إبراهيم العميم - تحت ظل القوافي

للصعاليك تحية تقدير وإجلالٍ

للحاملين الرايات من بطون المعاني

من جاوزوا زمنهم عدوًا

على الأقوال والأفعال

من قابلهم صار بعدهم

في ميزان الإبداعِ

صفوا ووقفنا؛ تعظيمًا لمعانيهم

لقد أعجزوا من بعقله لسان

ومن في عينيه كتاب

يخشاهم الطاغوتُ

تهرب منهم العنقاءُ

يسكنهم الموتُ

والبحر يلطمُ خوفًا من الصدامِ

تُحْيِي طلعتهم حقوق الحقِ

ويغدو الظلم أمامهم صريعًا جبانًا

قالوا عصر جهل

ما قبل نبوة

كيف ذا ؟!

وهؤلاء السمر للإنسانية رسل

أرسوا للكون أشراط حياة وإنصافٍ

قدّموا أرواحهم فداء للشقاءِ

دواوينهم

روح حريةٍ

مخاض قانونٍ

ثورة على الناموس

والعادات والتقاليد

على المال وكدسته

والخوف والإذلال

دعك من مجد تليدٍ

تنصّل من عرق نبيلٍ

كل الحيوات لهم أصل ونسل

الوحش صار له غصنٌ

في شجرة العائلة

هو الأهلُ

طلل أوقفهم لا..

ما أبكاهم دارسٌ أو وشمُ

لا غلمان لا خمر

جاء بهم العباسيون رُكضًا

عجم أساورة معاولهم

هذيان وهدمٌ

حتى آية اللَّه في سورهِ

لم تسلم من النبز والشتمِ

جَمَلٌ من سائر الحيوان جنسه

هل لو كان فيلًا

اِرتدَّ متقدِّمًا ومتحضِّرًا

لا زالت فلول جواحشهم تنهشُ

ما تبقَّى من عظام العُرْبِ

تلعق ترابًا مشى عليهِ

هاتك العرض والشرفِ

كأني خرجت عن النصِّ

أو أن غبار العمر اعتلاه غبشٌ

حقٌّ عليَّ ولي حقُّ

للجمع وشتاتهم نصيب وسهمُ

للحيوان بيننا حقوق وعهدُ

لعمرك ما أعظم من أنْ

تقسم جسدك في جسوم كثيرةٍ

وتُوْثِرُ قبرك في بطون الضواري

تصادق الجبال والكثبان والليلَ

وخليلك الغول والوحش والعشبُ

تهدي قدميك للريح عدوًا

وتسبق الضوء في التفاتٍ

غازلوا الطبيعة كأجمل غادةٍ

فتفلقّت فلوات الجفافِ

ليلكًا وزنبقًا وقيقبًا

فجروا الوديان أنهارًا

وأمطروا الأرضَ

صيب القصائدِ

فغدت الصحراء غابةً

تحت ظل القوافي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى