السياحة الايكوثقافية.. تجارب رائدة - بنيامين يوخنا دانيال

تزخر الكثير من الدول بتجارب رائدة و ناجحة على طريق السياحة الايكوثقافية , سبيلا للاستدامة , و التي صارت مطلوبة و ملحة فيما يخص المجالات الثقافية و البيئية و الاقتصادية و الاجتماعية و غيرها . . و يتحقق ذلك من خلال الاستغلال الأفضل للموارد الثقافية و الطبيعية المتوفرة في منطقة ما ( معا ) و ( جنبا إلى جنب ) ( مثل المنتجات الحرفية اليدوية , قرى المجاميع العرقية المتميزة , ينابيع المياه المعدنية , الشلالات , التكوينات الجيولوجية الغريبة , الانظمة البيولوجية الغنية , التشكيلات المرجانية الجذابة , و الطقوس و الشعائر الاثنية للمجاميع الاصلية ... الخ ) , و الحيلولة دون نضوبها و تراجعها , مع التركيز على الهشة و المهددة منها , و الدفع باتجاه إشراك المجتمعات المحلية في المناطق التي تشهد ظهور و نمو هذا النمط السياحي في الأنشطة السياحية ( إرشاد و دلالة , إيواء , إطعام و شراب , و برامج ثقافية و فنية ... ) , و بطريقة مستدامة , و دون المساس بخصوصياتهم و بالحد من السلبيات , و إيجاد السبل الكفيلة بتصريف السلع المنتجة محليا من قبل الافراد و الاسر المنتمية إلى هذه المجتمعات من أجل النهوض بواقعها الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي , و استحداث منتجات سياحية جديدة و جاذبة , و إيجاد قنوات فعالة لتسويقها داخليا و خارجيا . كما هو الامر في بلدة روشيا مونتانا برومانيا التي كانت في الماضي البعيد مستوطنة مرتبطة بالتعدين و التنقيب عن الذهب و الفضة , و حتى عام 2006 عندما أنهيت هذه النشاطات الصناعية و إلى الابد , لما أضرته بالبيئة و الأنظمة البيولوجية المنتشرة فيها , و ما خلفته من تلوث و بدرجات عالية لا يمكن السكوت عنها . و تم التوجه إلى إصلاح و تدارك الاثار السلبية الناجمة عن ذلك , و إنقاذ ما يمكن إنقاذه من موارد طبيعية و تنميتها و توظيفها في السياحة , و الاهتمام بالمكونات العديدة و المتميزة للتراث الثقافي لبلدة روشيا مونتانا من خلال إنشاء المتاحف و ترميم المنازل و المباني العتيقة التي تعتبر معالم بارزة في البلدة . مع إقامة مختلف البرامج و المهرجانات الثقافية التي تبرز هذا التراث و تعريفه للزوار و السياح من مختلف بلدان العالم . . مع إيجاد فرص عمل دائمية و مؤقتة جديدة لسكان البلدة تعويضا عن الفرص التي خسروها جراء إنهاء أعمال التنقيب و التعدين . و أيضا حول بحيرة فيديرسي في المانيا المنتمية إلى الشبكة الايكولوجية الأوروبية و منذ عام 2000 , لما تزخر به من طيور و حيوانات و نباتات نادرة و مستنقعات مائية جاذبة للسياح الذين يجدون فيها ضالتهم , فيمارسون فيها شتى أنواع الرياضات و الهوايات المائية من صيد السمك و السباحة و ركوب الزوارق اليدوية , بالإضافة إلى كم هائل من الاثار و البقايا التاريخية التي تعود بعضها إلى العصر الحجري و العصر البرونزي . و أيضا حول بحيرة ليس دي شابلاين الفرنسية الغنية بالآثار من العصر الحجري الحديث و العصر البرونزي , بالإضافة إلى الأنظمة الايكولوجية الغنية بشتى أنواع الحياة النباتية و الحيوانية التي تشكل مغريات ( مجذبات ) طبيعية و ثقافية قوية بالنسبة للأشخاص الذين ينشدون السياحة الايكوثقافية .

1666171222881.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى