كرة القدم أ. د. عادل الأسطة - زين الدين زيدان

سأتابع هذه الأيام كرة القدم، كعادتي كل عامين وما بينهما، إذ أتابع مباريات كأس العالم ومباريات كأس أوروبا وبعض المباريات اللافتة. وسأحذو حذو بعض أدبائنا مثل محمود درويش والمرحوم اميل حبيبي ـ وربما كنت أتابعها من قبل أن يتابعوها ـ وسأتذكر مقالة محمود درويش عن (مارادونا) وهي مقالة لم يدرجها في أي من كتبه النثرية، وأظن أنها نقلت إلى الاسبانية والفرنسية. ولكن الذي أدرجها في كتاب هو المرحوم أبو عرفة صاحب وكالة أبو عرفة للصحافة والنشر، إذ أصدر كتاباً لدرويش عنوانه "في انتظار البرابرة" ضم مقالات عديدة ومقابلات للشاعر. (7891).
وسأقرأ مقالة درويش، من جديد، سأتوقف أمام بعض تساؤلاته مثل: ما هي كرة القدم هذه؟ ما هذا السحر الجماعي الذي لم يحل لغزه الشائع أحد؟ ولماذا لا تكون كرة القدم موضوعاً للفن والأدب؟ وسأتساءل هل كتب درويش شيئاً عن زيدان؟ أم أنه بعد أن كتب عن (مارادونا) ولاحظ ما فعله هذا في العام 1990 ـ حيث زار البراق ولبس القبة ولم يتعاطف مع الشعب الفلسطيني، على الرغم من الانتفاضة الأولى، واستمرار الاحتلال، ـ قرر ـ أي درويش ـ ألا يكتب عن شخص، لأنه قد يتحول 180 درجة.
ولا أعرف ما هي مواقف (زيزو) من الشعب الفلسطيني. وما أعرفه أن الرجل الذي ولد في فرنسا لأب ترك بلاده إبان حرب التحرير، عاد الى الجزائر شاباً ليلعب مع فريق رياضي هناك، فلم يلتفت إليه أحد. وسرعان ما عاد الى فرنسا، وأنجز ما أنجز، ليغدو حاله حال أبي فراس حين قال: سيذكرني قومي، وحال المقنع الكندي الذي قال: وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجداً! ومع ذلك، فثمة موقف نبيل لزيزو نذكره وهو أنه إثر الزلزال الذي دمر قرى في الجزائر، سعى الى اقامة مباراة يخصص ريعها لمساعدة المنكوبين، وهكذا لم يلجأ الى اهمال من أهملوه.
ولأنني لا أستطيع، حين أشاهد مباراة، أن أكون محايداً، فإنني أنحاز إلى جهة ما، وهذه الأيام أنحاز إلى زيدان. وأذكر أنني في العام 4791، انحزت إلى المانيا ضد هولندا، لأن الأخيرة انحازت، في حينه إلى اسرائيل، وأذكر ان الاسرائيليين كانوا، يومها، منحازين إلى هولندا، غير ناسين ما فعلته ألمانيا بهم، ابان الحكم النازي. طبعاً أنا لا أنسى أنني كنت في حينه أقيم في مخيم، وأنني كنت تحت الاحتلال الاسرائيلي، وأن المشاعر السياسية كانت تتسلل إلى قلوبنا لنحدد موقفاً، حتى ونحن نشاهد الرياضة.


عادل الأسطة
2004-06-20

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى