مصطفى معروفي - شعرة معاوية

مزهوا بعبير شهامته
اِقترب الرجل الفحل من البحر
ومد له خفا مزدوجا
وعلى عاتقه ألقى
حجر الأيام
وأغوى نهرا يسعى ليلَ نهارٍ
بمصبات باهرة
مرت ريح بقفاه فأدرك فورا
بأن لها قلبا ورعا يضرب
في الدفء بسهم
كنت وراء جدارٍ
لا طائرَ كان يساندني
لا موئلَ ترتاح به راحلتي
لا نارَ تبيح مرابضها القدسية ليمامي
مع أني أتفرس وجه الشمس
وأمدح هاوية كانت منذ قديم للثلج
يخبئ فيها وزر الأطياف،
هو الطين ينير أصابعه
بالحجر المسنون
ويفتح بين طريق وطريق مقبرةً
ذاكرتي أقصر من أربطها بالغيم
ولكن مع ذلك جئت معاويةً
أطلب منه شعرته إذ هي
تكفي في هذا الزمن المتساقط،
أيتها الريح المجنونة
لن أغسل وجهي برخامكِ
منكِ سأخرج مثلَ ملاك تمرح
بين يديه بروق الله
ويدعو الشجر الناريَّ إلى
سمرٍ قزحيٍّ منتصبٍ خلفَ
طريقٍ يرتاب ومقبرةٍ تلمعُ.
ــــــــ
مسك الختام:

بمـــالكَ تعـــلــو سنـــام الزمنْ
ومنك تخـــــاف ذئاب المحنْ
وإن تلــج الباب تلــق احتراما
وجاءك يسعى المكانُ الحسنْ
فلا تغـــتــرر بكـــذوب فرأيي
قديما به قــــــال أهل الفِطَنْ





  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

أحدث المراجعات

اللغة رصينة -والتصوير بالحروف كانت بعناية كاتب متمكن
ناهيك عن الانزياحات الرائعة في هذه النثرية وقالت الشعر في النثر
  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي
مصطفى معروفي
مصطفى معروفي
تحية طيبة لك أخي الأستاذ أحمد حماد
شكرا لك على المرور الجميل وللإشارة فقط فأنا لا أكتب قصيدة النثر ـ القصيدة المتواضعة أعلاه تجري على تفعيلة بحر الخبب (فعلن) بينما آخرها (مسك الختام) يجري على تفعيلة بحر المتقارب (فعولن).
وتسلم أخي المحترم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى