أصابني اليأسُ أم أبدلتُ إيماني
أم ضاع من بعدِ طولِ الصبرِ عرفاني
أحلامُ ذاك التمنّي لم تعُد بيدي
وأُغلقت في حياتي كُلُّ بيباني
وكُلّما استطردتني نارُ أخيُلتي
وجدتُ ذاتي على أطرافِ بُركانِ
اصبرْ يقولون لا يدرون أنّ دمي
كأنهُ خشبٌ في تلِّ نيرانِ
وأنّ أفكاريَ البيضاءَ فاشلةٌ
جدًّا وأصبح توفيقي كخُسراني
أنا المُحاصَرُ حتى في مُغامرتي
وليس ليْ في بلادي غيرُ أحزاني
ما حالفَ الحظُّ تاريخي أليْ قدرٌ
أعمى وهل ماتت الحُسنى بأوطاني
لاصحّتي ساعدتني كي أطيرَ بها
كما الطيورِ التي من غيرِ أغصانِ
ولا نزلتُ بدارٍ أستقرُّ على
جناحِها وعيوني ملءُ أجفاني
الليلُ يمضي وبيْ من غُصّتي وجعٌ
ضيقًا أُلاقيهِ محسورًا ويلقاني
ناديتُ أهلي العراقيين هل فُرِجَتْ
قالوا وقد زاد ما قالوا بإيقاني
نعم ستُفرجُ يا ابنَ الكلبِ قلت وهل
يدري بشدّةِ سجني مثلُ سجّاني
سفينتي تركتني ليتها انتظَرَتْ
مجيءَ نُوحي ولم تغدر بقُبطاني
إنّ الوحيدَ الذي مازال يصحبُني
رَغم الرزايا وما كابدتُ شيطاني
مِن أين جاءوا إلينا إنهم زُمَرٌ
من الحُثالاتِ واستوصوا بِقُطعاني
السارقين نخيلي لستُ أذكُرُهم
أسماؤهم دونما صرفٍ بميزاني
والقاتلين أخلّائي بلا سببٍ
مَن سوف يُرجعُ بعد القتلِ خلّاني
أنا كحسّان لمّا جاء أحمدُ لم
يصبرْ فأنشدَ لا عُوفيتَ حسّاني
أنا كيوسُفَ لكني بلا حُلُمٍ
أخافُ منهُ على نفسي وإخواني
ومُنذُ قُرحةِ يعقوبٍ أجزتُ لهم
أن يحرقوا قبلَ وقتِ النومِ قُمصاني
لكنهم لم يتوبوا من قساوتِهم
بحيثُ أصبحتُ موقوفًا لجيراني
ماذا سيفعلُ قرنُ الشرِّ في وطني
وفتنةُ العِجْلِ لم تُختم بقُرآني
عجيبةٌ هذهِ الأقدارُ ما بَرِحَتْ
مِن أن تطالَ من الدنيا بإذعاني
بَغَتْ على رحلتي فيها أتطلُبُني
ثأرًا لكي تتشفّى وهيَ تغشاني
تأتي بأتفهِ تفسيرٍ لتُقنِعَهم
بأنها أكرمتني دون نُقصانِ
وهم كذلك من أتباعِ نقمتِها
لايستريحون إلا عند هِجراني
لم يبنوا إلا خرابًا لا زوالَ لهُ
سيوفُهم مُشْرَعَاتٌ قبل نُكراني
بالأمسِ نادى عليهم سيّدٌ عَلَمٌ
كان الجوابُ سهامًا يا ابنَ عدنانِ
منافقون فيا ربَّ الحُسينِ كفى
خُذْهُم كأعداءِ موسى أخذَ طُوْفَانِ
وقل لبغدادَ أن تختارَ رقصتَها
وأن تُغنّيْ لإصلاحٍ وعُمْرَانِ
أنا طبيعةُ فنّانٍ لهُ صلةٌ
بالأرضِ لكنها خانت بِفَنّاني
ماذا جرى حين أبدلتُم جريدتَهُ
بلوحةٍ لم تكُن من فنِّ سيزانِ
حسبي أجيءُ بأخبارِ الذين مضوا
وقد طويتُ عليها ألفَ بُرهانِ
الكُفْرُ بالناسِ أحيانًا بريقُ تُقىً
لقد بعُدتُ فمَن للناس أدناني
ومَن أباح أناشيدي إلى زمنِ
الفوضى وأرخصَ للواطين ألحاني
أبكي عليك أبا النهرين يحملُني
هذا البُكاءُ إلى مَنْ فيك أبكاني
خانوك وابتاعك الجاثون وا أسفًا
تُباعُ صحوةُ قدّيسٍ لسكرانِ
أنا سُليمانُ والعفريتُ صاح بهم
هذا النبيُّ الذي بالحُبِّ أوصاني
فصحتُ فيهِ وفيهم والإلهُ معي
أصيحُ والشوقُ ملئي صيحةَ الجانِ
أُريدُ بلقيسَ لاقصرًا ولا خَدَمًا
بلقيسُ ماعشقت إلا سُليماني
خذوا كنوزي ومحرابي وما ملكت
يدي ولكن أعيدوها لأحضاني
هاني أبو مصطفى
أم ضاع من بعدِ طولِ الصبرِ عرفاني
أحلامُ ذاك التمنّي لم تعُد بيدي
وأُغلقت في حياتي كُلُّ بيباني
وكُلّما استطردتني نارُ أخيُلتي
وجدتُ ذاتي على أطرافِ بُركانِ
اصبرْ يقولون لا يدرون أنّ دمي
كأنهُ خشبٌ في تلِّ نيرانِ
وأنّ أفكاريَ البيضاءَ فاشلةٌ
جدًّا وأصبح توفيقي كخُسراني
أنا المُحاصَرُ حتى في مُغامرتي
وليس ليْ في بلادي غيرُ أحزاني
ما حالفَ الحظُّ تاريخي أليْ قدرٌ
أعمى وهل ماتت الحُسنى بأوطاني
لاصحّتي ساعدتني كي أطيرَ بها
كما الطيورِ التي من غيرِ أغصانِ
ولا نزلتُ بدارٍ أستقرُّ على
جناحِها وعيوني ملءُ أجفاني
الليلُ يمضي وبيْ من غُصّتي وجعٌ
ضيقًا أُلاقيهِ محسورًا ويلقاني
ناديتُ أهلي العراقيين هل فُرِجَتْ
قالوا وقد زاد ما قالوا بإيقاني
نعم ستُفرجُ يا ابنَ الكلبِ قلت وهل
يدري بشدّةِ سجني مثلُ سجّاني
سفينتي تركتني ليتها انتظَرَتْ
مجيءَ نُوحي ولم تغدر بقُبطاني
إنّ الوحيدَ الذي مازال يصحبُني
رَغم الرزايا وما كابدتُ شيطاني
مِن أين جاءوا إلينا إنهم زُمَرٌ
من الحُثالاتِ واستوصوا بِقُطعاني
السارقين نخيلي لستُ أذكُرُهم
أسماؤهم دونما صرفٍ بميزاني
والقاتلين أخلّائي بلا سببٍ
مَن سوف يُرجعُ بعد القتلِ خلّاني
أنا كحسّان لمّا جاء أحمدُ لم
يصبرْ فأنشدَ لا عُوفيتَ حسّاني
أنا كيوسُفَ لكني بلا حُلُمٍ
أخافُ منهُ على نفسي وإخواني
ومُنذُ قُرحةِ يعقوبٍ أجزتُ لهم
أن يحرقوا قبلَ وقتِ النومِ قُمصاني
لكنهم لم يتوبوا من قساوتِهم
بحيثُ أصبحتُ موقوفًا لجيراني
ماذا سيفعلُ قرنُ الشرِّ في وطني
وفتنةُ العِجْلِ لم تُختم بقُرآني
عجيبةٌ هذهِ الأقدارُ ما بَرِحَتْ
مِن أن تطالَ من الدنيا بإذعاني
بَغَتْ على رحلتي فيها أتطلُبُني
ثأرًا لكي تتشفّى وهيَ تغشاني
تأتي بأتفهِ تفسيرٍ لتُقنِعَهم
بأنها أكرمتني دون نُقصانِ
وهم كذلك من أتباعِ نقمتِها
لايستريحون إلا عند هِجراني
لم يبنوا إلا خرابًا لا زوالَ لهُ
سيوفُهم مُشْرَعَاتٌ قبل نُكراني
بالأمسِ نادى عليهم سيّدٌ عَلَمٌ
كان الجوابُ سهامًا يا ابنَ عدنانِ
منافقون فيا ربَّ الحُسينِ كفى
خُذْهُم كأعداءِ موسى أخذَ طُوْفَانِ
وقل لبغدادَ أن تختارَ رقصتَها
وأن تُغنّيْ لإصلاحٍ وعُمْرَانِ
أنا طبيعةُ فنّانٍ لهُ صلةٌ
بالأرضِ لكنها خانت بِفَنّاني
ماذا جرى حين أبدلتُم جريدتَهُ
بلوحةٍ لم تكُن من فنِّ سيزانِ
حسبي أجيءُ بأخبارِ الذين مضوا
وقد طويتُ عليها ألفَ بُرهانِ
الكُفْرُ بالناسِ أحيانًا بريقُ تُقىً
لقد بعُدتُ فمَن للناس أدناني
ومَن أباح أناشيدي إلى زمنِ
الفوضى وأرخصَ للواطين ألحاني
أبكي عليك أبا النهرين يحملُني
هذا البُكاءُ إلى مَنْ فيك أبكاني
خانوك وابتاعك الجاثون وا أسفًا
تُباعُ صحوةُ قدّيسٍ لسكرانِ
أنا سُليمانُ والعفريتُ صاح بهم
هذا النبيُّ الذي بالحُبِّ أوصاني
فصحتُ فيهِ وفيهم والإلهُ معي
أصيحُ والشوقُ ملئي صيحةَ الجانِ
أُريدُ بلقيسَ لاقصرًا ولا خَدَمًا
بلقيسُ ماعشقت إلا سُليماني
خذوا كنوزي ومحرابي وما ملكت
يدي ولكن أعيدوها لأحضاني
هاني أبو مصطفى