محمد جمعة - نِفِرْتِيْتِيْ - بَرْدِيَّةٌ مِصْرِيَّة




أَيُّ سِرٍّ.. فِيْكِ يَسْرِيْ...؟!
أَيُّ سِرٍّ.. فِيْكِ يُغْرِيْ...؟!

أَيُّ سِرٍّ تَكْتُمِينْ...؟!
رَبَّةَ التَّاْجِ الرَّصِينْ
يَزْدَرِيْ طَيَّ الْقُرُونْ
وَهْوَ مَطْوِيٌّ جَنِينْ
لَمْ يَزَلْ غَيْبًا دَفِينْ
أَيُّ سِرٍّ.. لَسْتُ أَدْرِيْ...؟!
أَيْ (نِفِرْتِيْتِيْ): أَسِرِّيْ..


أَيُّ حُلْمٍ تَحْلُمِينْ...؟!
رَبَّةَ الْحُسْنِ الْحَزِينْ
ظَلَّ مَطْوِيَّ الْحَنِينْ
لَمْ يَزَلْ رَغْمَ السِّنِينْ
لَيْسَ يَهْدَاْ أَوْ يَلِينْ
فَاكْشِفِيْ السِّرَّ، وَسُرِّيْ
وَأَمِيْطِيْ كُلَّ سِتْرِ..

أَيُّ سِرِّكِ أَمْرُ رُوْحِ...؟!
فَاكْشِفِيْ السِّرَّ، وَبُوْحِيْ
وَأَرِيْحِيْ، وَاسْتَرِيْحِيْ
وَانْطِقِيْ رَغْمَ الْجُرُوْحِ
أَيّ سِرٍّ لَمْ تَبُوْحِيْ...؟!


أَيْ (نِفِرْتِيْ)، لَيْتَ شِعْرِيْ؟!
أَيُّ سِرٍّ.. لَمْ تُسِرِّي...؟!

أَيُّ سَمْتٍ قَدْ تَخِذْتِ...؟!
أَيُّ صَمْتٍ عنه صُمْتِ...؟!
كَمْ عَلَىْ الدُّنْيَاْ صَبَرْتِ...!!
شَدَّ مَاْ مِنْهَا سَبَرْتِ...!!
أَمْ تُرَاْكِ قَدْ سَئِمْتِ...؟!
حَدِّثِيْنِيْ، لَاْ تُسِرِّيْ،
وَارْوِيْ عَنْ عُسْرٍ وَيُسْرِ

خَيَّرُوْكِ فَارْتَحَلْتِ...؟
أَمْ عَلَىْ رُغْمٍ رَحَلْتِ...؟
وَتَرَكْتِ مَاْ تَرَكْتِ..
لَمْ نَزَلْ مُنْذُ مَضَيْتِ
لَيْسَ نَدْرِيْ أَيْنَ أَنْتِ
هَلْ بِخَيْرٍ، أَمْ بِشَرِّ...؟!
أَرْجَفَ التَّاْرِيْخُ صَدْرِيْ

أَيُّ سِرٍّ، يَاْ أَمِيْرَهْ...؟!
أَوْرَثَ الْمَفْتُوْنَ حِيْرَهْ
فَارْوِيْ عَنْكِ الْيَوْمَ سِيْرَهْ
وَارْوِيْ نُزْرًا، لَوْ يَسِيْرَهْ،
وَاطْفِئِيْ ظَمَأَ الْعَشِيْرَهْ

سِرُّكِ المَكْنَوْنُ سِرِّيْ
كَيْفَ أَفْشُو بَعْدُ سِرِّيْ

أَرَّجَ الأَجْوَاْءَ عِطْرُكْ
وَانْطَلَىْ بِالْكَوْنِ سِحْرُكْ
أَنْ بَدَاْ لِلنَّاْسِ نَحْرُكْ
أَسْكَرَ التَّاْرِيْخَ خَمْرُكْ
حِيْنَ سَاْدَ النَّاْسَ ذِكْرُكْ
فَارْوِنَاْ خَمْرًا بِخَمْرِ
وَاسْكُبِيْ سِحْرًا بِعِطْرِ

تَحْتَ أَثْوَاْبٍ رَقِيْقَهْ
خَلْفَ جَاْرِحَةٍ رَشِيْقَهْ
بَيْنَ أَعْطَاْفٍ رَفِيْقَهْ
أَيُّ سِرٍّ يَاْ مَشِيْقَهْ
يُوْقِفُ الْمَلْهُوْفَ رِيْقَهْ
وَيْ لِسَيَّدَتِيْ.. أَسِرِّيْ..
وَاغْفِرِيْ مِنِّيْ التَّجَرِّيْ

حِيْنَ تَبْدُوْ مِنْكِ نَظْرَهْ
تَأْخُذُ الْأَرْوَاْحَ سَكْرَهْ
تَأْسِرُ الأَلْبَاْبَ سُمْرَهْ
فِيْ مُحَيًّا صَبَّ خَمْرَهْ
ذَاْبَتِ الأنْفَاْسُ إِثْرَهْ

مَنْ لِعَيْنَيْكِ بِفَسْرِ...؟!
كَيْفَ تُسْتَوْفَىْ بِسِفْرِ...؟

رُبَّ لَيْلٍ قَدْ طَوَاْكِ
أَوْ نَهَاْرٍ قَدْ سَلَاْكِ
لَمْ يَنَاْلَاْ مِنْ طِوَاْكِ
كَمْ شُجُوْنٍ أَوْرَثَاْكِ
نَمَّ عَنْ بَعْضٍ لَمَاْكِ
فَارْوِيْ مِنْ شِعْرٍ وَنَثْرِ
مَاْ جَرَىْ فِيْ بَرِّ مِصْرِ

كَمْ تَحَيَّرْنَاْ وَحِرْتِ.!
كَمْ عَبِيْرًا قَدْ نَثَرْتِ
عَطَّرَ الدُّنْيَاْ.. (نِفِرْتِيْ)
لَمْ يَزَلْ مُنْذُ رَحَلْتِ
فِيْ غُمُوْضٍ لَمْ يُبَتِّ
لَمْ يَزَلْ آثَاْرَ سِحْرِ..
طِلْسَمًا فِيْ جَوْفِ بَحْرِ

طَرْفُكِ الْوَسْنَاْنُ حَاْئِرْ
فِيْ فَضَاْءِ الْأُفْقِ غَاْئِرْ
زَوْرَقٌ لِلْحُسْنِ سَاْئِرْ
فِيْ بِحَاْرٍ مِنْ سَتَاْئِرْ
شَدَّهَاْ التَّاْرِيْخُ جَاْئِرْ

غَيْرَ بَعْضٍ، لَمْ يَقَرِّ
شَفَّ عَنْ سَحْرٍ وَنَحْرِ

مَنْ يُنَبِّيْهَاْ بِعَاْشِقْ
مُغْرَمٍ بِالْحُسْنِ وَاْمِقْ
أَنَّ فِيْ جَنْبَيْهِ خَاْفِقْ
إِنْ يَكُنْ لِلْهَجْرِ حَاْرِقْ
لَاْ يُرَىْ أَبَدًا مُفَاْرِقْ

تَاْئِهٍ فِيْ بَحْرِ شِعْرِ
ثَاْئِرِ التَّيَّاْرِ يَجْرِيْ

أَطَّرَ الْأَحْلَاْمَ صَمْتُ
لَيْسَ فِيْ جنبيه أَمْتُ
لَيْسَ لِلظَّلْمَاْءِ سَمْتُ
كَمْ جَمَاْلًا فِيْهِ هِمْتُ
ذُبْتُ حُسْنًا أَيْنَ قُمْتُ
سَاْهِمٌ، وَالدَّهْرُ يَفْرِيْ
نُقْطَةَ الْأُفْقِ كَقَدْرِ
كَمْ لِنَجْمٍ قَدْ سَهِرْتُ..
تَحْتَ جُنْحِ اللَّيْلِ حِرْتُ
رُبَّ غُصْنٍ قَدْ هَصَرْتُ
تحت كَرْمٍ قَدْ عَصَرْتُ
مِنْ سُلَاْفَتِهِ سَكِرْتُ

مَنْ يَذُقْ حَاْلَاْتِ سُكْرِيْ
مَاْ سَلَاْ أَقْدَاْحَ خَمْرِيْ
رُبَّ بَدْرٍ قَدْ رَبَوْتُ
كَمْ عَلَىْ حَبَبٍ حَبَوْتُ
إِثْرَ حِبٍّ قَدْ حَبَبْتُ
لَاْ أُبَاْلِيْ أَيْنَ حُبْتُ
كَمْ مِنَ الْأَسْرَاْرِ بُحْتُ
هَاْ أَنَاْ، وَالْعُمْرُ يَجْرِيْ،
فَوْقَ قُضْبَاْنٍ كَقُطْرِ
تَنْفُثُ الْجَهْدَ كَقِدْرِ،
هَلْ عَصَاْ التَّسْيَاْرِ تَسْرِيْ...؟!
هَلْ كَشَقِّ الْيَمِّ أَمْرِيْ...؟!
هَلْ لِتِيْهٍ أَمْ لِنَصْرِ...؟!
هَلْ لِكَسْبٍ أَمْ لِخُسْرِ...؟!
هَلْ لِحُلْوٍ أَمْ لِمُرِّ...؟!
هَاْئِمٌ، وَالدَّهْرُ يَفْرِيْ
هَلْ لِقَصْبِ السَّبْقِ يَبْرِيْ...؟!
أَمْ تُرَىْ يَبْرِيْ لِيُبْرِيْ...؟!
أَمْ تُرَىْ يَبْرِيْ لِكَسْرِ...؟!

جِيْدُكِ الْمِعْطَاْلُ حَاْلِيْ
فَاْقَ مِقْيَاْسَ الْجَمَاْلِ
زَاْنَهُ حَلْيُ اللَّيَاْلِيْ
مِثْلَ نَخْلَاْتٍ عَوَاْلِيْ
سَاْمِقَاْتٍ لَاْ تُبَاْلِيْ
تَرْمُقُ الْأَرْضَ بِشَزْرِ
ثُمَّ تَرْمِيْهَاْ بِتَمْرِ

يَاْ جَمِيْلًا قَدْ أَتَيْتَاْ
أَيُّ وَسْميٍّ رَعَيْتَاْ؟
فِيْ رُبَاْ مِصْرٍ رَبَوْتَاْ
أَمْ رُبَاْ عَدْنٍ يَنَعْتَاْ؟
كَمْ وَكَمْ مِنْهَاْ وَعَيْتَاْ!

كَمْ لِأَمْرٍ مَنْكِ إِمْرِ
حَاْرَ فِيْهِ كُلُّ فِكْرِيْ
كُلُّ سِرٍّ فِيْكِ حَلُّهْ
لَمْ يَزَلْ مَعْنًى وَسُؤْلُهْ
كَمْ يُعَاْنِيْ فِيْكِ حَوْلُهْ
مُحْكَمُ التَّاْرِيْخِ كُلُّهْ
لَيْسَ يَدْنُو مِنْكِ طَوْلُهْ
أَيُّ سِرٍّ.. لَمْ تُسِرِّي...؟!
أَيْ (نِفِرْتِيْتِيْ): أَسِرِّيْ..
أَيُّ سِرٍّ.. لَسْتُ أَدْرِيْ...؟!
أَيُّ سِرٍّ.. لَيْتَ شِعْرِيْ...؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى