سيمون آلتوف - تزوج، لا تتزوج!..

قال لي أحدهم: لا تكن غبياً، تزوج! وقال لي آخرون: لا تكن غبياً، لا تتزوج!
يعني، عليّ أن لا أكون غبياً، فمن أكون؟!
قالوا لي، إذا قررت الزواج، فعليك الزواج من النساء، ولا خيار
آخر لديك. ولكن من أية نساء؟ أتزوج من امرأة أكبر مني أم أصغر؟ إذا كانت أكبر، فكما يقول من عانوا من مثل هذا الزواج، ستكون حياتك أبسط، أشد بساطة، ولكن لفترة محدودة. لأنها سرعان ما تغدو بالنسبة لك كأمك، وبعدها كأبيك. وإذا تزوجت بالعكس من امرأة أصغر مني، فكما يقول المجربون، فستشعر بحياتك معها أفضل ولمدة أطول. لأنها شابة صبية، كزهرة أيار، تزهر من الصباح حتى المساء، وبما أنك الأكبر سناً، فأنت تقوم بجميع الأعمال المنزلية بنفسك. تطبخ، وتغسل، وتنتظر إلى حين أن تذبل.
فماذا أفعل؟ حسناً، لقد بحثنا هذه المسألة.
من الأفضل يا ترى: الزوجات الذكيات أم الزوجات الجميلات؟
بالطبع، يطيب لكل رجل أن تكون زوجته جميلة. ولكن أي رجل يجرؤ على ذلك؟ بقية الرجال الذين لا يتمتعون بهذه النعمة يزورونك في بيتك. وتبدأ الغيرة غير المبررة، والمعارك السخيفة، وباختصار، تعيش على أعصابك.
وماذا بالنسبة للنساء الذكيات؟ أن تكون لك زوجة أذكى منك،
هذه مسألة لا يقبلها إلا الهواة. في حين لو كانت زوجتك غبية، فستشعر بنفسك عالماً أكاديمياً! لكن هذه ليست حياة، بل قاعة محاضرات.
حسناً، انتهينا من هذه المسألة.
ما هو الأفضل، أن تكون زوجتك مقتصدة، حسنة التدبير، أم سيئة الإدارة والتدبير؟ مع الزوجة المقتصدة، المديرة، ستكون دوماً، شبعاً، بثياب مرفية ومكوية، حليقاً. وبيتك في نظام كامل. ولا يمكنك انتقاد أي شيء. إذن، ستبقى في كل أيامك تذرع الغرفة ذهاباً وإياباً، باحثاً عن شيء تنقده أو تهاجمه. وإذا كانت زوجتك سيئة التدبير والإدارة، ستجد كل شيء مقلوباً رأساً على عقب، ستبحث طوال أيامك عن بنطلونك، ولن تجده، ثم تبصق وتخرج بالجاكيت. ربما تكون الحياة على هذا النحو أكثر طرافة، ولكن، كم يمكنك الصبر على هذه الحياة؟
وإذا ما تزوجت، فكم مرة؟ أحياناً، تتطلع إلى ملاطفة إنسانية
بسيطة، فتجد أمامك زوجتك! فماذا تفعل؟
أخيراً، كم طفلاً يجب أن تُرزق؟ ينصحك من ليس لديه أطفال بخمسة أو ستة أطفال. ومن لديه طفل واحد يقول: طفل واحد – كثير!
ولماذا عندما تنتظر صبيا تولد بنت، وعندما تنتظر بنتا، يولد صبي. وعندما لا تنتظر أحـداً يولد توأم! ثم، إذا ما تزوجت، وعشت مع زوجتك، أفلا تمتعض من أن عليك أن تهديها باقة ورد كل يوم كي تألف رائحتها، أو مرة في العام، كي تنفر وتبكي من رائحة ورد الميموزة؟
وإذا أردت أن تساعدها في الأعمال المنزلية، فهل ستأخذ على عاتقك الجزء الذي يتطلب قوة رجل من عملها، أم لا تعيقها في أعمالها، ولتنمو وتتطور بصورة منسجمة؟
وهل ستتنازل لها في كل شيء، أم فيما ترغب فقط؟
هل ستبقى مخلصاً لزوجتك؟
إذا كنت ستبقى مخلصاً، فكم مرة؟ كم مرة ستقول لها أنت المرأة الأفضل، والأجمل، والوحيدة؟ مرة في الأسبوع؟ أم كل يوم خميس؟ أم تقول لها مرة واحدة، ولكن بحيث تتذكرها طيلة حياتها؟ وهكذا، انتهينا أيضا من بحث هذه المسألة! إذن، هناك مخرج واحد.
بل اثنان! إما أن تتزوج، وفي أسوأ الأحوال، لا تتزوج. ثم بعد ذلك، تتضح الصورة. ذلك أن حياتنا كلها تتكون من هذه الأشياء الصغيرة، التي يجب أن لا نعيرها أي اهتمام.

~تمت~


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى