محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - جلست كعادتها شعرها للخلف ، كامرأة على اُهبة عراك

جلست كعادتها
شعرها للخلف ، كامرأة على اُهبة عراك
على الاريكة
ازاحت ثياب ، فوضى اوراق
وراحت تُدخن
قالت أن المساء اليوم يشي بالحُب
اومأت
قالت أنها
اشترت كتابا لدوستفسكي
لكنني لم اضحك بل مدحته
لم اقل أنني لا اُحب كاتب يغلق النوافذ ، ويحبسنا برفقة انفسنا
الجحيم موجود دائماً
لكننا لا يجب أن نترك له فرصة ليعلق بالبنطال
انها امرأة شرسة ، كحر الواحدة ظُهراً
راحت وهي تمسح على شعري
تُحدثني عن العالم ، عن جوع الارصفة ، عن حُلمها في صباحها بالمُدن الزجاجية ، عن الله
والفتاة الصالحة في ألبوم صورها القديمة
وكم كانت مُغرمة بحدة سيمون
وحزن آنا كنغستون
كم كرهت نيتشة وشوبنهاور ، وكل اولئك القتلة من الذكورين
تنهدت انا
جُرحت هي
حاكمت تلك التنهيدة
لامتني لأنني دافعت عن نيتشة بتنهيدة
كانت امرأة تُريد أن تضع النساء على قمم الهملايا ، هي التي لا تُجيد حتى اعداد الشاي
تُريد أن تفتح الجحيم على شرفة الرجال
هي التي تفتح فمها بصعوبة عندما تُقبل ، عندما تتحدث عن الله ، وعندما تلمح كلبا في بداية الطريق
كنت عالقا في حمالة صدرها
بينما هي عالقة في الكاس ، في عجزها كاُنثى
من الصعب اقناع احدهم بأن الحروب لا تُخاض بالعصا ، في كواليس الرغبة
وأن رجلا وامرأة
يجلسان في شقة فارغة
يجب أن يخلعا كل شيء
وأن الخمرة اكثر حقيقة من الكتاب
والافخاذ هي اصدق ما نملك حولنا
لكنها ظلت تُثرثر
تركت لها عضوي على الطاولة ونمت
وفي الصباح
قررت أنني ساُصيد في المرة القادمة امرأة بلا لسان
من يحتاج الى لسان
في شقة فارغة ، وزجاجتان من الخمرة
والخميس معلق على مقبض الباب

عزوز
  • Love
التفاعلات: سالم عقراوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى