ماءالعينين بوية - علم نشيد و نصر

علم و إعلام:

thumb.php



هناك علم واحد أزعج الكثيرين، لأنه من الواضح أنه سيمنع لو كان نشر أو رفع في ميدان غير ميدان قطر، موقع فرانس 24 جاء بخبر رفع اللاعبين المغاربة راية فلسطين وهم يحتفلون بنصرهم، مع تعليق ختامي، ذكرت فيه أن الفيفا رفضت في لقاءات سابقة رفع أي علم أو شارة بمدلول سياسي، ورفضت اعتزام بعض المنتخبات الغربية رفع شارة مجتمع الميم...فكأنها تقول كيف رفضتهم لهؤلاء و سمحتم لكل هؤلاء؟
حيث العشب الأخضر، العالم يحتكم لمنطق الوجدان، العاطفة و الانتماء، العشق للرياضة و الهوس بلاعبيها، تختلف التوجهات، كثيرون ليسوا من أهل الكرة، غير أن نزالا عالميا تتعصب فيه الشعوب و تجتمع على أعلامها و شبابها، مشاهد تظهر كيف تتحدث الشعوب لغات غير اللغات، غير أن لغة واحدة تناثر صداها على رقع الوغى و مع كل احتدام.

النشيد و العلم:

سنوات من حمى التطبيع، أكسب البعض ثقة في الحديث جهرا، عن صفحة جديدة من علاقات الشعوب، انكمش فيها الهوى الفلسطيني، وبدا فيها تقبل التطبيع كقناعة من منطلق الواقع.
التطبيع مع الهزائم، وفلسطين عنوان الملاحم.
حينما ارتسم النصر على محيا اللاعبين، ارتفع علم فلسطين، ليس فقط في مباراة المغرب و اسبانيا، بل في لقاءات عدة، فكان الفرح مرتبطا بالفخر، كما ارتبط العلم بالنشيد و بالجماهير الكبيرة التي شاركت الفرح، ليس في المغرب فقط، بل في بلدان عربية و دولية عديدة.

هل كان رفع العلم حركة استعراضية؟

في قطر حيث اجتمع الاخوان، التي ناصرت لسنوات و دعمت حركة حماس، وكانت على علاقة طيبة بالسلطة في رام الله، اختار الاعلام المحسوب على تيار معين، فرصة المونديال، لتسويق ما يريده، فانتفض الليبراليون تهكما، في حديث عن أسلمة المونديال.
بالطبع يحق لكل تيار اسلامي عروبي، أن يستغل التظاهرة، للتسويق لحضارته لهويته...ومن يعترض على ذلك، عليه أن يعترض على ما سبق من تظاهرات، كانت محطات لتقديم ثقافات الغير بحسنها و سيئها، فلماذا يرفض بعض الليبراليين تسويق البعد الثقافي الاسلامي العربي و الأخلاقي لمونديال الدوحة.
يمني البعض نفسه بأن تكون حركة العلم خطوة استعراضية لكسب صور الكاميرا و حديث شبكات التواصل، لكن تكذبها الأعلام المنتشرة في كل خروج شعبي، ليس في قطر وحدها، بل في مختلف عواصم العالم، من الشرق إلى الغرب، إنها فلسطين.

شباب عفوي و قضية هوية

العفوية لشباب بعيد عن السياسة، لكن حديث وجدانه، جسد بذرة قضية لا تحيد عن قلوب كثيرين، من أجيال ما بعد الحرب الباردة، بل بعضهم ولد بعد سقوط بغداد...لا يعرف بعضهم شيئا عن اتفاقات أوسلو و لا عن المبادرة....كل ما يعرفه أن هناك وطنا اسمه فلسطين، وعلما يرفرف مع كل انتصار يجمع نخبة أعلام العرب و الاسلام بألوانها الزاهية، علم هو عنوان لهوية جامعة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى