هاني رضيو عبدالله - امرأةٌ من صوف

أيقنتُ أنّ هُنا اختزلتُ بلائي
ماذا يرى مَن لايودُّ لقائي

أفهذهِ امرأةٌ وليستْ كوكباً
أمْ فوق معنى ما يقولُ الرائي

هل من وراءِ البحرِ أم من عُمقهِ
لا أدري أم خرجتْ من الصحراءِ

أنفٌ جميلٌ دونما عمليّةٍ
وفمٌ كما تُفاحةٍ حمراءِ

الشَّعْرُ كالجيشِ العظيمِ جرت لهُ

من خلفِها صُورٌ بلونِ الماءِ

خصرانِ مُستويان سبُحانَ الذي
رفعَ الجبالَ على يدِ الحوراءِ

وأمامَها قمرانِ كانا كلما
تخطو وبينهما طريقُ سماءِ

يهتزُّ شيءٌ لا أراهُ بناظري
قلبي يرى ما لايرى نُظَرَائي

ضاقت عليها بدلةٌ لو أنها
فُرِجَتْ لضاعت هيبةُ العُظماءِ

ما أبعدَ الفقهاء
عن نظريةِ النسوانِ
لم يقفوا على الأجزاءِ

لو يبحثون يُدقّقون مباحثاً
عنهُنّ لا نتقموا من الفُقهاءِ

فيهنّ أسرارُ الحياةِ وخوضُها
وحقائقُ التكوينِ في الأشياءِ

والمرأةُ التي قد أتتْ فرأيتُها
عِوَضاً أتت كرسولةٍ لنساءِ

أحلى من الدنيا وهل من واصفٍ
للدُّنيةِ المطويّةِ الملساءِ

بَصَرَي تناولها بكُلِّ رحابةٍ
وبوسعِ صدرٍ وافرِ الأجواءِ

مازلتُ صُوفيّاً أنا لم أنحرف
عن خرقتي وأنا من العُرَفاءِ

وأنا الفتى الحلاجُ لكن بيننا
فرقٌ هو المقتولُ بالأسماءِ

وأنا قُتلتُ ولم أمُتْ حتى أرى
شبحي يدورُ على فمِ الخُطباءِ

سلَبَتْ وجودي دون أن أدري بها
يا لي من المفتونِ بالحسناءِ

ويلاهُ قد ظهرَ الحبيبُ تجلّياً
أم فتنةٌ خطفتْ على أشلائي

واللهِ لن تجدوا سوايَ مُشاغباً
لعبَ الجنونُ بعقلهِ المشّائي

كالزّيرِ مُذ طعنوا كُليبَ بظهرهِ
غدراً أنوحُ وما التفتُّ ورائي

مرضي شديدُ البأسِ ألعنُ علّةٍ
وأخافُ إذ لا يعرفون دوائي

أنتِ اسمعيني لا تخافي واحداً
مثلي أليس الحُبُّ أتعسَ داءِ

لا تهجُري هاني الغريبَ فإنهُ
قدرٌ جديدٌ ليس كالشُّعراءِ

ولهُ كعنترةٍ مضاربُ عبلةٍ
لكنهُ ذو طلعةٍ بيضاءِ

لو تقبلين أُريدُ آخرَ قُبلةٍ
في الدهرِ تُشبهُ قُبلةَ الأُمَرَاءِ

وأُريدُ ديباجاً حريراً أخضراً
وعناقَ سيدةٍ بلا استحياءِ

وأُريدُ ناراً كي أقولَ لها احرقي
قلبي أمامَ الحُكمِ والحُكماءِ

ابتسمتْ وألقتْ ثوبَها فتفجّرت
قيمٌ تُثيرُ حفيظةَ الكُرَماءِ

فأخذتُ رُمحاً
باشطاً ووخزتُ أمعائي
فسال النورُ من أمعائي

مَن ذا يُبارزُني أمامَ حبيبتي
وأنا الخبيرُ بشهوةِ الأُدباءِ

وأنا العراقُ يفورُ في إلياذتي
ونهايةُ الدنيا التي بِرِدَائي

صنَعَتْ بيَ الأُنثى صنيعةَ يوسُفٍ
بزُليخةٍ وأبيهِ والفُقَراءِ

حواءُ حين هبطتُ مِن ذي جنةٍ
لولاكِ لم أهبطْ فيا حوّائي

ملعونةُ الأبوين . كيف
أضعتُ إيماني
وطار الذهنُ دون غطاءِ

وإلى هنا استيقظتُ من نومي ولم
أُدركْ تفاسيرَ الرؤى العصماءِ


هاني أبو مصطفى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى