هاني أبو مصطفى - صيحة مُفلس

إني سأفتحُ للنهايةِ بابي
شرفُ المُعلّمِ في دمِ الطُّلابِ
أفلستُ في هذا العراق
ولم أجد
في دينهِ أملًا
من الأربابِ
حتى الهروب يُريدُ مُعجزةً لكي
أنجوْ بهِ وأفرّ من أسبابي
أنا صرتُ أشبهُ عاهرًا
في غُرفةِ القوّادِ نُسواني
معي أحزابي
ويئستُ لولا جاءني من داخلي
صوتٌ أعاد لأحرُفي إعرابي
ناديتُهُ والخوفُ كان مُهيمنًا
فوقي كخوفِ الناس من إرهابي
ضاع العراقُ وضاع فيهِ كتابي
حتى كأني ظبيةٌ في الغابِ
كم للوحوشِ تجولُ في أعتابهِ
تحت المنايا دُمّرت أعتابي
كان العراقُ هو الوحيد وكان من
أسرارهِ قد حُفّ بالإعجابِ
ولهُ الحياةُ وعنهُ ما ابتعدت لذا
غَمَرَتْهُ بالأقدارِ والترحابِ
ورمت إليهِ كنوزَها لو لم يكن
مُستوجبًا ما فاز بالألقابِ
ملكُ الحضاراتِ العظيمةِ دائمًا
أوتارُهُ للآن من زريابِ
أكبرْتُهُ وأخافُ من إكبارهِ
وعبدتُهُ وأخافُ من محرابي
وطنٌ بحجمِ الكونِ كيف يليقُ بي
وأنا الأقلُّ مكانةً بصحابي
من أين جاء الأدعياءُ إلى متى
يتقاسمون بهِ جميعَ شبابي
سىرقوهُ ماتركوا لهُ من حيلةٍ
باعوهُ وا همّي ونار عذابي
أتعودُ يامأوى الوجودِ لنحتفيْ
برؤاك مشتاقٌ أنا لتُرابي
لطفولتي والطاقِ كنا صبيةً
كالأولياءِ السادةِ الأقطابِ
كنا الصفاءَ ولم يُدنّس صدقُنا
والآن أصبحنا مع الكذّابِ
والآن مختلفين نقتلُ بعضَنا
ودماؤنا فاضت من الأكوابِ
قل للسياسةِ أن تُغادرَ أرضَنا
سنعيشُ دون سياسةٍ وخرابِ
سنعيشُ متفقين تلك هيَ التي
فيها ابتدأنا دون أيّ حرابِ
بغدادُ تجمعُنا وطاب حسابُها
وكذاك يابغدادُ طاب حسابي
إني شغوفٌ والبلادُ حبيبتي
ما لي سواها معشرَ الأحبابِ
وأنا كأُستاذٍ بمدرسةِ الهوى
وقصائدي أبدًا بها أحبابي
دمعي عراقيٌّ لذلك أغرَقَتْ
صُوري مواطنَ أغلبِ الكُتّابِ
أيضيعُ فيهِ شموخُهُ ومدارُهُ
هذا التصوّرُ نكسةٌ وتغابي
أأنا انفجرتُ فصاح بي لم تنفجر
بل كُنتَ تنقلُ للزمانِ خطابي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى