يمتد الأفق لك .. الفضاء الرحب يخبؤك خلف الغمام بين النجوم .. كلما تخاطرت مع طيفك . .. رأيت نورا وبهاء وحياة ,,, تسافر في عمق البحر .. أو نجمة تضيء دروب السفر إلى زمن الرؤيا ,,, كلما رحبت بقدومك ,,, غطت المزن وجهك ,,, وطافت بك فوق صحارى لا ترتوي ,,,
مرة في شكل ملكة البحر ,,, يبرز نصفها الأعلى على صفحة الماء ,,, معلنة كل المحيطات وطنا في مملكتها.. لكن في بقعة من اليابسة .. تجلس على عرش ,, مرتفع من الاخشاب والقش,, تحيط به أشجار باسقة... ذلك هو عالمها ,,, نهر يمتد حتى آخر الحقول ,,, وعلى حافتيه نخيل وأشجار واعشاب ,,, وعصافير تشقشق كل صباح .. تسافر فوق الحقول ,,, وتعود مع الشفق إلى اعشاشها ,,, وفي مواسم الحصاد يأتي الغجر إليها مع نسائهم وأطفالهم ليحطوا الرحال .. لا يكلون ولا تهدأ رقصاتهم عند كل مساء.. بعد يوم من العمل في حقول على امتداد النظر .. مواسم الحصاد تحيي روح الفرح ,,,, تجدد معنى الوصال .. وايقاع حياتهم تتراقص معها حتى الأشجار ...يعيشون في بيوت من القش ويشربون من أطراف النهر .. حياتهم بسيطة لكنهم يرون مواسم الحصاد والحقول الخضراء هي جنة الله الموعودة ... لا يرون راحة الأجسام وصفاء الأبدان وحسن الملبس دليل رخاء ... لهم نظرة أخرى .. الفرح وراحة البال وأصوات الخلاخل و رقصات الصيف والحل والترحال هي الحياة الموعودة قرب النهر ومملكة الحصاد .. وعرشها المرفوع على أعمدة الأشجار الباسقة .. وحراسها ومعبدها .. وصوت البلابل وهديل الحمام موسيقى روض على الدنيا .. لذلك يرقصون في مرح ... بعد يوم شاق في الحقول ,,, يدخرون من القمح يحملونه على ظهورهم عند العودة ....
ذات صيف اشتدت حرارته .. شب حريق التهم مملكة الحصاد .. احترقت الأعشاب والحشائش والأشجار المحيطة بالعرش ... غادرت الملكة إلى مكان ما.. بين النجوم أو في أعماق البحر ... جاءت النار على الحقول ,,, بددت آمال السفر إلى مواسم الحصاد .. تحولت أفراحهم إلى دموع والم .. باعت الغجرية آخر خلخال .. فلم تعد تحتفظ به وهو هويتها .وروحها وعنوان حبها وشغفها للسفر وجرس يسمعه القاضي والداني ان الغجريات قادمات .. هذا صوت خلاخيلهن .. لم تعد بحاجة إليه .. فالرقص فرح المواسم ... والمواسم ما عادت تأتي.
د. عبدالله عوبل
مرة في شكل ملكة البحر ,,, يبرز نصفها الأعلى على صفحة الماء ,,, معلنة كل المحيطات وطنا في مملكتها.. لكن في بقعة من اليابسة .. تجلس على عرش ,, مرتفع من الاخشاب والقش,, تحيط به أشجار باسقة... ذلك هو عالمها ,,, نهر يمتد حتى آخر الحقول ,,, وعلى حافتيه نخيل وأشجار واعشاب ,,, وعصافير تشقشق كل صباح .. تسافر فوق الحقول ,,, وتعود مع الشفق إلى اعشاشها ,,, وفي مواسم الحصاد يأتي الغجر إليها مع نسائهم وأطفالهم ليحطوا الرحال .. لا يكلون ولا تهدأ رقصاتهم عند كل مساء.. بعد يوم من العمل في حقول على امتداد النظر .. مواسم الحصاد تحيي روح الفرح ,,,, تجدد معنى الوصال .. وايقاع حياتهم تتراقص معها حتى الأشجار ...يعيشون في بيوت من القش ويشربون من أطراف النهر .. حياتهم بسيطة لكنهم يرون مواسم الحصاد والحقول الخضراء هي جنة الله الموعودة ... لا يرون راحة الأجسام وصفاء الأبدان وحسن الملبس دليل رخاء ... لهم نظرة أخرى .. الفرح وراحة البال وأصوات الخلاخل و رقصات الصيف والحل والترحال هي الحياة الموعودة قرب النهر ومملكة الحصاد .. وعرشها المرفوع على أعمدة الأشجار الباسقة .. وحراسها ومعبدها .. وصوت البلابل وهديل الحمام موسيقى روض على الدنيا .. لذلك يرقصون في مرح ... بعد يوم شاق في الحقول ,,, يدخرون من القمح يحملونه على ظهورهم عند العودة ....
ذات صيف اشتدت حرارته .. شب حريق التهم مملكة الحصاد .. احترقت الأعشاب والحشائش والأشجار المحيطة بالعرش ... غادرت الملكة إلى مكان ما.. بين النجوم أو في أعماق البحر ... جاءت النار على الحقول ,,, بددت آمال السفر إلى مواسم الحصاد .. تحولت أفراحهم إلى دموع والم .. باعت الغجرية آخر خلخال .. فلم تعد تحتفظ به وهو هويتها .وروحها وعنوان حبها وشغفها للسفر وجرس يسمعه القاضي والداني ان الغجريات قادمات .. هذا صوت خلاخيلهن .. لم تعد بحاجة إليه .. فالرقص فرح المواسم ... والمواسم ما عادت تأتي.
د. عبدالله عوبل