محمد الرياني - انتظار..

ماذا لو فرشتِ لنا الأرض من جنائنك؟
هل كنتِ ستخسرين شيئًا من عبيرك؟
هل سينفدُ أريجُ الأوراق؟
سنكون أروع اثنين افترشا الرمل وتوسدا الذرات الدقيقة.
لن نبالي لو تذوقتْ خصلات شعرنا من المكان الذي تدوسه الأقدام قصدًا أو دون قصد.
سنفرح كثيرًا كثيرًا، وسنجعل من صباحنا الأغر عنوانًا لحديثنا العفوي، لن نخبئ أسرارنا وقد حملتها سطور الشمس وألقتها تحت الظلال وبين الأفرع التي تتمايل طربًا؛ ربما تنتشي الأغصان فرحًا لأننا فرحنا وربما اهتزت بفعل النسيم القادم نحونا، نذوق من الصباحات طعم الحوار الدافئ، أكاد أقتلع الصمتَ ونعبث بالرمل ، تتأملني مجنونًا وقد اغبرَّ شعرُ رأسي من الرمل البارد والذرات الصغيرة، لم أكترث وحُمرة الخجل تكاد أن تنطق من وجنتيها، سألتُها عن حركة قدميها وهي تخطُّ على الرمل طلاسم وتقاطعات غير معروفة، لم تجبني، لكنني عرفتُ أنها ستترك المكان بعد أن حميتِ الشمس واضمحلتِ الظلال، سألتُها إن كان الملل قد أصابها، وقفتْ خلف رأسي تنفض الغبار من رأسي الذي امتلأ شعره، أنهتْ مهمتها بنجاح، هزتْ رأسها وكأنها تهز وردة ليتضوع المكان، تناثر بعض الرمل من رأسها على رأسي ، عادت من جديد لتزيل الرمل، مددتُ يدي كي أساعدها، شعرتُ بقبضة يدها تمنعني، غادرتِ المكان، فرَّ الظلُّ واختفت الظلال من حولنا، أغمضتُ عيني كي لا أرى تفاصيل بقية النهار ، غابت الشمس ، حضر الليل والنجوم والسكون، سبقتُها في الصباح لأرى الشمس والظلال وحركات الفروع الندية قبلها ، غاب كل شيء؛ الشعاع ولفح الشمس والندى، لم تأتِ لرأسي ذرات الرمل، هطل الهتان بدلًا عن الشعاع والشمسُ غائبةٌ ومعها الظلال، غرزتُ أصابعي في شعر رأسي الكثيف، وجدتُ غبارًا بقي من افتراش أمس.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى