أسامة إسبر - أبناء يعيشون في الريح

لن يحملني الشعاعُ
خارج إطاره
ولا الموجةُ
إلى ما وراء ذرواتها.
دمُ السلالة
لا يصلح عكازاً
حين لا يضيء دروباً جديدة.
غنى كثيرون للحرية
ومات كثيرون من أجلها
ومن يعيشها يشعر
بالدم يجري في شرايينه
بالهواء يدخل من أنفه
وبعينيه تخترقان المشاهد
إلى ما وراءها
لأنه وُلد كي يكون الكون كله
ملعباً له.
غير أن الحياة ضيقة
حين تعيش في نفقٍ مسدود
كما قال أحدهم
كي يفعل ما يحلو له
وحين رددتُ الكلمات بيني وبين نفسي
اكتشفت أنني
لا أستطيع أن أفعل ما يحلو لي
أن هناك دوماً
ما يمنعني من السقوط.
لن يحملني الشعاع بذراعيه
وربما لن يضيء دروبي
حين تكون مظلمة
حين لا مصابيح
في الشوارع
ليس فيها إلا الظلام
والبرد الشديد
ومراهقون يرتدون قبعات
تغطي أعينهم
أيديهم على قبضة سكين
أو قبضة مسدس،
مراهقون يحتلون
الشوارع في الليل
يعرفون أن وطنهم هنا
في لحظة الخطر
حيث الآباء والأمهات
يعيشون ما يظنونه حياة
في أزقة وشقق ضيقة
وينجبون
فيما الأبناء
يعيشون في الريح.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى