( الم)، وما علاقتها بسورة الفلق المناظرة لها.
6) هل لسورة البقرة علاقة بكل السور التالية لها كونها بعد الفاتحة التي هي أم القرآن؟
7) ما وجه اتصال البقرة بواقع الدعوة الإسلامية؟
أهمية البحث:
1. إبراز الوحدة الموضوعية في السور القرآنية عموماً، وفي سورة البقرة بخاصة.
2. التأكيد على العلاقة الوثيقة بين اسم السورة القرآنية ومحورها الرئيس.
3. الاستعانة بعلم المناسبات في فهم المعنى، ودفع الإيهام وإزالة اللبس، والترجيح بين الأقوال المختلفة في التفسير.
4. التأكيد على الترابط والتلاحم الوثيق بين سور القرآن الكريم وآياته من بدئه إلى نهايته.
5. إبراز نوع مهم من أنواع الإعجاز القرآني، والتأكيد على أن هذا القرآن بتركيبه وترتيبه لا يمكن أن يكون بشري المصدر.
6. الرد على مزاعم المشككين من المستشرقين وغيرهم، بعدم ترابط أجزاء النص القرآني.
7. المساهمة في تجلية علم المناسبة وتأصيله، وتشجيع الكتابة فيه؛ لأهميته الكبيرة من علم التفسير والإعجاز القرآني.
منهجية البحث:
أتبع الباحث في بحثه هذا المنهج الوصفي الذي يجمع بين الاستقراء والتحليل، وأحياناً التركيب، مع الموازنة والترجيح، حيث سأبدأ بدراسة جهود ثلة من العلماء في الموضوع لأسبر غورها محاولاً الوصول إلى تصور كلي، يكون منطلقاً لدراسة سورة البقرة دراسة توظف أقوال أهل التفسير، وتفيد من جهود الباحثين في الدراسات القرآنية عموماً، وتوظف القواعد التي جاءت متناثرة في ثنايا كلامهم، وتوازن بين مسالك العلماء وتختار ما يترجح من أقوالهم، وذلك وفق الخطوات الآتية:
1. الرجوع إلى أمهات المصادر في علم المناسبة، سواء في ذلك كتب التفسير، أو علوم القرآن وفروعه من مصنفات الإعجاز القرآني، أو تلك التي تخصصت في موضوع التناسب.
2. . الموازنة والترجيح بين أقوال العلماء.
3. الزيادة على تلك الأقوال بإضافة لبنات جديدة إلى جهود السابقين، مما لم يتطرقوا إليه.
4. عزو الأقوال إلى أصحابها، وبيان أوجه التشابه والاختلاف بين أقوال العلماء في النقطة الواحدة.
5. عزو الآيات الكريمة إلى السور مع ذكر الرقم ملاصقاً لنص الآية.
6. تخريج الأحاديث الشريفة من مصادرها الأصلية، وإذا كان الحديث في غير الصحيحين فألتزم بيان درجة صحته، ولا أستشهد بحديث ضعيف.
7. ترجمة الأعلام الواردة أسماؤهم في الرسالة وعزو الأمثال إلى مصادرها.
الدراسات السابقة
بعد البحث والسؤال لم يظهر للباحث أن أحداً قد كتب في هذا الموضوع بالشكل الذي كتبت فيه، مع العلم بأن هنالك كتابات قيمة عديدة تناولت موضوع المناسبة وعلى رأسها كتاب" نظم الدرر في تناسب الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي، و"تناسق الدرر في ترتيب السور " لجلال الدين السيوطي.
وبعدما قطع الباحث شوطاً لا بأس به في الرسالة، تهيأ له الاطلاع على كتاب " البرهان في نظام القرآن في الفاتحة والبقرة وآل عمران"، للباحث الهندي محمد عناية الله أسد سبحاني، وأصله أطروحة لنيل الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود، وعلى الرغم من القيمة العلمية للرسالة والجهد المبذول فيها، لكنها لم تتطرق إلى العديد من العناوين التي اهتمت بها هذه الدراسة، فضلاً عن أن دراسته قد اتجهت أكثر إلى الجانب التفسيري، ومحاولة الوصول إلى أصح الفهوم للآيات الكريمة من وجهة نظره، انطلاقاً من نظم السورة وسياق الآيات.
وهناك دراسات أخرى تخصصت في سورة البقرة، لكن بعيدا عن علم المناسبة، ومن ذلك "النظم في سورة البقرة"، للدكتور حسين الدراويش، وهي أطروحة دكتوراه في اللغة العربية من الجامعة الأردنية، و"الروابط اللفظية في سورة البقرة"، وهي رسالة ماجستير في كلية الآداب بجامعة القدس من إعداد الطالبة رهام يعقوب طَقّش.
مكونات الدراسة:
قامت هذه الرسالة على أربعة فصول، حيث اضطلع الفصل الأول بالتعريف على شطري عنوان الأطروحة وهما سورة البقرة وموضوع التناسب، وعرض الفصل الثاني لأوجه التناسب وأنواعه في القرآن، ثم تحدث الفصل الثالث عن أوجه التناسب الداخلية في سورة البقرة، فيما تحدث الفصل الرابع والأخير عن أوجه التناسب الخارجية لسورة البقرة.
وفيما يلي تفصيل هذه المكونات:
الفصل الأول: التعريف بسورة البقرة والتناسب
المبحث الأول: التعريف بسورة البقرة
  • المطلب الأول: أسماء السورة وسبب التسمية لكل اسم
  • المطلب الثاني: نزول سورة البقرة
  • المطلب الثالث: ترتيب السورة في المصحف
  • المطلب الرابع: عدد آي سورة البقرة
  • المطلب الخامس: فضل سورة البقرة

المبحث الثاني: التعريف بالتناسب
  • المطلب الأول: التعريف بعلم المناسبات
  • المطلب الثاني: القائلون بالتناسب والمشتغلون به
  • المطلب الثالث: المعارضون والرد على اعتراضاتهم
  • المطلب الرابع: أهمية علم المناسبات
الفصل الثاني: أوجه التناسب وأنواعه في القرآن الكريم
المبحث الأول: أوجه التناسب في الآي
المطلب الأول: أوجه التناسب في الآية
المطلب الثاني: أوجه التناسب بين الآيات
المبحث الثاني: أوجه التناسب في السورة

    • المطلب الأول: التناسب بين المطلع والختام
    • المطلب الثاني: التناسب بين مقاطع السورة
    • المطلب الثالث: الوحدة الموضوعية في السورة
    • المطلب الرابع: تميز السورة بمفردات وتعبيرات معينة
    • المطلب الخامس: التناسب بين الاسم والموضوع
    • المبحث الثالث: أوجه التناسب بين السور
      • المطلب الأول: بين السور المتجاورة
      • المطلب الثاني: بين السور ذات المطالع المتشابهة
المبحث الرابع: التناسب في القصص القرآني

    • المطلب الأول: بين قصص السورة الواحدة
    • المطلب الثاني: تشكل قصة جديدة من قصص السورة
    • المطلب الثالث: تناسق الشخصية في القصص
    • المطلب الرابع: بين اللفظة القرآنية وبيئة القصة
    • المطلب الخامس: التناسب بين القصة وواقع الدعوة
    • المبحث الخامس: أنواع التناسب بين السور القرآنية
    • الفصل الثالث: أوجه التناسب الداخلية في سورة البقرة
    • المبحث الأول: التناسب بين مطلع السورة وخاتمتها
    • المبحث الثاني: التناسب بين قصص السورة
      • المطلب الأول: محور الإحياء والإماتة
      • المطلب الثاني: التناسب بين القصة الأولى والأخير
    • المطلب الثالث: محور الخلافة والإمامة الدينية
      • المبحث الثالث: التناسب بين اسم السورة وموضوعها
      • المطلب الأول: قصة البقرة
      • المطلب الثاني: حكمة الأمر بذبح البقرة
      • المطلب الثالث: عبادة البقر
      • المطلب الرابع: التناسب بين اسم السورة وموضوعها
      • المطلب الخامس: مفردات تميز سورة البقرة
المبحث الرابع: التناسب بين فواصل السورة وموضوعها

    • المطلب الأول: من الفواصل الظاهرة والخفية
    • المطلب الثاني: فواصل البدء والختام
    • المطلب الثالث: الفواصل والآخرة
    • المطلب الرابع: فواصل التقوى
    • المطلب الخامس: فواصل الجذر( كفر)
    • المطلب السادس: فواصل العلم
    • المطلب السابع: فواصل الرحمة
    • المطلب الثامن: فواصل الحكمة
    • المطلب التاسع: فواصل القدرة المطلقة
    • المطلب العاشر: فواصل الظلم
    • المبحث الخامس: الوحدة الموضوعية في سورة البقرة
    • الفصل الرابع: أوجه التناسب الخارجية لسورة البقرة
      • المبحث الأول: التناسب بين سورتي البقرة والفاتحة
      • المطلب الأول: الإجمال والتفصيل
      • المطلب الثاني: الصلاة
    • المطلب الثالث: الخلافة بين سورة الحمد والتسبيح بالحمد
      • المبحث الثاني: التناسب بين سورة البقرة وآل عمران
      • المطلب الأول: التناسب بين فاتحتي السورتين.
      • المطلب الثاني: بين فاتحة آل عمران وخاتمة البقرة
      • المطلب الثالث: التناسب بين خاتمتي السورتين
      • المطلب الرابع: تناسب الاتحاد والتلاحم( التوأمة)
      • المطلب الخامس: تناسب الإجمال والتفصيل
المبحث الثالث: التناسب بين سورة البقرة وسورة الفلق
المبحث الرابع: مناسبة السورة لواقع الدعوة الإسلامية
المبحث الخامس: التناسب بين البقرة وترتيبها في المصحف
المطلب الأول: من حكم مجيء البقرة أول المصحف
  • المطلب الثاني: البقرة أم ثانية للقرآن الكريم
المبحث السادس: التناسب بين البقرة والسور المفتتحة ب(الم)
  • المطلب الأول: مقاربة ابن القيم في بدائع الفوائد
  • المطلب الثاني: مقاربة سعيد حوى في الأساس.
  • المطلب الثالث: التناسب بين أول المجموعة وآخرها الخلاصة والتوصيات
المحور الثاني: نتائج الدراسة وتوصياتها:
خلصت الدراسة إلى الوحدة الموضوعية في سورة البقرة، والتي محورها الرئيس هو الخلافة، وأكدت الدراسة توقيفية ترتيب السور القرآنية، والوحدة العضوية في القرآن جميعه، وقد انتهت إلى أن الكثير من العلماء قد اهتموا بالتناسب، وكان أبرزهم الرازي والبقاعي.
وأهم التوصيات التي يراها الباحث، أن بعض العناوين الفرعية في هذه الدراسة تستحق أن تفرد بالبحث من مثل علاقة أسماء السور بمحاورها والتناسب بين السور التي لها ذات الفاتحة، وكذلك ضرورة الكتابة في نظرية التناسب عند كل من الرازي والبقاعي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى