محمد أبوعيد - حالة خاصة

بنت من بنات أفكاري
لا تطبق أبداً رائحة القصائد
وحفاظاً على صحتها من أضرار الأحلام
كلما نزغني من الشعر وهم
أخرج من رأسي .......
أذهب إلى حيث يسكن الشجر
على مصطبة الريح آخذ من العصف مقعدي
وبأناقة المفلس أضع الساق على الساق
أشرب فنجان المجاز خيبة خيبة
وأدخن قصيدتي في وجه الطيور
لست أخشى على صحة الهديل من صدأ الطريق
ولا على الضوء من لوثة العتم ؟!
الطيور لا تفهمني والضوء لا يعرفني
رغم أنني من المدخنين القدماء للقصائد !
ترى أين يسكن العيب ؟
الطيور الغريدة والنجوم الشهيرة
أم لأنني لا أدفع الجزية لحاملي الأضواء ؟
لست أعلم لأنني لا أريد أن أعلم
طالما أصابعي تسير فوق الماء برشاقة
أنا بضوء تام وخير
لا أحتاج إلى زوارق ضوئية
فليس لأغنياتي أي ضفاف
فوق الفوق أسبح لا أنظر للأسفل
على ما أتذكر تسلقت مرة أسوار الأرض المجنونة
خطفت حفنة رماد وأطفأت عقلي تماماً
انتعلت مسامعي المتصلة بدبدبات النمل
وسافرت إلى ماوراء الحياة
كي أقف على باب الغيبيات ؟
أتسول بعض الأسرار لعصافير فكري الجائعة دائماً
فهي لا تشبع من زمان ولا مكان
لأنها ليست أسيرة للماضي ولا ذليلة للحاضر
حرة مثلي تماماً ......
من قبل ميلاد الفكر بألف سنة منسية
أطوف حول الملكوت الرحيب
ولا أشبع إلا من غناء أناي
تأخذني في صمتها نغمة
تطوي الآفاق وتخترق حرم السماء
صديقي الغروب مدمن كيميا
كل يوم يأخذ قرص الشمس تحت لسانه
ويتسكع على ممشى المغيب
سألته ذات جنون أين يسكن الصدق ؟
قال في زجاجة خمر أو عند بعض أقراص الغيبوبة
حيث يتطهر الإنسان من ألوانه ويصبح عارياً تماماً
هناك يخر الصدق نظيفاً من صدف الثمالة
سألته وما هذا الشيء الذي يسمى حباً ؟
قال ؛ أداة الجذب والتسخير
تجر الحلم من شعوره ليعمل بالسخرة في حقل الواقع
سألته ؛ واين أجد هذه الأداة ؟
قال بعد التعب بحرق وصهد
ونصحني ؛ دع الرماد الكثيف يضاجع أنفاسك بقسوة
ستنجب شرراً جميلاً ودخاناً عاقاً
احبس العاق في قفص الماء
تنعم شمعتك بالهدوء الكامل مع قبلات الشرر
هنالك ستعثر على الفكرة الأداة
حينها سيكون لك حقلاً جميلاً من الواقع المضيء
أعتقد أن المسافة بين الممكن واللاممكن قريبة جداً
وان الحياة آتية لاريب لتجلس في حضرة أشجاري
فلماذا إذن أنتظر من الضوء رقصة دخانية ؟
عذراً ؛ سأترك قصائدي على باب الضوء مبللة بالظلام
وأدخل إلى دواتي وأغلق الورق خلفي جيداً

محمدأبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى