محمد محمود غدية - حفنة من الهموم

هناك من يغلق شباكه فى وجه السعادة، لأنه لايقدر على فرد جناحيه، والنهوض من تحت الدثر،
لا يفعل ماتفعله البجع فى سعيها للرزق، وسط ثلج الفضاء العاصف، الحياة دأبت على منحنا
حفنة من الهموم، بين الوقت والآخر، هى مقدرات لا تخصنا وحدنا، لكن هذا شأنها مع كل الناس، لابد للهموم أن تحلق فوق رؤسنا، لكنه يمكننا أن نمنعها من أن تعشش فى شعرنا، عمل فور تخرجه محاسبا فى مصانع عمه، أحب إبنة عمه وهى أحبت غيره، سجل تجربته العاطفية فى قصة قصيرة، شديدة الوجع، رغم حروفها التى تقطر طلاوة وسردا متماسكا ولغة شاعرية رقيقة، وفى مفاجأة لم يتوقعها تفوز قصته بالمركز الأول فى المسابقة التى أجرتها قصور الثقافة، ليصبح بعدها عضوا فاعلا فى المنتديات واللقاءات الفكرية فى قصور الثقافة، حتى برزت له عين مشرعة كالسيف تتبعانه فى ألق وبهجة، فى البداية لم تخفى إعجابها به وبكتاباته، عيناها تبسمان فتورق الكروم، هنئته بفوز قصته بالمركز الأول، إستأذنته أن يقرأ ويقيم قصصها، بعد أن وضعت فى يديه كل منتجها القصصى
قائلة : الكتابة تحقيق شيئا لم يتحقق سابقا، بطرق لم تستخدم من قبل، لإعطاء نتائج جديدة،
- ليس صحيحا ما تقولين، لأننا ننقل عن الآخرين بعض تجاربهم الحياتية، والصدفة وحدها قد تخلق كاتبا لم يخطط لذلك، الذى يصنع الكاتب العظيم هو ألم عظيم،
والحياة تتشكل عبر مجموعة ومصادفات وأحداث تختارنا، دون رغبة منا، الأشياء العظيمة لا تقاس بحجمها ولكن بتأثيرها، تدهشنا الفراشات الملونة بجمالها، رغم ضآلة حجمها، راق لها حديثه السلس والمنظم، إنها أمام موسوعة ثقافية تمشى على ساقين،
كان لابد لهما من عبور جسر الصداقة أولا، وبعدها الى الحب، نجحت فى زحزحة همومه،
إنه أمام المرأة اللغز التى فشل الفلاسفة والحكماء عن فك شفراتها، يكفى أنها الحضور المرئي للسحر فى هذا العالم .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى