محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ما زلتُ احاكم بالزندقة..

ما زلتُ احاكم
بالزندقة
محاكم التفتيش ، تُعري في القصيدة النساء
تفحص عذرية افواههن
وتحكم بحجم ما لفظوا من تأوهات ، واعترافاتِ بذيئة في ليالِ الضحك
محاكم التفتيش
تعلقني على المحرقة ، مثل كبشِ في مائدة عربية
حيث العُقالات
تسخر مني
و تصب نفطها في شعري المُجعد
ما زلتُ احاكم
وسيف الحجاج
يتأمل عنقي بشهوة قديمة ويشهق بشبق صاف كالموت
لو كنت الآن في بغداد
..... لو كنت
لكنني في السودان
في عاصمة تتبول على اطفالها ، اشكال متعددة للهويات
في عاصمة تُصاب بالامساك طويلاً
وتتغوط في اخر الامر
شُرطيا بخوذة سوداء
في عاصمة ، تعرض اسراها في التلفاز
باسعار رثة
حرية مقابل كل رصاصة
مازلتُ احاكم
ولكنني لن اكف عن الرقص
في صدر انثاي
و نهديها الضاحكين
لن اكف عن الرقص
في فمها المشبع بالكلمات الحامضة احياناً ، والمشبعة بالملح في احيان اخرى حزينة
لن اكف عن الرقص
في شهوات الشتاء المتفجرة كالغام قديمة
حيث تتناثر البيوت ، و الارصفة التي خبأتني من الحزن ، الاشجار التي سلفتني العصافير حين افلست جيوبي من الحبر
لن اكف عن الرقص
ها انتم من هناك
هدير الطغاة ، يندفعون كحربِ اهلية
والقياصرة
في مؤخرات الجنود
يلعبون الشطرنج ، يقتلون الجندي ، تلو الجندي ، ويضاجعون الجواري في اخر الكش
لن اكف عن الرقص
ها هم ، نساء اُخريات
يجربن ابتكار الملاحم ، يخن فينا الملاءآت بالامتناع
يسرقن من النافذة
الشرود
وانتظار الحنين العالق في كمين
لن اكف عن الرقص
هاهي المعابد ، تخلع احذيتها ، ونساءها اللواتي ادخرن العذرية للألهة
وتتسكع بحُزن
تريد ألهة أكثر رعباً
وأكثر حثاً على الحرق
لن اكف عن الرقص
لأن ابي قبل أن يفقد يديه ، في الاخشاب ، والعراكات اليومية على كيسِ خبز
كان وتراً
ناعم الملمس
ومفعما بالحديث
ولأن امي ، قبل أن تتعلم ان تُربي في جوعنا
قطعانا من القمح
كانت صَدفة ، وصديقة مُقربة للماء
ولأن سلالتي المنتهكة
كانت
اغنية
جربت أن تتسلق غُرف عشيق
واحرقتها محاكم التفتيش
لأنها
نسيت أن تدفع فاتورة جسدها
لفراش القسيس

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى