دخلنا الى القاعة المظلمة في قاعة المتحف، شاهدنا الحارس ينام تحت لوحة " غريت " ذات القرط اللؤلؤي، من دون غطاء، يفترش البلاط المرمري البارد، يضع يده اليمنى وسادة لرأسه.
كنا نريد ان نرتاح قليلا من عناء السفر عبر الجبال والوديان والبحار والمدن الثلجية، انا محدثكم الهواء وزملائي البرد والضباب والغبار، كنتُ الى وقتٍ قريبٍ، لا أحب سلوك الضباب وهو يضايق زميلنا البرد، انهما لا ينسجمان معا، فكنت حائلا بينهما.. القاعة مظلمة كما قلت لكم، وهذا يعني أن المدينة ترقد في النوم بسلام. أخذ كل واحد منا زاوية من القاعة، ننظر الى موجودات المتحف، كل اللوحات كانت لمشاهير نسائية خلدهن رساموها على القماش الى الابد، كنت القي بنظرات حزينة الى الحارس الخمسيني النائم بهذه الطريقة المريعة، يبدو انه ترك سريره في الكوخ القريب من المتحف وبقيت زوجته نائمة لوحدها، لينام هنا تحت لوحات الفتيات الجميلات، لكنني أستغرب انه اختار لوحة "غريت" لينام تحتها، غريت هو أسم الفتاة التي كانت تعمل خادمة في بيت الرسام الهولندي يوهانس فيرمير، ولما أرتدت قرطي زوجته اللؤلؤي، صعق الفنان من جمال خادمته، فرسمها وخلدها، كانت الفتيات قد تحررن من السكون الذي وضعن فيه، فأخذن يتحدثن بهمس مع بعضهن البعض، لا نعرف المغزى من وجود الحارس نائما في القاعة، غير أن وجوده كان يبعث على الاسى، بقينا نراقب ما يحصل، وما إن مرت ساعة، حتى خرجت الفتيات من اطرهن الموضوعة لهن، نزعن ثيابهن التقليدية، وبقين بملابس خفيفة تكشف ارادفهن وصدورهن، جئن الى الحارس المسكين الذي كان يتقلب في منامه، أوعزت الى البرد أن يلتصق بجلود النساء حتى يبتعدن عنه، وطلبت منه ان يخاطب زملاءه للابتعاد عن فضاء الرجل النائم، ذلك لانني شعرت بان عظامه بدأت تصطك من شدة البرد، نحن الان في شهر نوفمبر البارد، في الخارج امطار غزيرة ، يبدو أن كوخ الحارس اكثر بردا من هذا المكان، ربما جاء الى هنا حتى يأخذ قسطا من الدفء، خرجت احدى الفتيات وهي تسمى "الموجا العارية" التي رسمها غويا فرانسيسكو، خرجت من الاطار، سارت حافية القدمين بنظرتها الشهوانية، تلك النظرة التي جعلت الكنيسة تمنع عرض لوحتها في القرن السابع عشر بسبب ما توحي اليه من الشهوة والفجور، تمددت الفتاة بجانبه، خاطبتها غريت وهي داخل الاطار بالابتعاد عنه فورا، لانه نائم تحتها، فردت عليها فتاة غويا الشهوانية " لماذا لا تنزلين اليه ما دمت حريصة على ان لا يقترب منه أحد " .. نزعت غريت قرطها اللؤلؤي وضربتها به فاصابت عين الموجا، فقالت لها المصابة بحدة " انت عبارة عن خادمة في بيت الرسام يوهانس ، وخلف الله على زوجته التي سرقت منها قرطيها ولبستيهما من دون علمها" ضحكت غريت وقالت لها " على الأقل أنا خادمة شريفة، ولم يلتقطني من الشوارع رسامك غويا ليخلدك، انت عبارة عن ساقطة لكن اللوحة رفعتك" .. ولما أستيقظ الحارس من النوم، وضعت فتاة غويا يدها على صدره، فوجئ الحارس شاعرا بالرعب، ضحكت الفتيات الاخريات، أراد البرد أن يتدخل ليفض النزاع ليذهب اليها حتى يجمد أطرافها وجسدها العاري، منعته من ذلك، كنت أريد أن أفهم مغزى ما تفعله هذه الفتاة مع الحارس، فوجئ الحارس بالفتاة جويا تنام بجانبه، نظر الى الأعلى بحب، حيث تجلس غريت الفتاة الخادمة، فابتسمت له هذه، اتكأ على الحائط وشبك ذراعيه حول ركبتيه، كان ينظر الى الفتاة والى الاخريات الضاحكات فقالت له " الجويا " اليوم يومي، لاتعبأ بهن، تعال يا حبيبي نم بجانبي، مضى وقت طويل وأنا لم أشم رائحة رجل، لقد وضعني رسامي الشاذ غويا في هذا الإطار الى الابد ، قبلته من خده ، " يا سلام كم أحب هذه الرائحة الزكية " ثم أطلقت ضحكت مدوية بصوتها العاهر، تصادى صوتها في القاعة، فتضاحكن معها، فقال لها الحارس " أرجوك انا جئت ألتمس الدفء فلا تتعبي نفسك " ضحكت فتاة القرط غريت بكل انطلاق وقالت " يا حبيبي انا سأدفئك " قال الحارس لفتاة غويا " انا رجل متزوج ولا أحب خيانة زوجتي " فقالت له الفتاة الشهوانية " انا مجرد لوحة خلدني هذا العار غويا وجعلني هكذا اشتهي الرجال،" .. عندئذ اوعزتُ الى الضباب بالتحرك فورا ليكون فاصلا بين الحارس وفتاة غويا، فغشي بصرها بكثافة وجوده الأبيض، فما عادت تراه، حتى صاحت " اين اختفى هذا الحارس اللعين؟ من أين جاء هذا الضباب؟ " ثم عادت الى مكانها داخل الاطار المذهب.
بعد قليل ترجلت من إطارها فتاة دافنشي التي يسمونها الموناليزا، ملابسها محتشمة بنية اللون، جلست على ركبتيها أمامه بعد انقشاع الضباب عنه، وضعت يديها على خديه وقالت له " أعرف لماذا تركت كوخك وجئت الى هنا، الى محبسنا الابدي، أنا فلاحة وأعرف دوافع السلوك ليس مثل هؤلاء النسوة الغبيات اللواتي لا يعرفن أي شيء من الحياة سوى التلذذ بصعق الرجال باجسادهن" بقيت أصغي الى هذه الفتاة الريفية الجميلة صاحبة دافنشي الذي وضع على ثغرها ابتسامة في لوحته، انشغل بها المعتوهون في كل انحاء العالم لتفسير ضحكتها أهي بحالة حزن أم فرح ؟ أقتربت، أنا الهواء من أنفاسها وشممت العبير الاخاذ ، رائحة الزهور التي تتطاير بسببها العقول وتفقد صوابها، ذلك لانها رائحة نفاذة، عميقة الغور في النفس، أشرت الى البرد، أن يعصف بالموناليزا لكي تعود الى مكانها، فجاء راكضا، دخل بين نهديها وفخذيها، فشعرت الموناليزا بالرجفة، نهضت ثم عادت الى مكانها داخل إطارها المذهب، بعدها نزلت صاحبة القرط "غريت" خادمة الرسام يوهانس ، خلدها الرسام بسبب براءة عينيها وجمال بشرتها الصافية، جلست بحضن الحارس وطوت ذراعها اليمنى حول رقبته، وقبلته من خده " اعرف لماذا نمت تحت اطاري يا حارسي المبجل ، انها ليلتي معك، ثم ادارت ظهرها وجلست كما لو كانت تعتلي حصانا، وشبكت ذراعيها حوله، وأخذت تلثمه بالقبل، تحرك الضباب، وبدأ يضايق عيني الفتاة، دخل في صدرها فبللهما، انتبهت الى انها بدأت لا تطيق هذا البلل، نهضت متذمرة فتضاحكت الفتيات متشفيات منها، عادت الى مكانها داخل الاطار، يجب أن أخبركم ، أنني أنا الهواء أعرف سيرة حياة هذا الحارس، أعرفها بدقائقها وتشعباتها، فقد رافقته في الحرب الطويلة التي اشتعلت بين بلاده وبلاد جارة لهم، تمتد حدودها الى ألف كيلومتر، رافقته عندما عبر حدود كردستان، ولما وصل الى تركيا، كان عنيدا ومصمما للوصول الى أوروبا مشيا، ولما يتعب لا يأخذه النوم كثيرا، كنت ابعد رائحة جسده عن انوف الحيوانات المفترسة، كنت انقل رائحته الى حقول الازهار البرية القريبة النائمة كي لا تشمه تلك الحيوانات، التي بدأت تبحث عنه، وخشيت أن تراقبه من بعيد، وقد تنصب له الكمائن ، كنت أصرف خياشيمها الى المياه الاسنة التي ألقيت فيها جثث قتلى من الحيوانات والبشر، فيهرعون اليها، بقيت حارسا لحياة هذا الجندي ، والذي هو أصلا رسام في وحدته العسكرية، كان يرسم قائدهم المعتوه، حتى تمكنت من إيصاله الى هذه البلاد بسلام ، التي تنعم بالحرية والسعادة والغباء، ستقولون لماذا هم أغبياء ما داموا ينعمون بالسعادة ؟ سأقول لكم ؛ لانهم لا يعرفون مصائب الحياة، مثلما يعرفها أولئك البشر الذين يحاربون الأعداء من دون أن يعرفوا سببا للحرب، السعادة تجلب الغباء"، ولما أنهيت كلامي، سمعنا صرير الباب يفتح بعنوة، جاءت زوجته هلعة مذ-عورة ؛ صاحت به " أنت تنام هنا وسريرك فارغ يا غبي " جلبت لها قليلا من عبير أنفاس الموناليزا ووضعته في أنفها، فصاحت " الان عرفت السبب ، إنك هنا بسبب هذه الرائحة الجميلة المنبعثة من كل مكان، ابتسمت الزوجة وشعرت انها أنغمرت بالرائحة، فخلعت زوجته الهولندية ملابسها، ونامت بجانب زوجها، وسط دهشة فتيات اللوحات، فهن لا يعرفن الأساليب التي تعرفها زوجة الحارس، غطت الفتيات وجههن وهن يتضاحكن بصمت من الطريقة التي أخذت بها زوجة الحارس تمارس الحب مع زوجها، ثم نامت بجانبه نوما هانئا الى الصباح.
كنا نريد ان نرتاح قليلا من عناء السفر عبر الجبال والوديان والبحار والمدن الثلجية، انا محدثكم الهواء وزملائي البرد والضباب والغبار، كنتُ الى وقتٍ قريبٍ، لا أحب سلوك الضباب وهو يضايق زميلنا البرد، انهما لا ينسجمان معا، فكنت حائلا بينهما.. القاعة مظلمة كما قلت لكم، وهذا يعني أن المدينة ترقد في النوم بسلام. أخذ كل واحد منا زاوية من القاعة، ننظر الى موجودات المتحف، كل اللوحات كانت لمشاهير نسائية خلدهن رساموها على القماش الى الابد، كنت القي بنظرات حزينة الى الحارس الخمسيني النائم بهذه الطريقة المريعة، يبدو انه ترك سريره في الكوخ القريب من المتحف وبقيت زوجته نائمة لوحدها، لينام هنا تحت لوحات الفتيات الجميلات، لكنني أستغرب انه اختار لوحة "غريت" لينام تحتها، غريت هو أسم الفتاة التي كانت تعمل خادمة في بيت الرسام الهولندي يوهانس فيرمير، ولما أرتدت قرطي زوجته اللؤلؤي، صعق الفنان من جمال خادمته، فرسمها وخلدها، كانت الفتيات قد تحررن من السكون الذي وضعن فيه، فأخذن يتحدثن بهمس مع بعضهن البعض، لا نعرف المغزى من وجود الحارس نائما في القاعة، غير أن وجوده كان يبعث على الاسى، بقينا نراقب ما يحصل، وما إن مرت ساعة، حتى خرجت الفتيات من اطرهن الموضوعة لهن، نزعن ثيابهن التقليدية، وبقين بملابس خفيفة تكشف ارادفهن وصدورهن، جئن الى الحارس المسكين الذي كان يتقلب في منامه، أوعزت الى البرد أن يلتصق بجلود النساء حتى يبتعدن عنه، وطلبت منه ان يخاطب زملاءه للابتعاد عن فضاء الرجل النائم، ذلك لانني شعرت بان عظامه بدأت تصطك من شدة البرد، نحن الان في شهر نوفمبر البارد، في الخارج امطار غزيرة ، يبدو أن كوخ الحارس اكثر بردا من هذا المكان، ربما جاء الى هنا حتى يأخذ قسطا من الدفء، خرجت احدى الفتيات وهي تسمى "الموجا العارية" التي رسمها غويا فرانسيسكو، خرجت من الاطار، سارت حافية القدمين بنظرتها الشهوانية، تلك النظرة التي جعلت الكنيسة تمنع عرض لوحتها في القرن السابع عشر بسبب ما توحي اليه من الشهوة والفجور، تمددت الفتاة بجانبه، خاطبتها غريت وهي داخل الاطار بالابتعاد عنه فورا، لانه نائم تحتها، فردت عليها فتاة غويا الشهوانية " لماذا لا تنزلين اليه ما دمت حريصة على ان لا يقترب منه أحد " .. نزعت غريت قرطها اللؤلؤي وضربتها به فاصابت عين الموجا، فقالت لها المصابة بحدة " انت عبارة عن خادمة في بيت الرسام يوهانس ، وخلف الله على زوجته التي سرقت منها قرطيها ولبستيهما من دون علمها" ضحكت غريت وقالت لها " على الأقل أنا خادمة شريفة، ولم يلتقطني من الشوارع رسامك غويا ليخلدك، انت عبارة عن ساقطة لكن اللوحة رفعتك" .. ولما أستيقظ الحارس من النوم، وضعت فتاة غويا يدها على صدره، فوجئ الحارس شاعرا بالرعب، ضحكت الفتيات الاخريات، أراد البرد أن يتدخل ليفض النزاع ليذهب اليها حتى يجمد أطرافها وجسدها العاري، منعته من ذلك، كنت أريد أن أفهم مغزى ما تفعله هذه الفتاة مع الحارس، فوجئ الحارس بالفتاة جويا تنام بجانبه، نظر الى الأعلى بحب، حيث تجلس غريت الفتاة الخادمة، فابتسمت له هذه، اتكأ على الحائط وشبك ذراعيه حول ركبتيه، كان ينظر الى الفتاة والى الاخريات الضاحكات فقالت له " الجويا " اليوم يومي، لاتعبأ بهن، تعال يا حبيبي نم بجانبي، مضى وقت طويل وأنا لم أشم رائحة رجل، لقد وضعني رسامي الشاذ غويا في هذا الإطار الى الابد ، قبلته من خده ، " يا سلام كم أحب هذه الرائحة الزكية " ثم أطلقت ضحكت مدوية بصوتها العاهر، تصادى صوتها في القاعة، فتضاحكن معها، فقال لها الحارس " أرجوك انا جئت ألتمس الدفء فلا تتعبي نفسك " ضحكت فتاة القرط غريت بكل انطلاق وقالت " يا حبيبي انا سأدفئك " قال الحارس لفتاة غويا " انا رجل متزوج ولا أحب خيانة زوجتي " فقالت له الفتاة الشهوانية " انا مجرد لوحة خلدني هذا العار غويا وجعلني هكذا اشتهي الرجال،" .. عندئذ اوعزتُ الى الضباب بالتحرك فورا ليكون فاصلا بين الحارس وفتاة غويا، فغشي بصرها بكثافة وجوده الأبيض، فما عادت تراه، حتى صاحت " اين اختفى هذا الحارس اللعين؟ من أين جاء هذا الضباب؟ " ثم عادت الى مكانها داخل الاطار المذهب.
بعد قليل ترجلت من إطارها فتاة دافنشي التي يسمونها الموناليزا، ملابسها محتشمة بنية اللون، جلست على ركبتيها أمامه بعد انقشاع الضباب عنه، وضعت يديها على خديه وقالت له " أعرف لماذا تركت كوخك وجئت الى هنا، الى محبسنا الابدي، أنا فلاحة وأعرف دوافع السلوك ليس مثل هؤلاء النسوة الغبيات اللواتي لا يعرفن أي شيء من الحياة سوى التلذذ بصعق الرجال باجسادهن" بقيت أصغي الى هذه الفتاة الريفية الجميلة صاحبة دافنشي الذي وضع على ثغرها ابتسامة في لوحته، انشغل بها المعتوهون في كل انحاء العالم لتفسير ضحكتها أهي بحالة حزن أم فرح ؟ أقتربت، أنا الهواء من أنفاسها وشممت العبير الاخاذ ، رائحة الزهور التي تتطاير بسببها العقول وتفقد صوابها، ذلك لانها رائحة نفاذة، عميقة الغور في النفس، أشرت الى البرد، أن يعصف بالموناليزا لكي تعود الى مكانها، فجاء راكضا، دخل بين نهديها وفخذيها، فشعرت الموناليزا بالرجفة، نهضت ثم عادت الى مكانها داخل إطارها المذهب، بعدها نزلت صاحبة القرط "غريت" خادمة الرسام يوهانس ، خلدها الرسام بسبب براءة عينيها وجمال بشرتها الصافية، جلست بحضن الحارس وطوت ذراعها اليمنى حول رقبته، وقبلته من خده " اعرف لماذا نمت تحت اطاري يا حارسي المبجل ، انها ليلتي معك، ثم ادارت ظهرها وجلست كما لو كانت تعتلي حصانا، وشبكت ذراعيها حوله، وأخذت تلثمه بالقبل، تحرك الضباب، وبدأ يضايق عيني الفتاة، دخل في صدرها فبللهما، انتبهت الى انها بدأت لا تطيق هذا البلل، نهضت متذمرة فتضاحكت الفتيات متشفيات منها، عادت الى مكانها داخل الاطار، يجب أن أخبركم ، أنني أنا الهواء أعرف سيرة حياة هذا الحارس، أعرفها بدقائقها وتشعباتها، فقد رافقته في الحرب الطويلة التي اشتعلت بين بلاده وبلاد جارة لهم، تمتد حدودها الى ألف كيلومتر، رافقته عندما عبر حدود كردستان، ولما وصل الى تركيا، كان عنيدا ومصمما للوصول الى أوروبا مشيا، ولما يتعب لا يأخذه النوم كثيرا، كنت ابعد رائحة جسده عن انوف الحيوانات المفترسة، كنت انقل رائحته الى حقول الازهار البرية القريبة النائمة كي لا تشمه تلك الحيوانات، التي بدأت تبحث عنه، وخشيت أن تراقبه من بعيد، وقد تنصب له الكمائن ، كنت أصرف خياشيمها الى المياه الاسنة التي ألقيت فيها جثث قتلى من الحيوانات والبشر، فيهرعون اليها، بقيت حارسا لحياة هذا الجندي ، والذي هو أصلا رسام في وحدته العسكرية، كان يرسم قائدهم المعتوه، حتى تمكنت من إيصاله الى هذه البلاد بسلام ، التي تنعم بالحرية والسعادة والغباء، ستقولون لماذا هم أغبياء ما داموا ينعمون بالسعادة ؟ سأقول لكم ؛ لانهم لا يعرفون مصائب الحياة، مثلما يعرفها أولئك البشر الذين يحاربون الأعداء من دون أن يعرفوا سببا للحرب، السعادة تجلب الغباء"، ولما أنهيت كلامي، سمعنا صرير الباب يفتح بعنوة، جاءت زوجته هلعة مذ-عورة ؛ صاحت به " أنت تنام هنا وسريرك فارغ يا غبي " جلبت لها قليلا من عبير أنفاس الموناليزا ووضعته في أنفها، فصاحت " الان عرفت السبب ، إنك هنا بسبب هذه الرائحة الجميلة المنبعثة من كل مكان، ابتسمت الزوجة وشعرت انها أنغمرت بالرائحة، فخلعت زوجته الهولندية ملابسها، ونامت بجانب زوجها، وسط دهشة فتيات اللوحات، فهن لا يعرفن الأساليب التي تعرفها زوجة الحارس، غطت الفتيات وجههن وهن يتضاحكن بصمت من الطريقة التي أخذت بها زوجة الحارس تمارس الحب مع زوجها، ثم نامت بجانبه نوما هانئا الى الصباح.