مصطفى معروفي - رهنّا الهشاشة عند القطا

موجة تتلألؤ في أفْقها المترامي
ويأتي العباب ليشكر رقصتها
لا غصونَ تهبُّ وتعطي
الإيالة للطيرِ
لا عشبَ يمنح روحا لنهر يسير
على الاتكاء الوطيد
وأنت الذي وقفتْ بين كفيك دالية
وادعتْك بأنك واحدها
فكما جئتَ سوف تعود إلى
حجرٍ مكتَفٍ بانكساراته
لم تقلْكَ الرياح
وقد خانك الأصدقاء
وكنت على سفٍر تتعجّل أمر الصحاري
علكْتَ النشيد القصيَّ
وأهرقتَ ناياً سموحا على
منكب الفيءِ
والآن أنت ستجدر بالأرض
شخصا نفيسا
يعتِّقُ في العتبات ضمور المنازل
ينحاز للشجرات التي تئد القيظ
ثم إلى البرق تعطي مجال الغموضِ
فآهٍ أيا سيد الغمْر واللمعانِ
أتانا من الأصدقاء لهيبٌ
فقِسنا الطريق بضفدعة بلغتْ
مستوىً عاليا للنفوقِ
وقلنا سنغفر للدوح نأيَ الضحى
أو نراجع ما يستحلُّ اليمامُ
من الاتكاء على ظله العدنيّ
رهنّا الهشاشة عند القطا
ثم رحنا نبيع ثياب السفوح السنيّة
حتى دنا الغيم منا
وحنَّ إلى ترَفٍ ناجمٍ عن هروب المجرّاتِ
نحو فرادتها الفلكيِّةِ.
ـــــــــ
مسك الختام:
وإذْ تشقى بك الأيّامُ
خذ حجرا كريماً
ثم قسْهُ بالوردة الحسنى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى