عصري فياض - عينان تنفذان إلى الروح

قلتُ أن لستُ مثلهم، فبصري يرنوا إلى الروح، فأرى فيكِ ما لا يراه البشر...
لا تستهويني مفاتن ستبلى ،أو قسمات ستفنى ،أو خُصَلُ شعر ستبيض، أو قوام يمشي على الأرض مرحا سينحني يوما بمرور الزمن.......
كل هذا لا أفرد له الكلمات ، ولا يسيل له لعاب قلمي لأملأ الصفحات، فكل ذلك قشورٌ سيغيبها الثرى، وستأكلها القبور.... إنما أكتب للروح ... أكتبُ حيث يعبر ضوء عيني .... إلى من تعهد الخالق بحفظ سرها، وجلّت قدرته في موعد بثها، وعظمت عزته لحظة انتزاعها، وفيمن أيقنت الخلائق بنصاعة طهرها
أكتب عن الروح الشفافة التي تسمو إلى قمة الوجدان، عذبة تروي بزلال القناعة والرضا عطش الظمآن، حلوة تُغني عن مجموع الجمال المبثوث في الأكوان...
اكتب للروح ِ المجندة ِبأمر ربها ،تتألف حيث يشاء،وتتخالف حيث يريد....فالروحُ نورٌ لا يراها أعمى البصيرة، ولا يستمتعُ بحلاوتها فاقدِ الذوق ِ والإحساس
ولا يعشقها إلا من إختار لنفسه حباً بدون نهاية ، وما دون ذلك وهم لا محالة زائل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى