هاني رضيو عبدالله - في رثاء الشاعر الكبير عبد العزيز صالح المقالح .

في رثاء الشاعر الكبير عبد العزيز صالح المقالح ..

سلامٌ على عبدِ العزيز المقالِحِ
على كُلّهِ في كُلِّ تلك المطامحِ

على النخلةِ الكُبرى التي في بلادِنا
قريحتُهُ ليست كمثلِ القرائحِ

كأنّ رسولاً في تصاميمِ شاعرٍ
أتى في زمانٍ مُفعمٍ بالمذابحِ

فما جرّ سيفاً غاضباً بل قصيدةً
وكان تجلّى بالهدى والتسامُحِ

وسافر إبداعاً إلى كُلِّ بُقعةٍ
كما سافر الفنانُ فوق المسارحِ

مزاميرُهُ قد ترجمتها عيونُهُ
فأبصرَ عميانٌ بها في التلاقُحِ

تجسّد نصّاً صالحاً في حياتهِ
ليطمسَ في أوساطهِ كُلَّ طالحِ

عقيقٌ ثمينٌ عقلُهُ كان مُشرقاً
ومازال عن إشراقهِ غيرَ رائحِ

سرى عالميّاً حاملاً سرّ أرضهِ
إلى حيثُ ليلى في جميعِ المطارحِ

ولابد من صنعاء . هذا كلامُهُ
وهاهيَ تبكي اليوم فقدَ ابنِ صالحِ

كبيرٌ بمعنى الشعرِ أحيا بفكرهِ
شباباً ولم يحرم فتىً من نصائحِ

فُجعنا بموتٍ لم يكُن في حسابِنا
برمزٍ لهُ أعلى مقامِ الشرائحِ

توضّأ بالإبداعِ نوراً وقيمةً
وكان لهُ عزمُ الأميرِ المُكافحِ

على مُعجمٍ مُستحكمٍ في لُغاتهِ
وقافيةٍ مستورةٍ من فضائحِ

وشيخِ عطاءٍ ليس يشقى مُريدُهُ
تفرّد بالأعماق بين السوابحِ

وما جئتُ أُرثي واحداً ليس واحداً
لقد كان جيلاً كاملاً يا مدائحي

فقولي لهم . عبدُ العزيز منارةٌ
مُخلّدةٌ رَغم الأنوفِ الكواشحِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى