محمد أبوعيد - في مرآتي أرض وسماء وصوت

كغيري من البسطاء الجميلين الكادحين
الذين يعملون في صوامع الصمت
كل آخر شعر أنتظر راتبي من نزف القصائد
طبعاً لايكفي لطلاء الجدران بالماء والهواء
هو يبقيني على قيد الحيلة بأظافري أتنفس

أعرف أن ماخفي من الشجرة لا أعرفه
لست في حاجة إلى رماد الصور ؟
في مرآتي أرض وسماء وصوت
أستطيع أن أجمع أقدامي في رأسي
وأخرج من الصورة مع رائحتي الأولى
أقطف ما يناسبني من طرق

رغم امتلاك مهاراتي عدة شماعات بهلوانية
لا أحب اللعب مع "لو" في المدينة
أخلع "كيف ولماذا"وأرتدي عذرية الضوء
أذهب إلى ممشى المراكب ؟
النهار والليل ينتظراني هناك دائماً
هلال ما ذاب في الرمال
ومن الممكن إن اصطدمنا بحجر الدائرة
نجد عصارته خارج أسوار مدمني الأخشاب
أو ربما تتناسل في رؤوسنا نبوءة الأنهار

أعيش في حنجرتي مع ملكة الحقول
نربي المرافىء على زراعة القش ؟!
كل صوت ينزل أرق الماء يحتاج إلى قشة
الباب يحتاج إلى البيت
والبيت يحتاج إلى الباب
وكلاهما في حاجة إلى حارس يافع
له في كل منبر قصيدة ساهرة
في مثل هذا الدفء المخضوضر بالأجراس
تعود حزمة الخزام إلى الغصن

صوت النوارس على الشواطىء انهمر
يجر سراجاً ومواقد ناطقة
الجسر ليس بعاقر
في مرآته حصان يعبر الأسرار
على ضوء المطر ألمس البعيد الجميل
أزهر البحر في المدى
هي ذي السفن أشرقت

دون أن أفكر أو أبتهل
لن أقول أخيراً وجدت رغيف الحياة
فالشمس المطلة من نافذة الشمعة
تحتاج إلى ظل يداري حدائقها
هكذا ينضج الضوء جيداً

أسمع وجودي يدق طبول الشروق
أراه بالعين لا بالحلم يسبح في أفقي
فارشاً أجفاني فوق أجنحة اللحظة ؟
يداري على عيني لتظل مضاءة بالصقور
في مرآتي أرض وسماء وصوت
وفي نهاري بيت وباب وحقل حمام

محمدأبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى