بعد أن أكملت عملي في انقرة، سافرت الى أزمير، بسبب إصرار أحد أقربائي بضرورة زيارتهم هناك، ازمير هي أقرب محافظة تركية الى بحر ايجه، وبعد الترحيب وتناول طعام الغداء، طلب مني قريبي التجول في المدينة ساعة، ثم الذهاب ساعة أخرى الى مركز المساج في نهاية الجولة، الى حمامات مشهورة بها المدينة .
ليس عندي رغبة لارتياد حمامات التدليك في هذه المدينة أو سواها، ذلك لانني ارتاب دائما، وأخشى من نزلة البرد في عمري الخمسيني، أقول دائما لنفسي " على الانسان أن يحافظ على صحته، فهي رأس مال الحياة ".
وصلنا، الى شارع ضيق يقع فيه الحمام، ولما دخلناه، فوجئت بالفتاة الصومالية، ذات الوجه المدور الجميل بعينيها السوداوين، التي التقيت بها في رحلة القطار، من مدينتي قونيا الى انقرة، وجدتها تجلس بجانب مديرة الحمام، وهي امرأة عجوز اظنها في السبعين تضع عددا من الخواتم بأصابعها.
بقيت أنظر الى الفتاة، وأنا غير متأكد، من أن تكون هي نفسها التي التقيتها بالقطار ، كانت تنظر لي بإمعان وتركيز وبابتسامة خفيفة على محياها الأسود الجميل، حتى قالت " هل ضيّعت معارفك يا أستاذ ؟" عندئذ، علمت انها هي وليس غيرها، ولم أسألها ماذا تفعل هنا ، لانها ترتدي ملابس مدلكة، تنورة بيضاء قصيرة وفوقها مريلة بجيب في الوسط ، نفس ملابس أحدى المدلكات التي مرت قبل قليل، من جانب منضدة المديرة، بعد أن وضعت على سطحها مفتاحا.
على يسار مكتب المديرة، سلم يؤدي الى غرف الاستحمام، أخترت الفتاة الصومالية لتكون مدلكتي، وأختار قريبي امرأة بيضاء، ولما صعدنا السلم، طلبت منا المرأتان، الدخول الى غرفة الساونا بقصد التعرق، لم أجب على أسئلة قريبي الكثيرة عن الكيفية التي تعرفت بها على الفتاة الصومالية، يسميها السوداء، ورجوته أن يقول الفتاة الصومالية، كانت لدي أسئلة كثيرة للفتاة لأعرف قصتها، فهي كانت عازمة على عبور بحر ايجه للالتحاق بزوجها في جزيرة سانتوس اليونانية، بعد ربع ساعة في الساونا، تفرقنا أنا وقريبي، كل واحد الى غرفة، هو مع البيضاء، وانا مع الصومالية، وما أن تمددت على بطني، حتى بدأت تجيب على كل اسئلتي من دون أن اسألها، قالت إنها التقت بزوجها في الجزيرة، داخل الكمب مكان حجز المهاجرين، ثم أستطاعا عبور الحدود اليونانية باتجاه مقدونيا مشيا على الاقدام ليلا، وفي داخل الغابة تمت محاصرتهما من قبل قطاع الطرق، طلبوا من زوجها أن يذهب الى اتجاه، وهي تبقى معهم، فرفض زوجها ذلك رفضا قاطعا، كانوا ثلاثة شبان، احاطوا به وقيدوه، ثم قتلوه، وهي أستطاعت أن تهرب منهم، اخذت تركض للافلات من قبضتهم حتى وصلت الى اليونان ثانية، عبرت البحر ثم جاءت الى ازمير ، لكنها لا تملك النقود الكافية لكي تعود الى موطنها او العيش هنا، فقررت العمل في هذا المكان.
نمت على بطني بعد أن تجردت من ملابسي، أخذت تدلكني بإصابع رقيقة على سرير يرتفع عن الأرض بمقدار متر، ثمة اضاءة خافته في الغرفة، تتحدث الفتاة بصعوبة عن رحلة ليل الغابة وما جرى من مصاعب ، قالت "بقيت لدي فقط الحقيبة الوحيدة التي تحمل اشعار زوجي" ، التي بسببها خشينا ان يقتله المتشددون في بلادنا، لكنه قتل في بلاد أخرى، ولما سألتها عن سبب اختيارها هذا العمل بالذات، فقالت انها تجيد فن التدليك ، تعلمت هذه المهنة في مقاديشو داخل معهد متخصص، قبل مجيء المتشددين.
انهت تدليك الظهر وطلبت مني الرقود على ظهري ففعلت، كانت وهي تضع أصابعها الرقيقة على صدري، اطلقتُ سعالا حادا، نصحتني بترك التدخين، لأنه يضعف الرجال، قالت انها كانت تنصح زوجها بذلك، ولكن لم تنفع كل نصائحها معه، أخذت تتحدث ببطء ثم ترقرقت الدموع في عينيها، طلبت مني أن اضع يديّ بجانب وركي، بعدها صعدت هي الى السرير ، جلست في البدء على ساقي، تفاعلت في داخلي الهسهسات، لاحظت انها شعرت بها، فأخذت تدلك ببطء اعلى ركبتي، ثم طلبت مني أن اضع يدي على ظهرها، أنا، في تلك الحالة، قد استعددت، أبتسمت هي لما وجدته في عينيّ، قالت أفعل ما يحلو لك، فأحطتها بذراعيّ، كنا في الحقيقة قد اندمجنا كليا، قلت لها " اعتقد أننا سنطير " فقالت " هيا، أفرد جناحيك مثلي، لنترك الأرض ومن عليها الى أهلها"، اجتزنا سقف الغرفة، ونحن نطير، نصعد الى الهواء، نحلق الى الفضاء، نطير بجناحين، لا ادري كيف نبتا بجسدينا، صعدنا الى الغيوم، سبحنا فيها، تجولنا فوق الجبال والتلال والمراعي والسفوح والبحار، كنا نحلق لوحدنا، ونحن نغني ونضحك على سكان الأرض الذين كانوا يمشون بسرعة الى جحورهم الضيقة.
ليس عندي رغبة لارتياد حمامات التدليك في هذه المدينة أو سواها، ذلك لانني ارتاب دائما، وأخشى من نزلة البرد في عمري الخمسيني، أقول دائما لنفسي " على الانسان أن يحافظ على صحته، فهي رأس مال الحياة ".
وصلنا، الى شارع ضيق يقع فيه الحمام، ولما دخلناه، فوجئت بالفتاة الصومالية، ذات الوجه المدور الجميل بعينيها السوداوين، التي التقيت بها في رحلة القطار، من مدينتي قونيا الى انقرة، وجدتها تجلس بجانب مديرة الحمام، وهي امرأة عجوز اظنها في السبعين تضع عددا من الخواتم بأصابعها.
بقيت أنظر الى الفتاة، وأنا غير متأكد، من أن تكون هي نفسها التي التقيتها بالقطار ، كانت تنظر لي بإمعان وتركيز وبابتسامة خفيفة على محياها الأسود الجميل، حتى قالت " هل ضيّعت معارفك يا أستاذ ؟" عندئذ، علمت انها هي وليس غيرها، ولم أسألها ماذا تفعل هنا ، لانها ترتدي ملابس مدلكة، تنورة بيضاء قصيرة وفوقها مريلة بجيب في الوسط ، نفس ملابس أحدى المدلكات التي مرت قبل قليل، من جانب منضدة المديرة، بعد أن وضعت على سطحها مفتاحا.
على يسار مكتب المديرة، سلم يؤدي الى غرف الاستحمام، أخترت الفتاة الصومالية لتكون مدلكتي، وأختار قريبي امرأة بيضاء، ولما صعدنا السلم، طلبت منا المرأتان، الدخول الى غرفة الساونا بقصد التعرق، لم أجب على أسئلة قريبي الكثيرة عن الكيفية التي تعرفت بها على الفتاة الصومالية، يسميها السوداء، ورجوته أن يقول الفتاة الصومالية، كانت لدي أسئلة كثيرة للفتاة لأعرف قصتها، فهي كانت عازمة على عبور بحر ايجه للالتحاق بزوجها في جزيرة سانتوس اليونانية، بعد ربع ساعة في الساونا، تفرقنا أنا وقريبي، كل واحد الى غرفة، هو مع البيضاء، وانا مع الصومالية، وما أن تمددت على بطني، حتى بدأت تجيب على كل اسئلتي من دون أن اسألها، قالت إنها التقت بزوجها في الجزيرة، داخل الكمب مكان حجز المهاجرين، ثم أستطاعا عبور الحدود اليونانية باتجاه مقدونيا مشيا على الاقدام ليلا، وفي داخل الغابة تمت محاصرتهما من قبل قطاع الطرق، طلبوا من زوجها أن يذهب الى اتجاه، وهي تبقى معهم، فرفض زوجها ذلك رفضا قاطعا، كانوا ثلاثة شبان، احاطوا به وقيدوه، ثم قتلوه، وهي أستطاعت أن تهرب منهم، اخذت تركض للافلات من قبضتهم حتى وصلت الى اليونان ثانية، عبرت البحر ثم جاءت الى ازمير ، لكنها لا تملك النقود الكافية لكي تعود الى موطنها او العيش هنا، فقررت العمل في هذا المكان.
نمت على بطني بعد أن تجردت من ملابسي، أخذت تدلكني بإصابع رقيقة على سرير يرتفع عن الأرض بمقدار متر، ثمة اضاءة خافته في الغرفة، تتحدث الفتاة بصعوبة عن رحلة ليل الغابة وما جرى من مصاعب ، قالت "بقيت لدي فقط الحقيبة الوحيدة التي تحمل اشعار زوجي" ، التي بسببها خشينا ان يقتله المتشددون في بلادنا، لكنه قتل في بلاد أخرى، ولما سألتها عن سبب اختيارها هذا العمل بالذات، فقالت انها تجيد فن التدليك ، تعلمت هذه المهنة في مقاديشو داخل معهد متخصص، قبل مجيء المتشددين.
انهت تدليك الظهر وطلبت مني الرقود على ظهري ففعلت، كانت وهي تضع أصابعها الرقيقة على صدري، اطلقتُ سعالا حادا، نصحتني بترك التدخين، لأنه يضعف الرجال، قالت انها كانت تنصح زوجها بذلك، ولكن لم تنفع كل نصائحها معه، أخذت تتحدث ببطء ثم ترقرقت الدموع في عينيها، طلبت مني أن اضع يديّ بجانب وركي، بعدها صعدت هي الى السرير ، جلست في البدء على ساقي، تفاعلت في داخلي الهسهسات، لاحظت انها شعرت بها، فأخذت تدلك ببطء اعلى ركبتي، ثم طلبت مني أن اضع يدي على ظهرها، أنا، في تلك الحالة، قد استعددت، أبتسمت هي لما وجدته في عينيّ، قالت أفعل ما يحلو لك، فأحطتها بذراعيّ، كنا في الحقيقة قد اندمجنا كليا، قلت لها " اعتقد أننا سنطير " فقالت " هيا، أفرد جناحيك مثلي، لنترك الأرض ومن عليها الى أهلها"، اجتزنا سقف الغرفة، ونحن نطير، نصعد الى الهواء، نحلق الى الفضاء، نطير بجناحين، لا ادري كيف نبتا بجسدينا، صعدنا الى الغيوم، سبحنا فيها، تجولنا فوق الجبال والتلال والمراعي والسفوح والبحار، كنا نحلق لوحدنا، ونحن نغني ونضحك على سكان الأرض الذين كانوا يمشون بسرعة الى جحورهم الضيقة.