مصطفى معروفي - همَزات الأفول

دنتْ نخلةٌ من غدير سليمٍ
وباضت سؤالا
له شبَهٌ برخامٍ
على مذهب صابئ
وحين مضت تركت خلفها
شجرا مادحا لحصافتها
مائلا جهة البحر
يؤمن بالعتبات الكريمة
إنك أنت الذي جاء منفلتا
من رياح القيامة
ماج بك الوقتُ
حتى دخلتَ النوى من سراديبها
وادعاك النخيل له ابْناٌ
فملْتَ علينا بميلتك الواحدةْ
جاء عندي الخريف
فأغضيت عنه
وحين تمادى
رميت إليه التهجُّدَ
صحبة ديك سريع الخطى
دمِثِ الريش
واليوم هل صدَّق الناسك المتبتِّل قولي
فصار يرى القبّرات نعوشا
تجوس السهوب وتقرأ
أجملَ ملحمة للغيابِ،
على ساعدِي قد توقّد طينُ
فصغت له الكفّ مأوى
وأرسلْتُ للطير أحلى وصاياهُ،
لو أوفَدَ الليل لي زخَما هادئا
لذهبْتُ إلى شاطئ نازحٍ
وأخذْتُ أجالس أقماره
عند المساء
وما زلت من أجلها
أستبيح بسيف الردى همَزات الأفولْ.
ـــــــــــ
مسك الختام:
إنه رجل جالس
قربه نملة
قربها عنكبوتْ
وتمرق من يده غيمة
تنشد الله
بين المتاه وظل البيوتْ.




  • Like
التفاعلات: محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى