مصطفى معروفي - هبوط في المدن الفولاذيّة

قلت لعيني وأنا أضفر
حاشيةً من زخم الإلياذة:
"ذاك كتاب للموتى
فخذيه رويدا كي لا يرتاب
بنا صاحبه"
وتعجلتُ خضير الماء
فجاء إليّ قطاه الكيّس يسعى بالإغواء
ويكسر باب نبوءته
فمددت إلى سنبلة حفْلا مختصَرا
وكشفتُ لها سر نفوق خفافيش الليل
على ناصية الشارع
لكن جعلتْ تسألني:
"هل أنت يقينٌ
إن جن الزمن الأمهق
أقْبلَ مزدحما بالشرفات الليلية؟"
عندي شجر يكبر في الذات
ويوغل في الجهة الأخرى
للحجر الصاهل في الآفاق
وينبض ذات يمين
ويفتح فاه ذات شمال
ويعيش على الذكرى دون عزاء...
أنت نبي الغيم
وصنو الخلجان
لديك محيا السيدِ
تُقْبل علنا
تدبر علنا
لستَ تصادر مفتاح الأسماء المنآدةِ
أظهرتَ لنا عري الماء
فنط على يدك الشجر الخزفيُّ الرائعُ
لم يكن الوقت على راحته
حين مدحتَ له الأمداء وأنت
تريد هبوطا آخرَ في المدن الفولاذيّة.
ـــــــــــــــ
مسك الختام:
يملك وجها كالحانة
يدخلها رجل
قبل قليل صلى العصر
وما زالت في يده سبحته.













تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى