محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - في سالف حُزن...

لا يمكننا في العادة أن نُحدد موضعنا من الشلخ
اننا فقط
تُرهقنا انفسنا
الاخفاقات الصغيرة في ربط حبل حذاء العمر الزلق
اعتقد أن الشجاعة هي القُدرة على النظر للماضي بانصاف
الشفقة على السكين الذي مزقنا
أن نرحم المشنقة هي التي لن تطلب الرحمة ابداً
في سالف حُزن
وبيوت ضاجة بالحزن العائلي ، والكرم العائلي
كنت اعرف أنني سارحل
سارحل مراراً وتكراراً ، لأنني بحاجة الى تلك البلاد ، البلاد التي حين اغلق عيني اراها بوضوح ، كانعكاس ضوء بنفسجي على زجاج
البلاد الشقية كنُكتة مُبهمة
البلاد الصافية ، كجُرح معبد بايدي الحظ
وقد كنا في الماضي الذي ليس بحزين
كنا نمشي اسفل المطر ، مُحاصرين باعمار ، وبركات الجدات ، والكثير من الضحكات البيضاء
نجلس على المصاطب الجانبية للفرح المراهق ، ونشكي للنهر متاعبنا المُخلة للعمر
والكيمياء ترتب على الاجساد الغضة ، اسماء بيوت وحانات ، وجسور مُضيئة كمُدن متخيلة
وكنا ننزلق حين يُرهقنا التجوال ، نحو الخرابات
نقتسم الكاسات الطيبة
ونشتم السلطة والمحافظ ، وعيون الحبيبات
اتذكرك الآن
كما الامس لأنك يندر ما تشيخين
تشيخين احياناً لدقائق محدودة ، ولكن سرعان ما تزهرين من جديد
شيء فيكِ يرفض الذبول
ارشحك دائماً للجلسات العطرة
قلت لكِ في دوار الثمالة ، واضواء الجسر من خلفنا ، تُطوق الدهشة البكرة
قلت لكِ ، اظن أن حبك يجعل الموت اخف وطأة
لم نكن حينها واثقين من أننا التقينا حقاً
وأننا في هذه اللحظة من الخريف ، قد تحولنا لفراشات خضراء وبيضاء
و روحنا نتحاجى ، ونثرثر
كمسنين نسوا العالم ونسيهم
كبحارة نجوا من عاصفة شرير
سردنا بطولات حقيقية وكذبنا حول التفاصيل ، لكننا صدقنا بعضنا ، لأن كل شيء حولنا كان صادقا
تذكرين تلك الليلة التي كان فيها القمر بنياً قليلاً
وليلة اخرى كان القمر في المقعد الثالث على جوارنا
وليلة كنتِ تُصرين انكِ القمر
وانا ارفض
لأن القمر ملكاً للجميع
وانا
وفي تلك الليلة بالذات ، كُنت اريد امتلاكك بالكامل
كل وميض يتسرب ، كل تنهيدة شبه حزينة ، كل فرح متردد كقط يريد أن يقطع طريقاً ، كل عناق يزحف بين الايادي
اريد سرتك ، ان اسبر اغوار روحك ، أن اتحول لعضو مهم في تركيبة فرحك المعقد
لقد كانت لنا الكثير من المشاوير الزلقة ، الوعي بالوقت متعطل بالكامل ، مُدركين كُنا لمؤامرات الفرح ، في مدينة يزرع حدائقها الجُند ، ومعابدها تُطل على مقبرة
مدركين كنا ، لجُرح الذاكرة
وفي داخلنا تزحف غزلان شرهة ، تطلب براري ، وامطار وحتى صيادين شُرفاء
يكرمون الطرائد بتذكرهم بالخير
فالمرح يتطلب مخاطرة
قلتِ أننا التقينا بطريقة سهلة والامر يخيف
وكأننا لنلتقي ينبغي أن تحترق قرية ، او يسقط نيزك ضخم ، او تفقد داعرة شرفها ، تكذب حول ثمن الفِراش على سبيل الحزن
انني اؤمن بالطرق السهلة دائماً ، شخصان يلتقيان في حافلة ، يتشاركان الموسيقى ، يتبادلان الكتب الالكترونية وينتهيان في فراش
شخصان يبكيان على وفاة كارثية لكاتب مغمور
ويسكران على شرفه
شخصان يحبان بعضهما ، حين يخفقان ، يركلان العالم ، كقنينة مشروب غازي فارغة
اترين
كيف هي الاشياء سهلة هنا
ولكن العالم معقد
لطالما كان كذلك ، لكنني احببتك في نهاية الأمر
رغم أنني سيء الطباع ، ولاصدقك الحُزن ، لست الرجل الذي قد انصح به صديقة مقربة
لكن هذه هي النسخة الوحيدة التي امتلكها ، لا يمكنني استبدالها ، تطويلها قليلاً ، مطها
لكنني احببتك ، وروحت احكي عن ذلك الحب واحتفي به
لانني لم يسبق لي أن رغبت بشيء مثلما رغبت بكِ
احببتك على الطريقة السيئة ، طريقة الساموراي في تقبل الهزائم ، على طريقة الموتى في قولهم وداعا
كان ذلك حين كانت المدينة مُضاءة بارجلنا المتنزهة
حين كان الليل صديقاً مُقرباً للعشاق
حين كان الله
يحب طريقتنا المميزة في التقبيل

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى