عبدالحميد شكيل - قسنطينة..

أطل على مدينتي..
لا الريح تدركني،
ولا المغيب..
ولا غمازة البحر،
التي في جبين "ولاّدةَ"
ولا نخلة الأندلس،
وهي تطلب دمها الموزع،
على غصون الموج
وساعات "عكا" القديمة،
أعلو مع سعف النخل،
وأهفو إلى غابات نفسي،
ويجرفني الحنين..
إلى درب ضيعني،
واستحب المكوث..
في أعالي سَرْوَةِ المعراج،
وأسلم صبوتي إلى فلك الغراب..
لا تحلق بعيدا،
إذا ما تنازعتكَ موجة الهتف،
وسيرة النعناع،
في درب "بونة" القديمة..
هدّني الوجد ..
وضيعني حنين المنفى،
وطارت عصافير الروح،
إلى دروب "سيرتا"
وإلى جسرها الأعلى،
والأقوى، على حمل هتافات روحى..
يا لغيران "واد الرمل.."
وهي تورطني، في مساءات الهديل،
أطل عليكِ..
ويفضحني الدمع،
وحنين الشوق، المعبق با لجوى..
كلما ذكرتها..
جرّحني الأسى،
وتناوشتني،
فيوضات المعنى،
وظل الطريق..
أطل عليها..
وأذكر ما تدلى على شرفات الجسر،
وما تناسته المراحل، والغياب..
وما كان عطر المحبة،
وسيرة العمر الطويل..
في "باب القنطرة.."
رمتني بنظرة، وغزرة..
وذابت في شفاف البرتقال..
علّقتْ قلبي، علي لون الحبال..
مضتٍ الأيام الجميلة..
ومازالت طيرا خرافيا،
يحلق في سموات قلبي..
وتخذلني الذكرى..
وأهتف.. أمازالت " ولاّدة"
كلما حان الموعد ..
ترشني بوردة..
وتطل عليّ من أعلى تلّة..
في سموات الصدى، والغياب..!!

عبد الحميد شكيل
02 من شهر جويلية 2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى