محمد استيتي - الجو بارد وذاك الليل الكحيل بات يلفني

الجو بارد
وذاك الليل الكحيل بات يلفني ، يغلفني
لماذا تركتني؟!
يَبِس العشتار على فؤادي
حتى دموعي بات تقف في منتصف خداي
وتصفعني
تريد ان تقتلع اشجار تفكيري من الماضي
تريدني ان انساني !
لا زالت انفاسك تملئ رئتاي بالهواء
لا زالت نبضاتك تطرق قلبي
بايقاع غريب ، لكنه جميل
لربما كان الفراق
لا زلت اراك في وجوه المارّين
لا زلت عالق في سجن الحنين
دوما ما اتذكرك
لكأنني انا السّجان والسجين
الجو بارد
مر على رحيلك الف خريف
وانا لا زلت اجالسك كل يوم
الست انت الخريف؟!
اسقطت كل اوراقي
بعثرتني ، لكننا يبسنا معا
ومشينا تحت المطر معا
في يوم شتويّ مثلك
ينبت الربيع فيّ
كما تتطوق ذاكرتي بك
احببنا العطر نفسه
كنا الماء والبن في فنجان القهوة نفسه
كان حولنا سياج من ياسمين
كانت السماء بزرقة عينيك دوما
كانت عيناي تشرب نورك خمرا
كان كلامك يفوح عطرا
في وجهك قصيدة بليغة
في كل تفصيل قرأت سطرا
كُتبَت على وجهك سطرا سطرا
لماذا رحلت؟
سالت دموعي على خداي تكتب الوجع
كما لو كانت حبرا
صرتَ حاضرا في كل الطقوس
حتى اعتبرت نسيانك كفرا
الحزن اعاد تشكيل معالمي
ولم يعرف الاسى في محيّاي سترا
قلبي سقط في غياهب الشوق
بقي يتحرج ، يتدحرج
حتى حفرت له السنون في صدري قبرا
قبر اجوف كما لو كان بئرا
قلبي بات يتكاسل عن قرع نفسه
او ان البئر اعمق من ان يخرج منه
المهم انه ما عاد يعرف احدا
ما عاد يتفجر زهرا
لربما قد مات من البرد

محمد استيتي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى